مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #5  
قديم 23/03/2011, 03:54 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أميـــر الليل
أميـــر الليل أميـــر الليل غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2010
المكان: سَبت العلايةة ♥
مشاركات: 19,382
أشجار طيبه وقلوب مؤمنه

يقول الحق جلَّ وعلا (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)والكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد لا إله إلا الله,والشجرة الطيبة قيل أنها النخلة,لو تأملنا الشجرة التي شبه الله بها الكلمة,
تنبت في أرض خصبة جيدة,فتنتج أطايب الثمر وتعطي أجمل منظر وتتمتع بأجمل الألوان,يشعر االناظر إليها براحة وسعادة ,ذلك اللون الأخضر الذي يزينها,لون الجنة ولباس أهلها,تبتسم بعطاء لا مثيل له بثمر يزينها ككلمات,طيبات تخرج من فيها العذب ,فما أجمل تلك الشجرة التي تأثرت بالصفاء,
والنقاء, والجمال, والعطاء,فأعطت وأعطت وأصبحت مؤثرة تمنح لغيرها ما استمتعت به,ومن الناس من هم متأثرون بأعظم القيم,القيم الربانية والأوامر الإلهية فتأثروا بها, وأطاعوها واستنشقوا عبيرها,وامتصوا فوائدها واستقوا زلالها فأصبحوا
كأشجار العطاء يتأثرون بالخير و يهدونه لغيرهم,يحبهم الرائي ويرتاح لهم المتحدث,واثقين من خطواتهم في غير غرور,
شامخين في غير تكبر,يتراءى لنا أنهم حدائق ذات بهجة تمنحنا السعادة والأنس والمسرة,نتأثر بهم حتى وإن غابوا عنا,تبقى سيرتهم عطراً تستنشقه الأنفاس,وتهدي الخير للناس,هؤلاء هم عباد الرحمن الذين وصفهم بقوله(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا, وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ,وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا,وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا,إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)حول تلك الأشجار المثمرة المعطاءة ينبغي أن نحط رحالنا,ونستظل بفيء ظلالها لنتعلم منها,ونستفيد من تساقط ثمرها فهم القوم لايشقى بهم جليسهم,نوع من البشر,عطلوا تفكيرهم ومنحوا أنفسهم إجازة مفتوحة,يسيرون متخبطين بلا هدف ,عناصر خاملة وقوة زائلة,لا يدركون أهدافهم ,ولا يعوون مسؤوليتهم, كلما رأوا بريق زائف ساروا وراءه,تأثروا بهواء فاسد وتربة سيئة,
إمتصت مواد سامة وقيم فاسدة كنبات سام قاتل,يؤذي ولا ينفع,ينخدع الكثير بمظهره ويتخذه زينة أو غذاء ولا يعلم أنه الداء والبلاء,وكثير منهم تطفو جذوره
بل يصبح كجذوع شجر مؤذي,خُشب مسندة لا يسمعون ولا يعقلون أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام,تآكلت بواطنهم فلا يستطيعون الصمود والوقوف إلا مستندين إلى شيء,هؤلاء هم الرويبضة والمنافقين, وأصحاب العقائد الفاسدة,هم الخشب المسندة ,التي وجب على كل عاقل مقارعتها ورميها عن قارعة الطريق حتى لا تؤذي,الآخرين ولا تكون سبباً في تشويه مناظر الأشجار الخضراء المؤثرة ,والحضارة الإسلامية المورقة,




نسأل الله السلامة والعافية,وأن نكون ممن حسن باطنه وظاهره ونفع الله به.


اضافة رد مع اقتباس