مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 02/11/2010, 09:21 PM
كراكوز الزعيم كراكوز الزعيم غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 08/01/2008
المكان: مكة قلبي
مشاركات: 176
الشهرة ليست مقياس عظمة اصحابها ...........................................بقلمي .......... !!!





......................................................


الشهرة ليست مقياس عظمة أصحابها..

ليس كل من يخلده التاريخ بطلاً .! فكثير من الذين يعيشون في مجتمعنا ويقيمون بين ظهرانينا، يسعون الى داء الصدارة وحب الظهور، وذلك من خلال سعيهم المستميت بأية طريقة كانت للوصول الى الشهرة. حتى تبقى ذكراهم خالدة في العالم الذي ينتمون اليه.. فانظر الى أي عالم تنتمي أنت!!

فالأسماء كثيرة التي حفظها التاريخ باعتباره آلة صماء يحفظ كل ما يلتصق بذاكرته. ولا نعلم هل لعبت الصدفة دوراً كبيراً في بروز تلك الاسماء حتى وصلتنا أم هي حظوظ اصحابها، التي تخطت رقاب السنين واخترقت نفق الزمان حتى وصلتنا فحفظناها كما صورها لنا التاريخ...
فقمّة الأمثلة على ان الشهرة ليست مقياس عظمة اصحابها ،ان أميركا ما سميت باسم مكتشفها كريستوفر كولومبوس . ولكنها سميت باسم احد البحارة، الذي ابحر اليها بعد اكتشافها بخمسة عشر عاماً ويدعى «اميركوفيسبوسيو» فهل فعلاً خلدت الصدفة اسم هذا البحار لتحمل دولة بحجم أميركا اسمه ام ان حظوظه كانت قوية فعلاً...
وأكبر دليل على ان الشهرة ليست مقياس عظمة اصحابها ذلك المثل الدارج بين الناس (وقف حمار الشيخ امام العقبة) فنجد ان التاريخ هنا مجّد الحمار وخلّد ذكراه ونسي اسم الشيخ المسكين، ليعلمنا ان خلود الاسماء ليس دليلا على عظمة اصحابها...
فهل يستطيع احد ان يخبرنا ما اسمه ؟ مسكين ذلك الشيخ لقد رحل مع من رحل، ولم يقم له أحد عزاء كما اقام كاتبنا العكاظي (الحساني ) عزاء في سرادق زاويته، على رحيل صورته التي طالما بكى عليها. لما تحمله له من حنين وشوق الى صباه .فلو كانت صورته التي اقام لها العزاء حديثة العهد لما لطم عليها الخدود ولا شق الجيوب.. كما فعل جعفر عباس الذي اشغلنا بموت خاله حينما اقام لنا عزاء في زاويته امتد ليومين؛ حيث بكاه بمداد قلمه لابقطرات دمعه . وكأننا برحيله قد فقدنا برميلا نفطيا سيفتح فجوة بيننا ؛ تمتد منها خلافاتنا لهموم ملفاتنا في جامعة دولنا العربية .. فيعلو صياحنا بعد أن أصبحنا كالرجل الذي استاق الأعداء من أمامه إبله فعاد لأمه ليقول لها أودوا بالإبل وأوسعتهم شتما ) ...

فيا من تبحثون عن البضاعة المزجاة .وتزيدون في مساحة الخلف بيننا وبينكم خذوا ما تريدون من الشهرة أو خذوها كلها ولكن ردوا علينا ديننا وخلائقنا...
نعرف أن هناك اشخاصاً يحبون الشهرة ويبحثون عنها وهم لايعرفون بأن الشهرة كماجاء في الحديث هي الفضيحة .. ولكنهم دخلوا في مصعدها فرحين وهو مغلق عليهم فأرادوا الارتقاء سريعاً ومع غفلتهم انقطع التيار.. فأين وصلوا يا ترى!!

..........................


مقال سبق نشره بصحيفة عكاظ ...

.................................................. ..................... مخلد العتيبي ........
اضافة رد مع اقتباس