مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 25/04/2011, 04:17 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أخبار الصحف
أخبار الصحف أخبار الصحف غير متواجد حالياً
الموقع الرسمي لنادي الهلال
تاريخ التسجيل: 27/11/2008
مشاركات: 6,769
ico2 أدب الخلاف مع مشجع وعبدالرحمن بن مساعد كتبه : عادل عبدالرحيم





إعـداد : S.SAM





أدب الخلاف مع مشجع وعبدالرحمن بن مساعد
كتبه : عادل عبدالرحيم


قبل قرابة أربعة عشر عاما تشرفت مع إخوة فضلاء من أندية النصر والهلال والشباب بزيارة دعوية لبعض المخيمات وجاءني رجل مظهره التدين يطلب مني أن أبيحه وأحلله فقلت له: ما الأمر ؟
قال: قبل سنوات كنت مولع بالكرة وسبيتك ولعنت والديك مرات عديدة وأنا اليوم غير وما أتابع الكرة بس يوم شفتك حبيت أعتذر منك فقلت له مازحا: خلاص سامحتك رغم نصراويتك الله يبيحك ويحللك ويجمعنا في دار كرامته، قال: آمين بس تراي كنت هلالي قلت: ما تجي هلالي وتسبني ! قال: إذا ضيعت فرصة أو زودت المراوغة سبيتك .

التعصب والحماس الزائد عن حده واضح للعيان في وسطنا الرياضي ولكنه اليوم مع كثرة الفضائيات والمنتديات وغيرهما ازداد عما كان عليه بالأمس .

لا حرج أن يوجد مخالفين لرأي الكاتب ومنتقدين له ، فنقد المخالف قد يكون أنفع للمرء من مدح الموافق ، ولكن الملاحظ أن النقد تزداد وتيرته - أحيانا - في مجتمعاتنا عموما وفي وسطنا الرياضي خصوصا ليتحول بسبب التعصب من نقد هادف غايته الحق والتصحيح والتوضيح إلى سب وشتم وهمز ولمز وطعن وقذف وكذب وسخرية وتقديس للرأي الشخصي ومصادرة لرأي الآخرين ، لعلمي بما سبق إضافة إلى أن عندي من العيوب ما يشغلني إصلاحه عن الإهتمام بغيري ترددت كثيرا أن أكتب وأعرض نفسي لقيل وقال ، لكني قرأت في السيرة النبوية أن عروة بن مسعود الثقفي قبل إسلامه أرسلته قريش ليفاوض النبي عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبية فقال للنبي بقصد تخويفه: إني أرى معك وجوها وأوباشا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك إذا بدأت الحرب ، فجاءه رد غليظ من رجل مقنع بالحديد لايرى إلا حدقة عينيه جمع بين الرقة وحسن الخلق وبين القوة عندما يتطلب الأمر ذلك ، قال له : امصص بظر اللات أنحن نفر وندعه ؟ قال عروة : من هذا ؟ قالوا :هذا أبوبكر الصديق ! قال عروة : أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لرددت عليك ! فحفظ عروة وهو مشرك حين ذاك جميل أبي بكر ، أوليس المسلم أولى بأن يحفظ جميل من أحسن إليه ؟ بلى والله ، فموقف وكلام عروة ينبغي أن يأخذ منه كل كريم وأصيل قدوة ، لذا سارعت يمناي للكتابة وهي تلحظ أفعالا وردود أفعال محورها الأمير عبدالرحمن بن مساعد ، حيث أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد أحسن إلي ووقف معي في أزمة مرت بي موقفا عظيما زاد من روعته أنني لست من أخوياه ولا من جلسائه بل والله ماقابلته وجها لوجه ولا صافحت يدي يده يوما من الدهر وإن كان هذا مما يشرفني ، وأعلم أن هذه الكتابة لا تفي بحقه وربما يكون تأثيرها محدودا خاصة في أجواء التعصب وتقديس الرأي الموافق وتسفيه الرأي المخالف لكنها مجرد تعبير بسيط أحسبه صادقا ونابعا من القلب وهو جهد المقل وحق الرجل عندي الدعاء له بظهر الغيب وتحري أوقات الإجابة .

أعتقد أن عبدالرحمن بن مساعد رجل مبادر من نوعية الرجال الذين يسبقون الأحداث ويؤثرون في الواقع والرجل المبادر الفعال المؤثر الإيجابي غالبا يكثر الحديث حوله مدحا أو ذما ، نقدا أو تأييدا ، ويكثر محبوه ومخالفوه ، وقد تجد من يحبه بقوة ولايقبل فيه كلمة وتجد في المقابل من ينظر إليه بعين السخط التي الأصل عندها تفسير كل كلمة أو تصرف بسوء الظن واتهام النيات والتشكيك في المقاصد وتفرح بالحديث عن زلات الرجل رغم وضوح كثرة إيجابياته وحسناته ! بل ممكن أن تختلق له زلات وتحاسبه عليها ، هذه النوعية المبادرة والناجحة من الرجال كان الله في عونهم لأنه عليهم أن يتحملوا ضريبة نجاحهم ، الأمير عبدالرحمن رجل متواضع رغم مكانته الإجتماعية الكبيرة وحتى في خلافه مع بعض الإخوة نرى أنه يناقش بأدب وحجة مقنعة أو على الأقل مقبولة سواء كان الصواب معه أو مع غيره ، قبل دخوله المجال الرياضي كان يفتتح أمسياته الشعرية بذكر الله ولم يعترض أحد ، لانزعم له الكمال البشري وبعض قصائده غنائية ولكن نقول كفى المرء نبلا أن تعد معايبه ، ومن هو الذي ينتقد عبدالرحمن أو غير عبدالرحمن وليس له أخطاء لو وضعت تحت المجهر والنقد لكان الأمر مختلفا ، عبدالرحمن رجل له أعمال خير كثيرة سرا وجهرا مثله مثل غيره من تجار هذا البلد المعطاء وولاة أمره الكرام ، ولا يضير المحسن المخلص إتهام البعض له في نيته ومقصده وأنه عمل الخير ليس من أجل الله وإنما من أجل كذا وكذا ، فعند الله تلتقي الخصوم ، وما كان لله يبقى ، وأما الزبد فيذهب جفاء ، لا بأس أن نختلف حول بن مساعد أو غيره لكن أن يصل الأمر إلى إتهام رجل سمعته الحسنة تسبقه بأنه راشي ويتعامل بالسحر والشعوذة بل يكتب مسلم في منتدى عن قامة بمستوى عبدالرحمن بن مساعد ويصفه بأنه مدعي النبوة المتمسح بالدين شاعر الخنا !! وربما كان هذا الرجل من الذين يحبون عبدالرحمن بن مساعد قبل رئاسته لهذا النادي وكان يسميه شاعر الفقراء ، لاننسى طبعا الإشادة ببعض العقلاء والفضلاء في نفس المنتدى الذين تشعر من ردودهم بالغيرة على دينهم أولا وبأدبهم في الطرح مع المخالف والموافق ، والخير باق في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة ، وكنت أقرأ قبل كتابتي هذه مقالا للأستاذ خالد قاضي بجريدة الرياضية يشيد فيه بجوانب في شخصية الأمير عبد الرحمن بن مساعد ، وهناك أمثلة أخرى من أشخاص غير محسوبين على الهلاليين تؤكد هذا المعنى ، علما أن كثرة التنوع في الإتهامات لشخصية نظيفة تدل للمتأمل على التذبذب وعدم الصدق فصاحب الحق كلامه واحد ثابت أما المخالف للحق فتجده في أمر مريج كل فترة له سالفة غير الأولى وتهمة تختلف عن سابقتها.

في تقديري أن الشمس لا تحجب بغربال ، وأنتم شهود الله في أرضه ، سمعة المرء الدينية والأخلاقية الشخصية مهمة جدا عند عموم الناس وعند خاصتهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم ، لذلك أعتقد أن سمعة عبدالرحمن بن مساعد الحسنة كانت سببا مهما في تغير نظرة الشيخ سليمان الدويش للموضوع الذي أثير معه وتأكد ذلك ببيان الناطق الرسمي للهيئة ، والمسلم العارف بدينه لا يطالب بفصل الدين عن الرياضة لكنه يطالب بفصل التعصب عن الرياضة ، نعم الإختلاف قائم لاننكره ولا بأس أن تكون نظرتك لفلان من الناس تختلف عن نظرتي فأنا أراه رجل صادق يغلب خيره شره ، وأنت تراه غير ذلك ، لا بأس أن تحب ناديك وتشجعه وأنا كذلك لكن لماذا لايكون إختلافا وليس خلافا ؟ إحتراما وليس إهانة ؟ تنافسا شريفا وليس غير ذلك ، نستلهم في إختلافنا وتنافسنا أن الرياضة تهذيب نفوس وليست مجرد إحراز كؤؤس ! لماذا لا نبحث عن مواطن الإتفاق بدلا من التركيز على نقاط الخلاف ؟ أليس ربنا واحد ؟ ونبينا صلى الله عليه وسلم واحد ؟ وقبلتنا واحدة ؟ وولاة أمرنا يحرصون على جمع الكلمة ووحدة الصف ، وهل يمكن أن أكره نادي النصر - مثلا - وأنا أعرف شخصيا أن نائب الرئيس رجل يحفظ كتاب الله كاملا ؟ ولا يهون رئيس النادي وجميع المنتسبين لهذا الكيان ، أسأل الله عزوجل أن يجمع قلوبنا على المحبة ونفوسنا على الهدى وعزائمنا على الخير ، وأن يحصل تغيير حقيقي للأفضل في عهد سمو الأمير نواف بن فيصل الذي نتابع جهوده الملموسة في التطوير والتجديد وإعادة أمجاد الكرة السعودية التي ازدهرت أيام والده الهمام غفر الله له ، وأكمل المشوار من بعده الأمير الطيب فهد بن سلطان.


وأخيرا فإني قد كتبت عدة مقالات منذ أكثر من سنة في منتدى الزعيم لاقت بفضل الله قبولا حسنا ويلوموني كثيرون هناك على عدم تواصلي في الكتابة معهم ولهم العتبى ، ولو أردت المدح لكتبت مقالي هذا في ذاك المنتدى حيث المخالف هناك قليل ، لكني أسأل الله أن يكون هذا المقال مما يساعد على التخفيف من التعصب وأن نقوم جميعا بدورنا تجاه بلادنا الغالية وديننا العظيم ومسئوليتنا تجاه الشباب والناشئة ، هذا رأيي الذي أدين الله عز وجل به وماكان فيه من صواب فهو من الله عز وجل وما كان فيه من خطاء فهو من نفسي والشيطان واستغفر الله منه " ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " والله ولي التوفيق .



وللمـزيد من الأخبــار والمــواد الأخـرى :: اضغـط هنــا ::