دروس الدولية.. هل نستثمرها في خليجي ٧١؟
ملامح التشكيلة الاساسية بارزة.. وغياب طلال كان مؤثرا
يخطئ كل من يعتقد بان نتائج منتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة البحرين الدولية الرابعة على كأس صاحب السمو رئيس الوزراء سيكون لها انعكاس سلبي على المشاركة المرتقبة في كأس الخليج السابعة عشر بعد ايام.
وارى شخصيا ان العكس هو الصحيح.. فهذه النتائج التي لم ترتق لطموحات الجماهير من شأنها ان تنعكس ايجابيا في خليجي ٧١.
فلقد كشفت المباراتان الجادتان امام فنلندا ولاتفيا عن بعض الجوانب السلبية في الفريق وهي في غالب الامر جوانب فنية يسأل عن تصحيحها المدرب الكرواتي »ستريشكو«..
نحن على ثقة تامة بان هذا المدرب استوعب هذه النواقص وتأكد لنا هذا الامر من خلال التغييرات الكثيرة التي اجراها خلال المبارتين لاختبار قدرات اللاعبين المدونين على القائمة.
فلقد افسح ستريشكو المجال للحارس المالكاوي الشاب محمد جعفر ليدخل طرفا في المنافسة على حماية المرمى البحريني وقد وفق هذا الحارس الشاب في المهمة الى حد بعيد وان كان ما يزال يحتاج الى قدر اكبر من الخبرة وتبدو حظوظه الاكبر في المرحلة القادمة.
كما ان عودة الحارس المحرقاوي الخبير علي حسن الى الوقوف بين الخشبات الثلاث بعد غيبة طويلة وبروزه بشكل لافت في الشوط الثاني من مباراة لاتفيا حينما حل بديلا للحارس سيد جعفر هذه العودة تشكل مكسبا للحراسة البحرينية وان كان علي ما يزال بحاجة للمزيد من الجرعات البدنية اما الحارس الاساسي علي سعيد فيبدو انه تأثر كثيرا بالوقفة الطويلة وانشغاله بعلاج ابنته »شافاها الله« وانه يحتاج لتكثيف الجرعات التدريبية خلال الايام المتبقية قبل انطلاق المونديال الخليجي.
كذلك دفع ستريشكو بالظهير الطائر سلمان عيسى بعد عودته من الاصابة التي لازمته لفترة طويلة.. وكان غرض ستريشكو من اشراك سلمان عيسى هو منحه الثقة بالنفس وانتزاع الخوف الذي بدا يساوره بعد المعاناة الطويلة مع الاصابة ولاحظنا ان اداء سلمان في الشوطين اللذين لعبهما امام فنلندا ولاتفيا مال الى الهجوم على حساب الجانب الدفاعي.
ويبدو ان سلمان ما يزال يحتاج لجرعات تدريبية ونفسية كثيرة لكي يعود الى عهده السابق كورقة رابحة للفريق.
فيما عدا ذلك فان ستريشكو اعتمد على تشكيلته الاساسية في المباراة الاولى وافسح المجال الى اكبر عدد من البدلاء في المباراة الثانية للاطمئنان على جاهزيتهم لبطولة كأس الخليج وهو بذلك يكون قد استفاد من هذه الدورة في الوقوف على قدرات كل لاعب وان كنت شخصيا اتمنى لو انه بكر في مشاركة الهداف دعيج ناصر في المباراة الاولى بدلا من تأخيره الى الدقائق الاخيرة التي لم يجد خلالها متسعا من الوقت لخدمة الفريق في حين جاءت مشاركة البديل ياسر عامر مثمرة رغم قصرها.
وكشفت التجربتان عن اهمية النجم طلال يوسف (المخلص) والذي غاب عن المشاركة في هذه البطولة بسبب ارتباطه مع ناديه الكويت في بطولة الاندية العربية الابطال.
ومن الناحية الفنية كشفت التجربتان الفنلندية واللاتفية عن ان المنتخب يحتاج الى المزيد من التوازن في خط الظهر والمزيد من السرعة والحيوية في خط الوسط والمزيد من التركيز في خط المقدمة فلقد لاحظنا غياب التغطية في المنطقة الخلفية مما اسفر عن اخطاء دفاعية وحراسية انتهت الى شباك مرمانا واصبح لزاما على الجهاز الفني ان يركز على العملية التنظيمية في اداء المهام الدفاعية في هذه المنطقة الحساسة جدا.
اما في خط الوسط فغلب عليه البطء والاكثار من التمريرات القصيرة غير المجدية في كثير من الاحيان والاصرار على المراوغة احيانا مما يفقد هذا الخط الفاعلية المطلوبة منه في بناء الهجمات السريعة التي تربك مدافعي الخصوم.. كما افتقد هذا الخط ميزة التسديد من خارج منطقة الجزاء الا نادرا.
وفي خط المقدمة بدا حسين علي (بيليه) اكثر جاهزية من بقية زملائه وخصوصا علاء حبيل الذي كنا ننتظر منه اكثر مما قدمه في المبارتين من حيث الفاعلية تجاه المرمى وعدم الاستسلام للرقابة الدفاعية.
الاهم من كل ذلك ان خسارة المنتخب امام فنلندا وفوزه بالركلات الترجيحية على لاتفيا يجعله يعيد كل حساباته التي كان قد بناها على تقديرات المراقبين واللاعبين والتي جعلت منه بطلا مسبقا لكأس الخليج.
هذه البطولة الدولية اكدت بان على منتخبنا الوطني ان يخوض بطولة كأس الخليج بحسابات جديدة لا علاقة لها اطلاقا بنتائجه السابقة وبتصنيفه الدولي ولا بسمعة لاعبيه المحترفين في الدوري القطري.
في بطولات كأس الخليج تسقط كل هذه الاوراق وتحل محلها اوراق جديدة تعتمد على التعامل مع المباريات بجدية متناهية وبعدم الاستخفاف بأي منتخب من المنتخبات مهما بلغت فوارق الخبرة والمكانة التصنيفية بيننا وبينهم. نريد ان يشعر كل لاعب من لاعبي المنتخب انه اليوم اكثر من اي وقت مضى يواجه تحديا حقيقيا في هذه البطولة الخليجية بعد ان اصبح محط انظار الاعلام الآسيوي وبعد ان اصبح ينافس على الالقاب الآسيوية هو ونجومه المتألقين علينا ان نستفيد من الدروس الكثيرة التي سبقتنا وآخرها الدرس الفرنسي في مونديال ٢٠٠٢ ان نضع نصب اعيننا هدف الفوز باللقب ونسعى لتحقيقه بالاداء الرجولي دون الالتفات الى المشاركات السابقة ودون الاكتراث بما تتناقله وسائل الاعلام المختلفة من اشادات واطراءات ما تلبث ان تتحول الى انتقادات لاذعة. كل لاعب من اللاعبين الذين سيتم اختيارهم للقائمة الخليجية عليه ان يبذل قصارى جهده وان يفرغ عصارة مهاراته وقدراته البدنية لخدمة الفريق حتى تترسخ حقيقة المنتخب المثالي وتتحقق امنيات واحلام عشاق كرة القدم البحرينية.