بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله؛ و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد..
ينطلق محمد صلى الله عليه و سلم تحت العرش..
يدعو ربه و يحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبله في ذلك الموقف..
يخر لربه ساجداً..
ثم لما يأذن له ربه بالقيام قائلاً [ يا محمد.. ارفع رأسك، و قل يسمع لك، و سل تعط و اشفع تشفّع..
يقول { أمتي يارب.. أمتي يارب..!
و مرة أخرى يقول { يارب: ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله..!
فيقول الجبار ( و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ) ..!
يااااا الله..!
ما أرحم الله بنا..
يأمرنا بالشرائع.. يفرض علينا الفرائض فنعصيه.. ثم يقسم بنفسه ليخرجن منها من قال لا إله إلا الله..
ما أحلمه..
إذ نعصيه.. فيسترنا.. و نخالف أمره ثم نستغفر فيغفر لنا..
ما أعظمه..
إذ يدعونا هو إلى التوبة.. يدعونا إلى الإنابة..
و يفرح بتوبتنا..
و يفرح بتوبتنا..
و يفرح بتوبتنا..
نعم.. يفرح بتوبتي و توبتك.. و نحن الضعفاء.. و نحن الذين لا نساوي شيئاً في مجمل هذا الكون..
و نحن نحن [ المكثرون من الذنوب و المعاصي..
يفرح بتوبتنا.. و نحن الذين لن ننفعه و لن نزيده شيئاً بتوبتنا.. كما أننا لن ننقصه شيئاً و لن نضره بعصياننا..
ينادينا ربنا.. كل يوم.. بل في كل وقت.. { استغفروني أغفر لكم }.. في كل وقت..
و يخص منه آخر الليل.. فينادي..: "هل من مستغفر فأغفر له" ..
و { يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار.. و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل }..
هيا بنا نؤمن..
فربنا ربنا رحمن رحيم.. رؤوف بعباده رحيم بهم.
فتح لنا باب التوبة في الدنيا.. يسر لنا دينه و شرعته.. ثم يكافئنا بأبسط الأعمال بجوائز ضخمة فيقول عز و جل
بعدما أقر الصلوات خمساً { إني قد أمضيت فريضتي و خففت عن عبادي و أجزي الحسنة عشراً }..
هذا أقل المضاعفة.. فمن رحمته أنه يضاعف إلى سبعمئة ضعف.. ثم إلى شيء غير معلوم من المضاعفات كلها من فضل الله..
أما التائب..
فله مزية أخرى: أن سيئاته تكتب له حسناتٍ إن تاب منها بصدق..!
الله رحيم بنا.. فهيا نتعرض لنسائم رحمته.. و نتقرب إليه..
تعالوا بنا نؤمن.. حتى نلقى الله..
فالدين يسر كله.. و التوبة أمرها يسير.. و فضلها كبير..
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم..