مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 06/10/2010, 03:24 PM
وقت الغروب وقت الغروب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
خافوك , فهاجموك !.


" أحشفا وسوء كيله ؟"مثلٌ تذكرته وأنا أتأمل واقع الليبراليين السعوديين اليوم وهو واقع لا يختلف كثيرا عن بدايات العلمانيين في المجتمعات الإسلامية ككل .

يتراقصون على الجراح ويستغلون الأزمات ويزيغون الحقائق , لا هُمْ ثبتوا على أصولهم وقيمهم الإسلامية فكانوا صالحين مصلحين ولا هُمْ التزموا ليبراليتهم المزعومة فكانوا أحرارا صادقين .

ينادون بالحضارة والمدنية والتقدم فإن سألتهم مشروعا واضحا ينهض بالبلاد علميا ـ اقتصاديا ـ صناعيا اكتشفت أن غاية الهم والفهم والطموح لديهم أن نُخْرِج المرأة إليهم بالشكل الذي يرضيهم ! فتبا لهم أولئك التغريبيين , قادوا الأمة لعقود انصرمت فلم يجلبوا لمجتمعاتهم إلا مزيدا من الفقر والتخلف . فلا تركوا الناس يعبدون الله على بصيرة و لا هو تحقق على أيديهم ما وعدوهم من رقيٍ وحياةٍ كريمة .

وهاهم في معقل التوحيد يكررون ذات الخطوات والمطالب ويتقنّعون بأقنعة الحرية والتعددية والتسامح والتنوير , وهم والله أبعد ما يكونون عن تلك المفاهيم ـ أقولها عن دراسةٍ و بحثٍ و تجربة ـ وأضيقُ الناسِ بمن يخالفهم الفكر والتوجه ، وأشدُّ الخلقِ تعصبا لرأيهم , وظلما لمخالفيهم , وجهلا بقيم الحوار والديموقراطية وحق التعبير والاختيار .

البراهين كثيرة ولكني أكتفي اليوم بالإشارة إلى حملتهم العدوانية الحاقدة ضد الدكتور يوسف الأحمد عضو هيئة التدريس جامعة الإمام محمد بن سعود . ذلك الشيخ المحتسب الذي ما زاد على أن قال بذات الأقوال الصادرة عن هيئة كبار العلماء ، وأن حمل ذات الرؤى والقناعات التي يحملها غالبية الشعب السعودي , و أن أمتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ....." .

الأحمد كل جريرته أنه عبَّر عن رأيه !! نعم مجرد رأي !! ولكنه رأي يصادم أهواءهم , وقد يكشف باطلهم أو يعيق مخططاتهم فتداعوا لإسقاطه فما أسقطوا إلا أقنعتهم !!.

تألَّم شيخنا الأحمد كغيره من المسلمين لما تبثَّهُ بعض وسائل الإعلام من سمومٍ في جسد الأمّة فاستنكر بشجاعة المنهج التدميري الخطير الذي تتبناه مجموعتا روتانا والmbc , و اعترض لدى المسؤولين على بعض تجاوزات معرض الكتاب و تواجد بعض الكتب والروايات المتضمنة قدحا في العقيدة أو الأخلاق , و استنكر المحاولات التغريبية لفرض الاختلاط في مواقع التعليم والعمل . فكانت تلك المواقف من الأحمد كفيلة بجعله العدو المستهدف لبعض الكتاب والإعلاميين حتى واتتهم فرصة الانقضاض ! حين تحدث الشيخ عن اقتراحه لتوسيع الحرم والمناطق المحيطة به , بهدم أطراف الحرم وإعادة البناء بشكلٍ يستوعب ملايين الحجاج والمعتمرين و يسهِّل على المعاقين والعجزة و يخلِّص النساء من تلك "الملاصقة الشديدة" أوقات الزحام . وهنا كثفوا طعناتهم الغادرة وغاب عن طرحهم أدب الاختلاف و أمانة ونزاهة الكلمة , فطغى على كتاباتهم التحقير لشخصه والتأليب ضده واتهموه بالخروج على ولاة الأمر وطالبوا بمحاكمته , و أوهموا الناس أنه يفتي بهدم الكعبة !! وأغفلوا أن عمر رضي الله عنه أخَّر المقام بعد أن كان ملاصقا للكعبة لتوسيع المطاف , ثم درج الصحابة والتابعين والحكّام حتى أعوامنا هذه على عمليات الهدم و البناء بقصد التوسعة .

فلماذا هذه الغضبة التي لم نرها حين أُسيء للرسول عليه الصلاة والسلام و أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , وحين هدد السيناتور الأمريكي بقصف الكعبة أو حين هُدِدنا بحرق المصحف ؟! .

زعم بعض الليبراليين الغيرة على الدين والوطن فطالبوا بعزل الأحمد عن منصبه ومهامه ! , فماذا نقول نحن وقد تسنَّموا المناصب واعتلوا منابر الثقافة والإعلام رغم جرائمهم النكراء في حق ثوابتنا وعلمائنا و مجتمعنا ؟! .
اضافة رد مع اقتباس