مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #32  
قديم 04/11/2010, 04:35 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيم%الهلالي
الزعيم%الهلالي الزعيم%الهلالي غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/03/2010
المكان: الشرقيهـ
مشاركات: 3,693
- وعن أبي العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب- رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه- تبارك وتعالى- قال: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيَّن ذلك فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله- تبارك وتعالى- عنده حسنة كاملة ، وإن همَّ بها فعملها كتبها الله عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، وإن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همَّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة))(43) [متفق عليه] .




الشرح


قوله: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات))؛ كتابته للحسنات والسيئات تشمل معنيين:
المعنى الأول: كتابة ذلك في اللوح المحفوظ، فإن الله - تعالى- كتب في اللوح المحفوظ؛ كل شي كما قال الله: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر:49]، وقال تعالى ﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾[القمر:53] ، فالله - سبحانه وتعالى- كتب السيئات والحسنات في اللوح المحفوظ ، إذا عملها العبد فإن الله - تعالى- يكتبها حسب ما تقتضيه حكمته، وحسب ما يقتضيه عدله وفضله.
فهاتان كتابتان:
كتابة سابقة: لا يعلمها إلا الله - عز وجل- فكل واحد منا لا يعلم ماذا كتب الله له من خير أو شر حتى يقع ذلك الشيء.
وكتابة لاحقة: إذا عمل الإنسان العمل كُتب له حسب ما تقتضيه الحكمة ، والعدل ، والفضل: ((ثم بَيَّن ذلك)) أي: ثم بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كيف يكتب، فبين أن الإنسان إذا همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله - تعالى - حسنة كاملة.
مثاله: رجل همَّ أن يتوضأ ليقرأ القرآن، ثم لم يفعل ذلك وعدل عنه، فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة.
مثال آخر: رجل همَّ أن يتصدق، وعيَّن المال الذي يريد أن يتصدق به، ثم أمسك ولم يتصدق ، فيُكتب له بذلك حسنة كاملة. همَّ أن يصلي ركعتين، فأمسك ولم يصلِّ ، فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة.
فإن قال قائل: كيف يكتب له حسنة وهو لم يفعلها؟
فالجواب على ذلك: أن يقال إن فضل الله واسع، هذا الهمُّ الذي حدث منه يعتبر حسنةً؛ لأن القلب همّام؛ إما بخير أو بشر، فإذا همَّ بالخير فهذه حسنة تكتب له، فإنْ عملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
وهذا التفاوت مبني على الإخلاص والمتابعة؛ فكلما كان الإنسان في عبادته أخلص لله كان أجره أكثر، وكلما كان الإنسان في عبادته أتبع للرسول صلى الله عليه وسلم كانت عبادته أكمل، وثوابه أكثر، فالتفاوت هذا يكون بحسب الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
اضافة رد مع اقتباس