مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #278  
قديم 31/03/2011, 08:57 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
أميـــر الليل أميـــر الليل غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382
برأة الأصحاب من دم الأحباب بدوى مطر 59

القبض على مسلم وقتله فى الكوفة
لكن ابن صاحبة هذه الدار وشى به ووصل الخبر إلى ابن زياد الذي بعث صاحب شرطته فى سبعين أو ثمانين فارسا، فلم يشعر مسلم إلا وقد أحيط بالدار التى هو فيها فدخلوا عليه فقام إليهم بالسيف فأخرجهم من الدار ثلاث مرات ،
فأعطاه أحدهم الأمان فأمكنه من يده وجاؤا ببغلة فأركبوه عليها وسلبوا عنه سيفه فلم يبق يملك من نفسه شيئا فبكى عند ذلك وعرف أنه مقتول ،وقال إنا لله وإنا إليه راجعون،فقال بعض من حوله: "إن من يطلب مثل الذى تطلب لا يبكى إذا نزل به هذا "
فقال : ـ أما والله لست أبكى على نفسى ولكن أبكى على الحسين وآل الحسين إنه قد خرج إليكم اليوم أو أمس من مكة "
ثم التفت إلى محمد بن الأشعث فقال: ـ "إن استطعت أن تبعث إلى الحسين على لسانى تأمره بالرجوع فافعل"
فبعث محمد بن الأشعث إلى الحسين يأمره بالرجوع فلم يصدق الرسول فى ذلك .
ثم ادخل على ابن زياد ،فقال: ـ "أيه يا ابن عقيل أتيت الناس وأمرهم جميع وكلمتهم واحدة لتشتتهم وتفرق كلمتهم وتحمل بعضهم على قتل بعض..؟"

قال : ـ "كلا لست لذلك أتيت ولكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم وسفك دماءهم وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر فأتيناهم لنأمر بالعدل وندعو إلى حكم الكتاب"
ثم قال له ابن زياد : ـ " إنى قاتلك "
قال مسلم :ـ" فدعنى أوصى إلى بعض قومى، قال: أوص "
فنظر فى جلسائه وفيهم عمر بن سعد بن أبى وقاص فقال يا عمر إن بينى وبينك قرابة ولى إليك حاجة وهى سر فقم معى إلى ناحية القصر حتى أقولها لك ، فقام فتنحى قريبا من ابن زياد.
فقال له مسلم : ـ " إن على دينا فى الكوفة سبعمائة درهم فاقضها عنى واستوهب جثتى من ابن زياد فوارها وابعث إلى الحسين فانى كنت كتبت إليه أن الناس معه ولا أراه إلا مقبلا"
فقام عمر فعرض على ابن زياد ما قال له فأجاز ذلك له كله، وقال أما الحسين فان لم يردنا لا نرده ،وإن أرادنا لم نكف عنه ،ثم أمر ابن زياد بمسلم بن عقيل فأصعد إلى أعلا القصر وهو يكبر ويهلل ويسبح ويستغفر ويصلى على ملائكة الله ويقول اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وخذلونا ثم ضرب عنقه وألقى رأسه إلى أسفل القصر وأتبع رأسه بجسده ، ثم إن ابن زياد قتل أناسا آخرين ثم بعث برأسه ورأس هانىء بن عروة إلى يزيد بن معاوية إلى الشام وكتب له كتابا صورفيه ما وقع من أمر.
قيل قتل مسلم يوم الأربعاء يوم عرفة سنة ستين وكان ذلك بعد مخرج الحسين من مكة قاصدا أرض العراق بيوم واحد ، يوم التروية .
لما أستشعر الناس خروج الحسين أشفقوا عليه من ذلك وحذروه منه وأشار عليه ذوو الرأى منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق وأمروه بالمقام بمكة وذكره ما جرى لأبيه وأخيه

اضافة رد مع اقتباس