مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 24/05/2011, 10:49 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
[ قهوة الثلاثاء - 22 ] .. ذكرياتي مع سوريـا ( الجزء الأول ) ؟!



لقد كنت طفلا صغير لمن يظن اننا ولدنا والشعر يكسو وجوهنا ! .. عندما كنت اشارك طفل آخر وهو جار لنا اللعب ببضع مجسمات على هيئة الحيوانات ( وانتم بكرامة ) .. نسيت ان اقول ان ذلك الطفل كان من ارضنا الحبيبة سوريا .. واتذكر اننا تقاسمنا تلك الحيوانات ولا زلت اريد ان اتذكر لماذا كنا نتقاسمها ؟! .. وكيف كنا نلعب بها ؟! .. فلا تسعفني الذاكرة كما هي العادة دائما على وزن الهلالي دائما

هكذا ببراءة الطفولة وصدقها وطهرها ونبلها تم توزيع الحيوانات بيننا بالتساوي وبشكل منصف وعادل ودون إي ضغينة من أحدنا تجاه الآخر .. في ذكرى تجعلني اطالب ان نرفع شعارا عربيا مفاده ( نريد أن تعود ارواحنا للطفولة من جديد ! ) .. بعد ان تمكنت اخلاقنا العربية المعاصرة وسلوكياتنا ان تجعل منا عالم مواز لعوالم الإفتراس في العلاقات فيما بيننا البين نتيجة ابواق الحسد والكراهية والبغضاء والعدوان التي تغرسه قيمنا الاجتماعية فينا يوما بعد آخر وتطالبنا ان نستحضر رقي اخلاقنا مع المجتمعات الغربية فقط !

كنت أحمل بين يدي ( نمرا ) بينما كان صديقي الطفل السوري يحمل بين يديه ( أسدا ) حينما عبرت عن مشاعري بالقول أنني لا أحب الأسد وأرى النمر اقوى وأجمل ! .. فما كان من صديقي السوري الصغير سوى ان رفع عقيرته ينادي والدته وهو يقول لها : ماما .. طارق ما بيحب الأسد ؟! .. فما كان من والدته الفاضله الا أن اقتربت مني وهي تنهرني بلطف عن قول ذلك ! .. بالرغم انني كنت طفل صغير لم يخطو خطواته الأولى نحو المدرسة بعد الا ان القصة ظلت محفورة في ذاكرتي .. فقد شعرت حينها ان هنالك خطأ ما لم استطع تفسيره بعقلي الصغير !

كنت في حاجة الى ما يربو عن عقدين من الزمن حتى أفهم مغزى تصرف ذلك الطفل ووالدته عندما حكى لي احدهم دعابة سورية مفادها : ان هنالك رجل وطفله الصغير كانوا قد استقلوا احد الباصات في سوريا .. ومعروف ان صور الرئيس السوري تجدها في كل مكان الأمر الذي فسرته ذات يوما انها محاولة من الشعب السوري ان يقنع نفسه عنوة بمحبته للرئيس ! .. نعود الى محور الدعابة والتي تفيد ان الطفل في داخل الباص رأى صورة الرئيس الأسد .. فما كان منه سوى ان قال : بابا .. ليكو الشخص اللي بتلعنوا لما تشوفه في التلفزيون بالليل ! .. فما كان من الأب سوى ان رفع الطفل بين يديه داخل الباص وهو يقول : طفل ضايع يا جماعة .. بحكي طفل ضايع من شان الله !

يحكى في بداية الثمانينات الميلادية ان أمر الرئيس السوري أنذاك حافظ الأسد بتجهيز كافة الوحدات العسكرية الخاصة والمدربة تدريبا عاليا من اجل محاصرة مدينة جميلة تدعى ( حماة ) وليس من أجل تحرير جبال الجولان المحتلة من الكيان الصهيوني كما هو مفترض ! .. وكان سبب الحصار هو وجود معارضة ! .. وكان الهدف من الحصار ارسال رسالة الى كل مواطن سوري عن جزاء كل من يجرؤ على التفكير بمجرد ان يكون له وجهة نظر مختلفة حيال الوطن ! .. فتم حصار المدينة ودكها بالمدافع ثم تبعه جرائم قتل جماعية وابادة كبيرة لسكانها بلغت قرابة 40 الف قتيل و 20 الف مفقود ! .. ناهيك عن انتهاكات حرمة النساء وتدمير الممتلكات ! .. وقد قيل ان رئيس النظام السوري في ذلك الوقت برر تلك الجريمة بقوله : كانوا ينشدون الجنة .. فمنحتهم اياها !

سؤال يطرح نفسه : لماذا غضت الولايات المتحدة وآلة الدعاية الصهيونية النظر عن تلك الجرائم طالما كلاهما يدعي ان النظام السوري غير مرغوب به لكلاهما ؟!


يتبع الأسبوع القادم ...



أشتقت اليكم .. ودمتـم فـي خيـر

اخر تعديل كان بواسطة » هلالي من ارض اليمن في يوم » 24/05/2011 عند الساعة » 04:45 PM
اضافة رد مع اقتباس