مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #208  
قديم 28/03/2011, 04:12 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
أميـــر الليل أميـــر الليل غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382
ذم الدنيا






ذم الدنيا
قال تعالى (( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ))
قال تعالى (( وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور ))
الغرور هو اعتماد القلب على ما لا ينبغي الاعتماد عليه كاعتماد التاجر على تجارته واعتماد العالم على علمه والغني على أمواله وقد يلتبس الغرور على عامة الناس بالرجاء فيعملون الأعمال السيئة اغتراراًً بسعة رحمة الله تعالى وذلك جهلا بالفرق بين الغرور والرجاء , فالرجاء إنما يتحقق عند وجود أسباب الفلاح وطرق النجاح فيأتي الإنسان بالطاعات ويرجو الله قبولها .أما الغرور فيكون عند عدم وجود أسباب الفلاح والنجاة لذلك فعلى المؤمن الحذر فلا يكون ممن يطلبون الآخرة بغير عمل ويؤخرون التوبة بطول الأمل فيقولون في الدنيا بقول الزاهدين ويعملون فيها بعمل الراغبين وان أعطوا منها لم يشبعوا وان منعوا منها لم يقنعوا وصدق من قال :
يرجو النجاة ولم يسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس
ومن أعظم الاغترار التمادي بالذنوب على رجاء العفو من غير ندامة وتوقع القرب من الله من غير طاعة وانتظار زرع الجنة ببذر النار وطلب دار المطيعين بالمعاصي قال تعالى (( أم حسب الذين اجترحوا السيئات إن نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ))
يعني أيظن الذين اكتسبوا الخطايا ويعملون الأعمال المذمومة أن نسوى بينهم في الآخرة وبين من يعملون الخيرات وهم مؤمنون كلا ساء ما يحكمون وفي الحديث القدسي (( ما اقل حياء من يطمع في جنتي بغير عمل كيف أجود برحمتي على من بخل بطاعتي ))
إن حب الدنيا مذموم في جميع الشرائع ألسماويه وهو رأس كل خطيئة وسبب كل فتنة وإذا سرى في قلب العبد أفسده وجعله قاعاًً صفصفاًً لا يكاد يوجد فيه من الخير مثقال ذرة ومن كان همه في الدنيا ما يكفيه فأقل شيء يكفيه ومن طلب منها ما يغني فلا شيء يغنيه . فعلى العبد المؤمن أن يزهد بالدنيا فلا يفرح بالموجود ولا يحزن على المفقود ولا يشتغل بطلب الدنيا والتمتع بها وينسى ما هو خير له عند ربه وعليه أن يخرج حب الجاه من قلبه ليستوي عنده المدح والذم وإقبال الناس عليه وإدبارهم عنه .
إن حب الجاه اضر على صاحبه من حب المال وكلاهما دالان على الرغبة في الدنيا وهي عدوة الإنسان ولذلك لم ينظر الله إليها منذ أن خلقها ,وكل شيء يشغل العبد عن الله فهو دنيا وكل سيء يعينه على التوجه إلى الله فهو آخره وقد بين الله تعالى حقيقة الدنيا بقوله ((واعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم بهيج فتراه مصفراًً ثم يكون حطاماًً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))
وقال (صلى الله عليه وسلم) (( من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته اضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى ))
من أصبح والدنيا اكبر همه فليس من الله في شيء وألزم الله قلبه أربع خصال:
هماًً لا ينقطع عنه أبدا
وشغلا لا يتفرغ منه أبدا
وفقراًً لا يبلغ غناه أبدا
وأملاًً لا يبلغ منتهاه أبدا
وقد جاء في الحديث إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالم أو متعلم
هذا والله اعلم
اضافة رد مع اقتباس