( سـارة ) من صنعـاء و ( مريـم ) من الريـاض .. بين ( رومـا ) و ( باريـس ) !
فتاة أنهت دراستها الجامعية فجمعت بين حسن الخلق التي نالته على يدي أسرتها وحسن المعرفة من سنون الدراسة ووجدت نفسها امام طريقين لا ثالث لهما .. الحصول على وظيفة أو الزواج إيهما أول ! حملت بين يديها شهادتها الأكاديمية وبدأت تطرق الأبواب تباعا بحثا عن عمل يكفيها التسمر امام شاشة التلفاز والنوم نهارا والاستيقاظ ليلا والعمر الذي يمضي الى غير رجعه !
طرق ابواب منزلها رجال عديدون يطلبون ودها والرغبة في الأقتران بها مما كان يبعث في نفسها الفرح والسرور .. فهي ككل نساء العالمين ترغب بذلك الرجل الذي يتشاركان سوية الطريق .. كما إنها في زاوية أخرى من عقلها تخشى من مفردة ( عانس ) ! وتلك النظرات المسمومة التي تبعث بها النساء من حولها وهمهماتهن في البحث عن إجابة : العيب الذي بها ومنعها من الزواج حتى الآن ؟
مع كل طرقة باب ومع كل لمسة فرح تداعب احلامها كانت تصطدم بالمواصفات والمقاييس التي يشترطها من يطرق الباب او ينوب عنه ! أحدهم تحدث صراحة انه يبحث عن جسد المطربة فلانة .. فقالت له : ولكنني لست تلك المطربة !
احدهم قال لها : اريدك ان تمتلكي مقدمة النجمه فلانه .. وان تملك مؤخرة النجمة علانه .. وان تملك خاصرة الراقصة فلتانه .. وغنج المطربة خسرانه ! فقالت له : اريدك في وسامة العريفي .. وفي فصاحة القرني .. وفي معرفة العودة ! فقال لها : ولكني لست شيخ ! فقالت له : وأنا لست فتاة ليل !
وآخر يطالب ان تكون زرقاء العينين كالهلال ! صفراء الشعر كالنصر ! فقالت له : ولكني ابنة هذه الارض ولم اقدم من بلاد ريال مدريد !
احدهم تحدث عن رغبته ان لا تكون ذات ركبة سوداء ! فقالت له : هذا خلق الله .. واللهم لا أعتراض !
احدهم قال لها : هل حدث ان تقدم لك آخرون قبلي ؟ .. فقالت له : النساء يقصدهن الرجال ويتملكها رجل واحد .. فقال لها : ولكني رجل غيور ولا اقبل ان يكون هنالك من نظر اليك قبلي أو طلب ودك .. فقالت له : لم ينظروا الي من خلف نافذة .. او يطلبون ودي في الاسواق .. والنظرة نهج رسول الله ،،،
احدهم قال لها : لا أريد وزنك ان يزيد بعد ان تلدي طفلنا الأول .. فقالت له : لست أعلم الغيب .. ولا أمتهن مهنة التنجيم !
أحدهم قال لها : هل لديك تقويم أسنان ! فقالت له : الحمدالله .. أسناني سليمة ! فقال لها : ولكني احب التقويم ! فقالت له : ......... !
احدهم قال لها : اريد عينيك كالمها ! وخطواتك مثل الفرس ! ونعومتك كالقطة ! فقالت له : أبحث عن زوجك في حديقة الحيوان !
احدهم قال لها : انك لست قبيحة ! فقالت له : وانت لست جميل ! فقال لها : من حقي .. فالمرأة يقترن بها لجمالها .. فقالت له : من حقي ايضا .. فانا لا اريد الأقتران بك ! فقال لها : هنالك فتيات عديدات .. فقالت له : ولي رب كريم ،،،
كانت تسعد بالدفاع عن نفسها وكانت تجيد ذلك .. ولكنها حقيقة كانت في حيرة وضعف وألم .. وهنا يحضر دوما الشيطان !
