مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 29/03/2011, 03:30 PM
وقت الغروب وقت الغروب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
مخيمات الشباب .. خيرٌ أم إرهاب ؟!

في خطابه الشهير الأخير ، لأول جمعة تلت جمعة الوفاء والأمن والوحدة . استهل خادم الحرمين الشريفين ـ وفقه الله ـ حديثه بالشكر والتقدير لعلماء البلاد والثناء عليهم . ثم أعقب ذلك بجملة من الأوامر الملكية والقرارات الإصلاحية , والتي جاء جُلّها متماهيا مع خصوصية البلاد ومصداقا لنهجها في احتضان الشريعة , وخدمة الدين , والدعوة إلى الخير والهدى .

حيث نصت التوجيهات المباركة على تكريم العلماء ومنع انتقاصهم أوالقدح في أمانتهم و علمهم ، مع تعزيز دورهم ، ثم التمكين للمنابر الدعوية والجهات الدينية المختلفة بالدعم المعنوي والمادي عبر صرف مئات الملايين لصالح المساجد وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجمعيات تحفيظ القرآن ومكاتب التوجيه والإرشاد .

لم تكن تلك هي المناسبة الأولى التي تتجلى فيها التوجيهات الخيّرة لقادة هذه الديار فلطالما أعلنوا عبر تصريحات ومواقف عدة أن الدين هو أُسّ وأساس هذه الدولة , وأن رعايته أعظم ركائزها وأولوياتها .

إننا ونحن ندرك هذه القناعات الراسخة لدى القائد السعودي وولي عهده ونائبه الثاني – حفظهم الله وسدد إلى الحق خُطاهم – لنعجب أشد العجب إذ يتجرأ مسؤولٌ ما أو متنفّذ في منطقة , ليخالف ما عليه توجّه القيادة العليا وتصدر به أوامرها وتسير وفقه أنظمتها . وكأنما يدير دولته الخاصة داخل الدولة فيضع لها ما يشاء من حدود وقوانين ومعايير !!.

ففي ملتقىً جمع ذلك المسؤول بأبناء منطقته , يقف أحد شباب الوطن واصفا معاناتهم في كبت حرياتهم , وخنق متنفسهم الصحيّ النقي , متسائلا عن سر إغلاق المعارض و المخيمات الدعوية في مدينته ؟ وسبب حرمانهم فعالياتها و أنشطتها الثقافية والتربوية والترفيهية الهادفة ! مطالبا بحقهم في عودتها والانتفاع بخيرها و عطائها أسوةً بإخوتهم في كافة مدن البلاد ومحافظاتها .

وفي حين قدّم ذلك السائل نموذجا مشرّفا للشاب السعودي المسلم , الواثق بنفسه المؤمن بحقوقه , المدرك لأحداث ومعطيات الواقع , في زمن تساوى فيه الأمير والوزير بالخفير .

فإن ذلك المسؤول للأسف لازال حبيس الماضي بمفاهيمه وأفكاره العتيقة , معتقدا أن تمرير الأكاذيب و المعلومات المُضلّلة لازال ممكنا !. إذ ينتهج ذات السياسة الغبية التي طالما انتهجها كثيرٌ من الساسة و أصحاب الايدولوجيا والمخططات ـ بالتلويح بكرت الإرهاب والتخويف من تغوّل الإسلاميين وخطر المحافظين ـ لتبرير استبدادهم و تطرفهم المقابل وإسباغ الشرعية أو القانونية على مواقفهم المعادية للتدين و أهله .

يقف ذلك المسؤول وراء منع للك المناشط منذ أربعة أعوام , يعرف الصغير قبل الكبير ذلك , يجأر الجميع بالشكوى , وتضجّ قنوات الإعلام الحديث , بتناول الحقائق وإثباتها كشاهد لايعرف التزوير يوما . ومع ذلك يصرُّ صاحبنا على تزييف الوقائع ! فينفي الإغلاق ويزعم حرصه على التنظيم , فليت شعري أي تنظيم تريده , لأمر عارضت و منعت وجوده أصلا ؟!

يتهم تلك المخيمات بالفوضى وأن إقامتها قريبا من شواطئ جدة منظٌر غير حضاري ! والسؤال الآن : إن كانت تلك المخيمات ـ التي شهد لها الجميع بالتميز و حسن التنظيم والأداء ورقي المستوى ـ غير حضارية , فماذا عن ممارسة البيع العشوائي وانتشار الجمال والبغال وعربات الأحصنة والدراجات النارية على الكورنيش دون ضبط أو تنظيم ؟!

ثم ماذا لو كانت تلك المخيمات تستضيف كبار المطربين عوضا عن كبار العلماء والدعاة والمفكرين هل كانت ستصبح حضاريةً وبالتالي مرضيا عنها ؟!!

نعود للتهمة الأخطر التي رمى بها ذلك المسؤول المخيمات الثقافية والدعوية وهي تحويل الفعاليات إلى معسكرات تدرّب أبناءنا على الإرهاب . وهنا أتى الأمير بما قصم ظهر البعير !! إذ كيف يُعقل أن ترعى وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإسلامية وغيرهما من الجهات الحكومية المشرفة على هذه المخيمات الإرهاب بنفسها ؟!

أيها الفاضل : أليس لك في خادم بيوت الله وإخوته الكرام قدوةً ونبراسا ؟

* رُبّ كلمة قالت لصاحبها دعني !
اضافة رد مع اقتباس