
12/11/2010, 02:10 PM
|
 | مشرف سابق في منتدى الجمهور الهلالي | | تاريخ التسجيل: 21/02/2008 المكان: مدريــدي / ارسنــالي
مشاركات: 13,119
| |
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ )) الآيه : 43 .. النور تفسير ابن كثير أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا يذكر تعالى أنه بقدرته يسوق السحاب أول ما ينشئها وهي ضعيفة ، وهو الإزجاء ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ أي : يجمعه بعد تفرقه ، ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا أي : متراكما ، أي : يركب بعضه بعضا فَتَرَى الْوَدْقَ أي المطر يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ أي : من خلله قال عبيد بن عمير الليثي : يبعث الله المثيرة فتقم الأرض قما ، ثم يبعث الله الناشئة فتنشئ السحاب ، ثم يبعث الله المؤلفة فتؤلف بينه ، ثم يبعث الله اللواقح فتلقح السحاب . وقوله وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ قال بعض النحاة : " من " الأولى : لابتداء الغاية ، والثانية : للتبعيض ، والثالثة : لبيان الجنس . وهذا إنما يجيء على قول من ذهب من المفسرين إلى أن قوله مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ ومعناه : أن في السماء جبال برد ينزل الله منها البرد . وأما من جعل الجبال هاهنا عبارة عن السحاب ، فإن " من " الثانية عند هذا لابتداء الغاية أيضا ، لكنها بدل من الأولى ، والله أعلم . وقوله فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يحتمل أن يكون المراد بقوله فَيُصِيبُ بِهِ أي : بما ينزل من السماء من نوعي البرد والمطر فيكون قوله فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ رحمة لهم ، وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ أي : يؤخر عنهم الغيث . ويحتمل أن يكون المراد بقوله فَيُصِيبُ بِهِ أي : بالبرد نقمة على من يشاء لما فيه من نثر ثمارهم وإتلاف زروعهم وأشجارهم . وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ أي رحمة بهم . وقوله يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ أي : يكاد ضوء برقه من شدته يخطف الأبصار إذا اتبعته وتراءته . |