مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 03/09/2001, 01:06 PM
DrSaud69 DrSaud69 غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 31/01/2001
مشاركات: 522
كم أنت رائع أيها التابعي الجليل

أحبتي في الله رواد هذا المنتدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
موضوع اليوم عن سعيد بن المسيب التابعي الجليل وكيف زوج أبنته ؟
أولاً تعريفاً به:
قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لرجل سأله عن مسأله ايت ذاك فسله ’ يعني سعيداً ثم أرجع إلي فأخبرني ففعل ذلك وأخبره ، فقال : ألم أخبركم أنه أحد العلماء ! وقال أيضاً في حقه لأصحابه : لو رأى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره . وكان قد لقي جماعة من الصحابه رضي الله عنهم وسمع منهم ، ودخل عل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنهن ، وأكثر روايته المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه، وكان زوج أبنته . وسئل الزهري ومكحول : من أفقه من أدركتما؟ فقالا: سعيد بن المسيب ، وروي عنه أنه قال : مافاتتني التكبيره الأولى منذ خمسين سنه ، ومانظرت الى قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنه ، لمحافظته على الصف الأول ، وقيل إنه صلى الصبح بوضوء العشاء خمسين سنه.

والأن فلنتعرف كيف زوج أبنته:
قال أبو وداعه :كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياماً فلما جئته قال أين كنت ؟ قلت توفيت أهلي فاشتغلت بها فقال هلا أخبرتنا فشهدناها ؟ قال ثم أردت أن أقوم فقال:هلا أحدثت أمرأة غيرها ؟ فقلت يرحمك الله ومن يزوجني وماأملك إلا درهمين أو ثلاثة ؟ فقال إن أنا فعلت تفعل ؟ قلت نعم، ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين أو قال على ثلاثة ، قال : فقمت وماأدري ما أصنع من الفرح فصرت الى منزلي فجعلت أتفكر ممن أخذ وأستدين وصليت المغرب وكنت صائماً فقدمت عشاي لأفطر وكان خبزاً وزيتوناً وأذا بالباب يقرع فقلت من هذا ؟ قال سعيد ، ففكرت في كل أنسان إسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب فإنه لم ير منذ أربعين سنه إلا مابين بيته والمسجد فقمت وخرجت وأذا بسعيد بن المسيب فظننت أنه قد بدا اله ( يعني أنه قد غير رأيه في تزويجه أبنته لفقره ) فقلت يأبا محمد هلا أرسلت إلي فآتيك ؟ قال : لا ، أنت أحق أن تؤتى ، قلت : فما تأمرني ؟ قال : رأيتك رجلاً عزباً قد تزوجت فكرهتُ أن تبيت الليله وحدك ( الله أكبر أنظروا الفرق يأحبتي بين رجال ذلك العصر ورجال هذا العصر ) ،وهذه أمرأتك ، فإذا هي قائمة خلفه في طوله ثم دفعها في الباب ورد الباب فسقطت المرأه من الحياء فاستوثقت من الباب ثم صعدت الى السطح فناديت الجيران فجاءوني وقالوا ماشأنك؟ فقلت زوجني سعيد بن المسيب اليوم أبنته وقد جاء بها على غفله وهاهي في الدار فنزلوا إليها وبلغت أمي فجاءت وأصلحتها أي جهزتها ثلاث أيام قبل أن أدخل بها، فأذا هي من أجمل الناس وأحفظهم لكتاب الله تعالى وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج قال فمكث شهر لايأتيني ولاآتيه، ثم أتيته بعد شهر وهو في حلقته فسلمت عليه ورد علي ولم يكلمني حتى أنفض من في المسجد فلما لم يبقى غيري، قال : ماحال ذلك الأنسان ؟ قلت : هو على مايحب الصديق ويكره العدو، قال : إن رابك شيء فالعصا ، فانصرفت إلى منزلي .

وللعلم أحبتي في الله أن هذه البنت المذكوره قد خطبها ملك ذلك الزمان عبدالملك بن مروان لابنه الوليد حين ولاه العهد فلم يزل عبدالملك يحتال على سعيد ليزوج أبنه من أبنت سعيد حتى ضربه في يوم بارد وصب عليه الماء . قارنوا بين من يبيع بناته في هذا الزمان بعرض الدنيا الزائل وبين سعيد ؟ ,اخبروني بعد ذلك عن سبب مصائب هذا الزمان في قضايا الزواج وما حل بالشباب والشابات من البلاء بسبب ذلك.

وتقبلوا جميعاً فائق التقدير.

المرجع : كتاب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لأبن خلكان ج2
اضافة رد مع اقتباس