مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #7645  
قديم 18/02/2011, 09:20 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالله عبدالرحمن
عبدالله عبدالرحمن عبدالله عبدالرحمن غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/10/2005
المكان: بريطانيا ... :(
مشاركات: 2,511
الحلقة (26)
بيكرمان يخفي (الحلوى) والجمهور يبكي عليها !


بعد تعرضه لكدمة في التدريبات قبل أيام من المباراة الافتتاحية لمنتخبه الأرجنتيني في نهائيات ألمانيا أمام منتخب ساحل العاج، خرج ليو من حسابات المدرب بيكرمان لمواجهة الأفيال، ورأى المدرب أن يريحه على ان يدفع به في وقت لاحق في البطولة، وفي بيان لها أوضحت إدارة المنتخب: " لا يمكننا ان نعد بأي شيء يخلق توقعات، نلاحظ في كل جلسة تدريب ان هناك تطور واستعادة للياقة، نحن سعداء بالمجهود الذي بذله من أجل أن يكون معنا هنا".
وخلال المباراة شاهد ميسي، كريسبو وهو يحرز هدفه الـ30 بشعار المنتخب الأرجنتيني، وشاهد ريكيليمي في لحظة إلهام وهو ينظر الى المدرجات، ويرسل الكرة الى حيث يجب ان تكون تماماً، وشاهد سافيولا وهو يعاقب تيزي بلمسته الأولى، وشاهد الأفيال وهم يصارعون من أجل العودة للمباراة دون ان يدركوا المرمى، ولم يتمكنوا من ذلك إلا في النهاية بفضل ديديه دروغبا، وكانت النتيجة النهائية هي فوز 2/1 للمنتخب الأرجنتيني والذي بدا واعداً، حتى بدون ليو .
وفي تعليقه على المباراة قال بيكرمان : " بالنسبة لي، كرة القدم هي كرة القدم، لديّ توقعات لهذا الفريق من وجهة نظر تحليلية، وليست مبنية فقط على الرغبة، أعتقد أننا قدمنا أداءاً جيداً على مستوى الدفاع في مباراتنا الأولى، ومنعنا خطورة لاعبين مهرة من منتخب ساحل العاج، صحيح اننا افتقدنا الحضور لكن الشيء الأفضل هو أننا لم نتوتر".. ووضح ان المدرب خرج راضياً بمستوى الأداء بصورة عامة.
قبل المباراة الثانية كان يشعر بالقلق من منتخب صربيا ومونتنيغرو برغم خسارتهم في المباراة أمام هولندا، لكنه لم ينوِ تغيير تشكيلته، ما عدا الدفع باللاعب لوتشو غونزاليز مكان ايستيبيان كامبيساو .
وفي المباراة في السادس عشر من يونيو، جلس ميسي على دكة الاحتياطي، وجلس بجانبه كارلوس تيفيز، وخلال 65 دقيقة شاهد ثلاثة أهداف، ولا بد أنه تساءل كم كان سيحرز، ثم حانت له فرصة ان يقوم بعملية الإحماء وهي علامة مبشرة ، لكن بعد قليل عاد الى الدكة .. وفي النهاية أشار له مساعد المدرب هيوغو تاكالي بارتداء الشعار والذي حمل الرقم 19 ، حيث أتت مشاركته الأولى في كأس العالم في الدقيقة 74 ، بديلاً لماكسي رودريغيز، مشاركاً في نفس الوقت مع كارلوس تيفيز، الشاب الآخر في دكة الاحتياطي .
وفي المدرجات ومع دخول ليو، رفع مارادونا يديه الى السماء، يصيح ويشجع مع آلاف الأرجنتينين الذين تغنوا: أوولي.. أوولي، ميسسسي.. ميسسسي، ورفع أحدهم بوستر يحمل وجه ليو بجانب كأس العالم وتحتها عبارة (هذا هو حلمي)، وقد تمت الاستجابة أخيراً للافتة التي حملتها فتاة صغيرة تقول (أرجوك بيركمان دعه يلعب).
حتى الآن يلعب المنتخب الأرجنتيني في المباراة جيداً ولا اعتراضات، لكن تغيرت الأشياء عندما دخل ليو ميسي، لقد أجبر الفريق الذي قرر ان يرتاح لتنخفض وتيرة الأداء، على أن يصيحوا مجدداً، وتجري الدماء مرة اخرى في عروق اللاعبين، والذين ظنوا ان الأمر قد انتهى بعد ان تقدموا بثلاثة أهداف، وقد استلم احدى الكرات ودخل بها الى منطقة جزاء الخصم ثم رفع رأسه ليضعها لكريسبو مهيأة تماماً ليرفع الأخير اهداف منتخبه الى أربعة ، وفي الدقيقة 87 مرر تيفيز لكريسبو والذي أعادها لتيفيز ليحرز منها الهدف الخامس، ويتسلم تيفيز كرة أخرى يمررها لميسي الذي يتجاوز الدفاع الصربي ويحرز الهدف السادس، ثم يوجّه أصبعه الى اللاعب الذي مرر له الكرة اعترافاً بدوره في الهدف، واندفع اليه كريسبو ليحتضنه وتشتعل المدرجات .
في هذه المرة كانت مشاركة أولى جيدة في المونديال، برغم انه وكالعادة، قلل اللاعب أهمية الأمر : " لم أكن أفكر في مسألة مشاركتي الأولى، كنت أفكر في كونها مباراة أردت حقيقة المشاركة فيها، صراحة لم أكن قد فكرت في كوني لاعب في كأس العالم، وإني حققت حلم في اليوم".
والآن.. الآن أمام بيكرمان معضلة لحلها، لأن يتخذ قراراً، بلاده تريد منه ان يدفع بميسي أساسياً، لا أن ينتظر حتى الدقيقة 74 ، والصحافة ايضاً ، والتي تتفق مع مطالب قرائها، تريد ذلك، وكتب بيب غوارديولا في عموده بصحيفة ايلبايس :" أصدقائي أي صحافة وأي بلد لا تريد ذلك، فقط هو (بيكرمان) يدري بما سيفعله بهذا العبقري، لا أحد يشك بانه سيمنحه في 90 دقيقة نفس ما منحه له في 15، ما حدث بالأمس مثلما كانت والدة تخفي حلوى في حقيبتها.. تخفيها جيداً، جاهزة لتمنحها لصغيرها عندما لا يتوقف عن البكاء، ودائماً ما تنجح معالجتها حتى اذا كان ذلك لمدة 15 دقيقة فقط " .
في النهاية لم يكن القرار صعباً، المباراة الأخيرة أمام المنتخب الهولندي، وقد تأهل المنتخبان بالفعل، كلاهما يلعب من أجل المركز الأول فقط ، وبإمكان بيكرمان ان يضرب عصفورين بحجر، يدفع بميسي وتيفيز أساسياً، ويريح كريسبو وسافيولا لتجنب ان ينالا أي بطاقات قبل المباراة التالية، وفي النهاية يرضي الجميع، خاصة الذين ينادون بمشاركة الثنائي الصغير القادم من روساريو .
ليو آخر الذين خرجوا من حافلة المنتخب.. يضع جهاز الآي بود على اذنيه، آخر من قام بتغيير ملابسه بعد ان القى نظرة على الملعب وتبادل الحديث مع زميليه في برشلونة فان برونكهوست وفان بومل، وآخر من بدأ عملية الإحماء، وعندما توجّه الفريق لدخول الملعب، انتظر باحترام على الخط.. على قدميه يرتدي حذاء أديداس تم تصميمه بصورة خاصة له، لظهوره في كأس العالم، عليها اسمه، والشمس الموجودة في العلم الأرجنتيني مع عبارة (The Hand of God)، وتاريخ 22 يونيو 1986.. في اليوم التالي ستكتمل 20 عاماً منذ أن أحرز دييغو هدفين في مرمى المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم 1986، أحدهما باليد والآخر بالقدم.
التوقعات تتزايد وسط المشجعين، مالذي سيقدمه لنا ميسي هذه المرة؟ اذا كان قد أبهر الجميع في 15 دقيقة فمالذي سيفعله في 90 دقيقة، وحتى اذا لم تكن هي ليلته فلا بد ان تأثيره وجوده في أرض الملعب سيفعل الكثير.
في الشوط الأول لعب لوحده في الطرف الأيمن، يراقبه تيم دي كلير، تسلّم الكرة 11 مرة، خسرها مرة، ومرر سبع تمريرات جيدة، وفي الشوط الثاني تحوّل الى الطرف الأيسر، حيث راقبه كيو جاليانس.. خلال 23 دقيقة حصل على الكرة ثلاث مرات فقط، ومرر واحدة فقط بالطريقة الصحيحة.. وفي الدقيقة 69 قام بيكرمان بتبديله لصالح خوليو كروز .
واتضح في نهاية تلك المباراة انها أخذت زخماً لا تستحقه، برغم كونها جمعت بين اثنين من عمالقة العالم، وذكر بعض المحللين ان أداء ميسي في المباراة قد منح بيكرمان عذراً لأن يعيده الى دكة الإحتياطي في المباراة التالية .
في الرابع والعشرين من يونيو، عيد ميلاده التاسع عشر، دخل ميسي بديلاً للاعب سافيولا، عندما كانت النتيجة 1-1 أمام منتخب المكسيك الذي يدربه الأرجنتيني لا فالب، ويجعل الأمر صعباً أمام مواطنيه.. ومرة أخرى غيّر الفتى القادم من البارسا من إيقاع المباراة، منحهم العمق المطلوب وأصبحت الكرة تتناقل أكثر من قدم الى أخرى، ثم صنع كرة جميلة ليحرز منها ماكسي رودريغيز هدفاً، وتأهل المنتخب الأرجنتيني الى ربع النهائي بصورة أصعب مما كان متوقعاً .
في برلين، 30 يونيو، واجهوا صاحب الأرض المنتخب الألماني، واستمرت تلك المباراة لأكثر من 120 دقيقة لم يُحظَ ميسي من بينها بدقيقة!