مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #135  
قديم 26/03/2011, 09:03 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
أميـــر الليل أميـــر الليل غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382
توبة

إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا,
من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

ثم أما بعد :

التوبة هل فكرت اخى \ اخيتى عند وضع راسك على مخدتك
هل حاسبت نفسك وادبتها هل احصيت عدد المعاصى التى ارتكبتها
فِر الى الله بالتوبة، فر من الهوى... فر من المعاصي... فر من الذنوب...
فر من الشهوات... فر من الدنيا كلها...





وأقبل على الله تائباً راجعاً منيباً...
اطرق بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبك، أو تعاظمت،
فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل،
فهلمّ أخي الحبيب الى رحمة الله وعفوه قبل أن يفوت الأوان.




سبحان الله ... وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله
في مدارج السالكين حيث قال : \" وهذا موضع الحكاية المشهورة
عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي
يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج ,
فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي
غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت
الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته ,
فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده
على عتبة الباب ونام , وخرجت أمه ,
فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه ,
والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟
ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني ,
ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة
بك والشفقة عليك . وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .



فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف
ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم \" الله أرحم بعباده من الوالدة
بولدها \" وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه ,
فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به .
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد
لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها .



حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليها ,
وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل ,
وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي




وأقول لك: إن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً يسر له الأسباب
التي تأخذ بيده إليه وتعينه عليه،
فأصدق النية وأخلص التوبة فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة
أعانه الله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة..
ومن لم يكن مخلصاً لله استولت على قلبه الشياطين،
وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله،
ولهذا قال تعالى
عن يوسف عليه السلام: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء
إنه من عبادنا المخلصين [يوسف:24].



ابتعد عن رفقة السوء فإن طبعك يسرق منهم، واعلم أنهم لن يتركوك وخصوصاً
أن من ورائهم الشياطين تؤزهم الى المعاصي أزاً،

أشغل نفسك بما ينفع وجنّبها الوحدة والفراغ فإن النفس إن لم تشغلها
بالحق شغلتك بالباطل،



لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه
بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي،
فإذا نُصح وحذّر من عاقبتها قال: ما بالنا نرى أقواماً
يبارزون الله بالمعاصي ليلاً ونهاراً،




فإذا تكرر الذنب من العبد فليكرر التوبة ,
ومنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله : أحدنا يذنب , قال يكتب عليه , قال ثم يستغفر منه ويتوب ,
قال : يغفر له ويتاب عليه , قال : يكتب عليه ,
قال :ثم يستغفر ويتوب منه ,
قال : يغفر له ويتاب عليه .
قال فيعود فيذنب . قال :\"يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا \"



وقيل للحسن : ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ,
ثم يستغفر ثم يعود , فقال : ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه ,
فلا تملوا من الاستغفار .

إن الهلاك كل الهلاك في الإصرار على الذنوب

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه
اللهم اجعل هذه الصفحة لنا لا علينا


اضافة رد مع اقتباس