مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 01/01/2011, 06:35 PM
صقر فيصل صقر فيصل غير متواجد حالياً
كاتب مفكر بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 22/11/2005
المكان: في زمنٍ حياديّ
مشاركات: 1,847
لهذا السبب صرت أضرب زوجتي كل يوم!


لهذا السبب صرت أضرب زوجتي بالحذاء كل يوم!

تتساءل أيها القارئ عن ضربي لزوجتي بالحذاء، وعن الخطأ الشنيع الذي قامت به، فأكتفي بأن أقول لك إنني غير متزوج، ولكنني كنت أحاول أن ألعب لعبة يلعبها الكثير في الإعلام لحاجات خبيثة في نفوسهم! صح... أنا أتكلم عن الهجوم المنظم على نادي الهلال.

لقد خاطرت عندما كتبت عنوان هذا الموضوع كما كتبته، لأنني أدرك شيئا خطيرا مترتبا على مثل هذا العنوان: ربطي - شخصيا - بظلم المرأة. ولذلك أسرعت في الاعتراف بأن العنوان أقرب إلى الدعابة، بل إنه مثالٌ على ما أريد توضيحه هنا، كيف تتكون الصورة النمطية عن الأشخاص والمجتمعات وكل ما نريد أن نشكل عنه صورة نمطية، وفي هذه الحالة (الهلال).

الصورة النمطية هي صورة ذهنية في عقل الواحد منا، تحتوي على صفات تميز ما يصفه. وهذه الصورة تتطور وتتغير وتتضخم وتصغر نتيجة ما يتلقاه المتلقي من معلومات. فما هي صورة الهلال لدى جماهير الأندية؟

بواقعية: صورة الهلال - وللأسف - تشوهت لدى جماهير الأندية السعودية عامة (إلا من رحم ربي) وارتبطت كما أراد البعض، بكل ما يعكر صفو التنافس، وارتبطت بالاتهامات، وبكل ما لا نحبه كهلاليين ومن قبل ذلك كسعوديين ومسلمين. كل ذلك كان نتيجة تصاريحات صحافية، تراكمت عبر السنين، ومن شخصيات معروفة سابقا، فآتت أكلها، حتى أصبح الهجوم اليوم من الشخص المعروف ومن الشخص المجهول.. وكل ذلك زاد ويزيد في ترسيب الصورة النمطية التي أرادوها للهلال ... والتي تربطه بما يريدون ربطه به..

دعوني أحاول أن أشرح لكم ما الذي حدث للهلال عبر السنين بمثالي الخاص

جاء شخص لا يحبني وكتبَ عني: صقر فيصل يضرب زوجته بالحذاء
وجاء صديقه الذي يصدقه في كل شيء فقالها أيضا على الملأ في التلفزيون

سيمر الناس بهذا الخبر، فيصدق البعض ويكذب البعض، ويبقى البعض بين ذلك

فيأتي غدا رجل ويقول: صقر فيصل رجل محترم
سيردّ البعض الذي صدق التصريح الأول: هذا كلام غير صحيح، فهو يضرب زوجته بالحذاء
وسيرد البعض الذي كان بين التصديق والشك: لكننا سمعنا عنه كلامًا غير متأكدين من مصدره - أنه يضرب زوجته بالحذاء
ويقف من يخالف هذا الرأي موقف المدافع عن رأيه إذ يبدو خاطئا أمام من هم محايدون بعد ذلك

والموقفان السلبيان هنا يكونان أقوى من الموقف الإيجابي في قلوب المتلقين، ولذلك تتكاثر هذه الصورة السلبية في أذهان كل من يسمع، ومن ثم يرتبط اسمي خلال المدى البعيد بضرب النساء وإهانتهن.

مثال ذلك الحملة الكبيرة على الإسلام في الإعلام الغربي، إذ استطاع معادوه من خلال منابرهم المختلفة - أكانت في الجرائد أم الكتب أم التلفزيون أم حتى مواقع التواصل - ربط اسمه في نفوس الشعوب الغربية بأمور كاضطهاد المرأة والذكورية المفرطة والإرهاب والعدوانية!

هذا سيناريو ما حدث تماما مع نادي الهلال، اتهمه البعض (إذ لم يصلوا لنجاحه) بتهم كثيرة، وخرجوا في الإعلام زمانًا، فصدقهم البعض، وهذا البعض الذي صدّق عمل داعية لهذه الحملة التشويهية، والبعض الآخر وقف موقفا يميل إلى التشويه، فصار الكثير من جمهور الأندية الثانية، مخدوعين بهذه الدعايات والحملات...

ولم يكن ظهور فيصل بن تركي في برنامج خط الستة حالة استثنائية، بل هو مشاركة في هذه الحملة، التي تريد ربط الهلال بما أرادوا ربطه به، وفي الحقيقة، لقد نجحوا حتى الآن، فالكثير من الناس صدقوا كذبته (ونسوا فعلته الشنيعة بحق رجل الأمن) ولم يتابعوا مداخلة القمباز وأهل القول الحق في القضية هذه وغيرها، إذا أن صوت الخديعة العالي جذاب للناس، وكثيرا ما يجب ما قبله وبعده!

إذًا كيف يواجه الهلال مثل هذه الحملات التي تضر صورته لدى عامة الجماهير الأندية الأخرى؟
على الهلال أن يعمل على بناء صورة نمطية مختلفة، صورة إيجابية، في نفوس أولئك ليستبدلوها بالصورة التي دلسها معادوا الهلال ومن وقف بصفهم.
كيف يكون ذلك؟ لعلكم أنتم تفيدوني
اضافة رد مع اقتباس