فتحت التلفاز فرأيت مباريات للزمن الجميل , كنت مشغولا ولكن لم أقدر على الذهاب وترك متعة الكرة الحقيقة شاهدتها من بدايتها حتى النهاية وأنا مستمتعا بأداء جميل وقوي رائع , فعلا ينتابك إحساس غريب عندما تشاهد منتخبا بمعنى المنتخب والنخبة , نخبة لاعبين يحترقون لأجل الوطن والعلم , يحرثون الملعب عرضا وطولا للظفر بمنجز يرفع أسهم رياضتنا عاليا , وفعلا تحقق لهم مايريدون ونحن اليوم نعيش على ماجلبوه لنا من إنجازات وبطولات , نعم نحن اليوم نفاخر بالماضي ونضع أنفسنا في المقدمة ولكن الخوف بدأ يتوغل لقلوبنا وترتعد منه فرائصنا ولكننا نظل نكابر حتى لو نرى المقابر !
اليوم كرتنا تهوي إلى عالم الخيال , تترنح في السكك ولا تجيد السير المستقيم ,, لنكن صادقين بأنا بتنا عاجزين عن تحقيق منجزات خارجية في الوقت الراهن ,, نعم صرفنا الملايين ولكن للأسف ذهبت أدراج الرياح ,, بتنا نفاخر بالبطولات الداخلية والتراشق الإعلامي الدنيء والرخيص جدا بيننا ,, وهذه الأمور هي حيلة العاجز فقط ,, ولكن ما السبب للتراجع المخيف الذي نعيشها حاليا وهو مخيف فعلا ولنكن صادقين مع أنفسنا حتى نعود لسابق عهدنا .
باعتقادي بأن الأسباب المؤدية لذلك هي ثلاثة أسباب أما السبب الأول فهو فني مرتبط بالمدربين فما نشهده اليوم من إدارة فنية للمنتخب الأول السعودي شيئا يندى له الجبين من التخبط الواضح الذي يعيشه المدرب المتقاعد فنيا ولن يحقق هذا المدرب أي منجز لهذا المنتخب ولو بقي معه عقودا من الأزمنة بل ربما بأن فائدته الوحيدة تعود على اللاعبين أنفسهم بإلصاق اسم لاعب دولي باسمه ليتسنى له شرف لبس فنيلة منتخب الوطن ,, ولا أخفيكم سرا بأن المدرب المتقاعد ينوي ضم بعض الإداريين إلى معسكر المنتخب في معسكر إعدادي في المريخ ,, كما أعلن عن تجمع في صالة المتقاعدين بالثمامة لجميع الشباب السعودي الراغب في الانخراط بمعسكر المنتخب الإعدادي المقام بجزر القمر !!
أما السبب الثاني هم اللاعبون أنفسهم أصبحوا غير مبالين بالمنتخب وأصبح ولائهم للنادي أكثر من المنتخب تساقطت عليهم الملايين أمسوا فقراء وأصبحوا تجارا وأضحوا يلعبون متثاقلين و(مدلعين) بآخر الموضات والسلاسل واللباس الغربي المخجل والمؤسف حقا ,, يجب وضع حدا لهم ولــ( ــدلعهم ) الزائد والذي تسبب لكرتنا بالتراجع المخجل والمذل ,, إذا لعب الواحد منهم مباراة يمنها عليك حتى آخر السنة وكأنه هو من يصرف علينا أو أتى طواعية للعب بل عليه أن يعمل ليعلم بأنها وظيفة يجب علية الإخلاص فيها وإلا سيلقى عقابه الرادع والعادل.
وأما السبب الثالث فهو الإعلام المتعصب ,, الذي أجج التعصب بين الأندية حتى وصل فتيلة للمنتخب فأصبحنا نشجع المنتخب إن كان فيه لاعبا من نادينا المفضل ونتمنى خسارته إذا لم يظم بين جنبتاه لاعب نادينا ,, وااااااا أسفي لعقول كهذه حقيقتا عقول أطفااااال بل وأقل من الأطفال ,, وللأسف بأن بعضهم بلغ الخمسين والستين ومشارف السبعين ولازال في غيه ودجله وأساطيره المخجلة والرخيصة جدا ,,, وليت من هم على شاكلة هؤلاء أن يكتفوا بكتابة كذبهم في أعمدتهم حتى ينالوا سيئات ما كتبوا ولا يجاهروا بها أمام الملأ كذبا وبهتانا فيجمعوا بين السيئتين ولا عزاء لهم غير الدعاء لعقولهم المهاجرة عن أجسادهم بالرحمة والمغفرة إن ماتت أو الرجوع بالسلامة إن لم تمت .
وفي الختام ندعوا الله أن يعيد منتخبا لرشده ولزمانه الجميل ,, وكل عام وأنتم بخير وكل عام وعقولكم بخير.