إن بليتنا منذ أكثر من عشرين سنة هي التعصب واختزال جميع ألوان الطيف في لون واحد. ما نشهده اليوم ضد المتميز سامي شهدناه من قبل ضد النعيمة وماجد حتى من أقلام هلالية. رأينا إنكفاء النعيمة على نفسه، ورأينا تنكر سمو الأمير ممدوح لماجد، ورأينا كيف أن الثنيان خارج الأحداث الهلالية. وسامي ، مع حبي لمن ذكرت ، أظنه أذكى من هؤلاء اللاعبين الرموز، وسيظل إسمه ومجده خالداً أكثر منهم، وسترون.
ذكر حسام حسن نقطة مهمة وهي أن عطاء اللاعب هو الأحق بالتكريم وليس بعدد البطولات. وهذا حق. فسامي قد أعطى الهلال بلا حدود لسنوات طوال، وهو أفضل مهاجم في تاريخ نادي الهلال. ومع المنتخب لعب أكثر من 145 مباراة دولية وترتيبه السابع، وتقدم على ماجد في الترتيب، وكان له يد طولى في الكثير من مباريات المنتخب، وأهدافه وتمريراته لا تنسى. هذا العطاء الطويل هو من يحكم باستحقاق اللاعبين وليس مجرد أن يكتب الحظ لأحدهم أن حقق مع فريقه عدداً من البطولات في موسمين أو ثلاثة. أنظروا أين المهاجمين الآخرين الذين أثاروا زوابع من الإعجاب في عهد سامي ثم تبخروا، وبقي سامي يغرد وحده. من أغرب الأشياء لكل المنصفين استدعاء مهاجمين للمنتخب مع خلو القائمة من إسم سامي. لم يبق إلا أن يستدعوا الحسن اليامي أو عبيد الدوسري، هذا مع دعائي للمنتخب بالتوفيق. وأقول للأخوة النصراويين المتعصبين الذين أثاروا الشكوك حول أحقية سامي بجائزة التفوق: دعوا هذه الجائزة ومثلها معها، هل ينقص ذلك من مكانة سامي في الكرة السعودية والعربية والآسيوية؟ لقد كرم من الاتحاد الأسيوي، ومن العربي ومن السعودي بفعل أفاعيل رأسه وقدمه. لقد حرث وبذر فاستحق ما حصد. فقليل من الانصاف بحق سامي. وبالمناسبة إسم "سامي" مشتق من السمو، والسمو مشتق من السماء، والسماء بعيدة المنال.