مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 15/02/2011, 03:27 AM
blood_is_blue blood_is_blue غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 08/11/2007
مشاركات: 129
Exclamation [ ظاهرة المظاهرات ]

[ ظاهرة المظاهرات ]






عادة غربية تحولت إلى ظاهرة عربية .. لا إسلامية
فهو تقليد للغرب أولاً .. ومخالفة لشرع ثانياً
تداخلٌ في الأقول .. بسبب أشخاص ينسبون للعلم
يرحبون في ما يحدث من فوضى ويجيزونه
وفي المقابل يبكون على المنابر مما يحدث بسببه !!
تناقض غريب .. ولا عجب فهم متناقض في معتقداتهم !!

ولنعود إلى نقطة البداية .. فالأول ليس مهم بل هو استنكار واستفهام
ممن بدأ يضعف أحاديث صحيحة اتفق العلماء على صحتها


.
.


ومن هنا نستطيع أن أن نبدأ
بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من أصبح منكم معافى في جسده .. آمناً في سربه
عنده قوت يومه .. فكأنما حيزت له الدنيا )
فـ ما هي إلا صحراء قاحلة تلك الديار التي يفقد في الأمن
فالحياة بفقده .. وسيلة إلى انقطاع الأرزاق
وإشاعة الخوف .. وفشوا الظلم .. وسقوط النظام
وافتراق الجماعات .. وترمل النساء .. وتيتم الأطفال
ومن ثم يأتي الاستعمار الخفي .. بنية إعادة البناء
وما هو إلا زراعة للصحراء .. بأفكار غربية .. ومعتقدات كفرية
ورب قوم قد غدوا في نعمة .. زمنا والدهر ريان غدق

سكت الدهر زمانا عنهم .. ثم أبكاهم دما حين نطق



وقصة الأمس توضح ما يحدث اليوم .. فما الأيام إلا دول تتداول بين الناس
فبالأمس [ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ ]
وزيادة على هذا النعيم .. كانوا في أمن واستقرار دائم
[وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً
وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ]

ولكنهم أعرضوا !! [ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ] بكفرهم نعمة الله
[ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ]
واليوم علينا أن نتذكر ما جلعه الله لنا آية
فـ سلسلة من المظاهرات تسير في البلدان
ظناً منهم أنه تَقَدُّم وانتصار .. وهو مخالفة للشرع وخسارة وضياع
كالماء حين تلاحقه وهو سراب .. والنار يأكل بعضهم بعضاً فتَكْبُر فرحاً وإذا بها رماد !!


فظاهرة المظاهرات .. كلها بمجملها فسادٌ ومخالفات
فمن أينا تبدأ لحصرها كي تنتهي .. وما سأذكره على سبيل المثال لا الحصر
فـ خروج على الحاكم .. وتقليدٌ للغرب .. وفوضى في البلاد
واختلاط بين الأجناس .. وانتهاكٌ للأعراض .. وسرقة للأموال
وهروب السجناء .. وباختصار استحلال لحُرمة البلاد
وأي سببٍ دعاك للخروج .. لا لسبب إلا لدنيا فانية
فـ أكل الحكام للمال .. وظلم الرعية والناس

ليس بأمر جديد .. بل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بهذا فقال
(فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَثَرَةً شَدِيدَةً - أي يؤثرون بالمال لأنفسهم وينفردون به –
فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ)
فمن ( رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه
فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة الجاهلية )


وعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً أَنَّهُ قَالَ ( إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ
فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَوَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ – والمراد بالإنكار هنا
هو (كلمة عدلٍ عند سلطان جائر ) - وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ)
قَالُوا يَا رَسُولَاللَّهِ أَلَا نُقَاتِلُهُمْ قَالَ (لَا .. مَا صَلَّوْا )
وفي لفظ (لا ما أقاموا فيكم الصلاة
ألا من وُلي عليه والٍ فرآه يأتي شيئا من معصية الله
فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعنيدا من طاعة )
فـ ( اسْمَعُوا لَهُمْ وَأَطِيعُوا فِي عُسْرِكُمْ وَيُسْرِكُمْ وَمَنْشَطِكُمْ وَمَكْرَهِكُمْ
وَأَثَرَةٍ عَلَيْكُمْ وَلا تُنَازِعُوا الأَمْرَ أَهْلَهُ وَإِنْ كَانَ لَكُمْ )

وسَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ
وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ؟
ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ
وقَالَ : اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ

وفي حديث حذيفة المشهور .. والحوار بينه وبين رسول الله
فقال له رسول الله ( يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهداي ولايستنون بسنتي
وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين فى جثمان إنس )

قال حذيفة: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟

قال( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )




ومع هذا فـ ( الدين النصيحة ) و(أفضل الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطان جائر )
وأما الخروج فهو من صفة الخوارج
لما فيه من ظلم للناس عامة .. لا على الحاكم الظالم
[واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ]
ولا يجوز الخروج ( إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان )

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة
" لا يكاد يُعرف طائفة خرجت على ذي سلطان
إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته "
ثم قال الألباني تعليقاً على هذا: " وأنا أقول من زمن شيخ الإسلام – أي القرن السابع –
إلى زماننا هذا كل خروج وقع في بلاد الإسلام الشر الذي وقع منه أعظم من الذي كانوا يرجونه"


وبالمثال يتضح الكلام السابق .. فقد خرج ابن الزبير على الدولة الأموية
فكانت النتيجة استحلال للدماء في الأرض الحرام وهدم الكعبة !!
و لما خرج ابن المطيع على الدولة الأموية وقعة موقعة الحَرَّة
فاستحلت مدينة رسول الله وانتهكت أعراض نسائها !!


قد يقول قائل .. لكن الأمر نجح الآن
ومع الأسف أقول .. إنه نجاحٌ مؤقت
ومن ثم ستعود الأمور أعظم مما كانت باستعمارٍ خفي
وعلى مثل هذا وقع سابقاً .. فقال الذهبي:
" خرج بني العباس على بني أمية يريدون إنكار المنكر ورد الحق إلى نصابه
فوقع بخروجهم من الشر وبحكمهم أعظم مما وقع في زمن بني أمية " !!


اضافة رد مع اقتباس