مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #74  
قديم 29/09/2010, 10:09 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أبو سواج
أبو سواج أبو سواج غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/11/2007
المكان: المجمعة
مشاركات: 697
إقتباس
هذا الموضوع عن خرافة اجتماعية لا علاقة لها بالدين؛ على الرغم من أن البعض يريد أن يلصقها بالدين رغماً عن الجميع، فهناك العديد من العادات والخرافات الاجتماعية التي يتم إلصاقها بالدين بغرض تأييد هذه الأوهام والخرافات فيتم لي عنق النصوص الدينية كي تؤيد العادات الاجتماعية والأمثلة على ذلك لا حصر لها ووقع فيها حتى علماء كبار تأثروا بالسياق العام لمجتمعهم فانساقوا في أحكامهم لما يوافق تلك الرؤى الاجتماعية حتى لو كانت متضمنة مخالفة للأسس الدينية؛ وهذا ينطبق على عدة رزايا اجتماعية نُعانيها ومنها اعتقادات متخلفة بخصوص الجن والسحر وما يُسمى بالمس وأنا لا أود استخدام هذه الكلمة لأسباب سأوضحها في ثنايا الموضوع..


إقتباس
وعلى من يدعي ذلك أن يأتي بآية قرآنية أو حديث من صحيح البخاري وليس أحاديث ضعيفة وموضوعة.. فالافتراء على خلق الله واتهامهم والطعن فيهم يجب أن يؤيد بآيات وأحاديث صحيحة وليس بأقوال علماء لم يشاهدوا في حياتهم إلا الخرافات..



ضربت هنا وتر النقد الجارح ، ورميت علماء المسلمين المؤيدين والقائلين بما يخالف إعتقادك ، بأبشع التهم وبالتجني على دين الله والتلاعب بالأدلة وليها لتوافق مايعتقدون ، بينما هذا هو معتقد أهل السنة والجماعة ، وبربط إتهاماتك الكبيرة بهم والتي وصلت حد التشكيك في ذممهم وتعاملهم مع النصوص وفق أهوائهم فإن ذلك يقتضي رفض ما جائوا به كله ، ولا حول ولاقوة إلا بالله ، ولا أحسبك إن شاء الله إلا وقد غلب طبعك على مايفترض منك تطبعه بأمر الدين والخلق القويم ، فمعروف عنك التسرع والتعميم والتكبر والمبالغة والزهو بالمعلومة أياً كانت ، ولهذا كل المنى والدعوات بأن تبتعد عن مثل هذا الذي شهد به الجميع منذ زمن .


****

يقول تبارك وتعالى :

(( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ))
تفسير هذه الآيه عند الطبري وابن كثير والقرطبي يفيد (( على الأقل )) صرع الشيطان للإنسان ، وقد ذكر القرطبي صراحةً مانصه :
(( في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن ، وزعم أنه من فعل الطبائع ، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس ))
والقيام المذكور في الآية هو قيامهم من القبور يوم البعث

*****

قال تبارك وتعالى :

(( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ))

في أحد ردودك ذكرت :

إقتباس
يعني هذه الآية كيف أنت استوحيت منها أن الزيين كان بعد ما تشكل لهم وليس بالوسوسة..؟؟




السؤال المفترض : كيف حكمت أنت أنه بالوسوسة وخالفت أقوال وأحاديث المفسرين للآية ، ثم لماذا ذكر الله تبارك وتعالى صفة الهروب (( نكص على عقبيه )) وصفة المحادثة (( وقال لا غالب لكم )) (( وقال إني برئ منكم )) مع أن كيفية هذه الصفات مجهولة للبشر في حال كون الشيطان على صفته التي خلقها الله بها .

*****

إقتباس
فالمس معناه واضح في القرآن في أنها وسوسة شيطان



أما بالنسبة لتفسيرك للمس بأنه وسوسة الشيطان ، وما أوردته من آيات كريمات وفسرتها بعقلك ونقلك للرازي غفر الله له ، فياليتك ذكرت الآيات التي وردت فيها كلمة المس من دون إنتقاء ، مع تفسيرك لها ، أو تفسير الرازي
يقول تبارك وتعالى :
(( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ))
ويقول تبارك وتعالى :
(( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ماكانوا يعملون ))
ويقول تبارك وتعالى :
(( وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون ))
ويقول تبارك وتعالى :
(( يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر ))
ويقول تبارك وتعالى :
(( وايوب اذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ))
ويقول تبارك وتعالى :
(( وأذكر عبدنا ايوب إذا نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ))

ورد الفعل (( مس )) في الآيات الكريمات التي سبق ذكرها وأختلف فاعلها مابين (( قرح ، الضر ، ضر ، سقر ، الضر ، الشيطان ))

بينما الآية الوحيدة التي ذكرت (( المَس )) معرفاً هي آية الربا ، وبالعودة إلى معنى (( المَس )) عند العرب فهو الجنون أو الصرع ، وهو مايبدو أمام أعين الجميع على من تلبستهم الشياطين

*****


أما بالنسبة لإدعائك بأن من يستعمل الجن في السحر فقد أوتي ملك سليمان فهو إدعاء باطل لأن سليمان عليه السلام إنما سخرت له هذه القوى من غير كفر ولا إشراك بالله ولا مذلة أو مهانة ، بل سخرت له بمعجزة من الله إستعملها في ماهو مباح ، والعزة له والذل للشياطين
بينما الساحر فمع إزدياد مهانته وكفره وقدحه في الله ورسله وكتبه تزداد قوى الجن المعاونة له ، وليس له طاعة من الشياطين في غير إضرار بالمسلمين

أما بالنسبة لقولك واستشهادك بما ورد عن الإمام الشافعي رحمه الله في رؤية الجن ، فهو إستشهاد في غير محله ، فلم يصح قديماً ولا حديثاً عن أحد أنه رأى الجن (( على هيئاتهم وصورهم )) التي خلقها الله ، إنما تتشكل وتتلبس بما هو مشاهد ومعلوم ، وقد أوردت لك حديث العوامر من صحيح مسلم ، وحديث أبو هريرة ، وهما من الصحيحين (( كما اشترطت ))
ولا أظن أنهما يقبلان التأويل المتكلف لأن ذلك قد يكون من لي النصوص لموافقة الأهواء

*****

ختاماً
إحرص على كبح جماح الكبر والغرور ، وعوّد النفس على التأدب مع الغائب قبل الحاضر ، وأقرأ الردود بتمعن هنا أو في غير مكان ففيها الكثير من الحجج والبراهين لمن يطلب الحق ، وتأكد أني كتبت ما كتبت من دون علم ولا مشيخة كما تظن ، فأنا من أقل الناس علماً ، لكنني إجتهدت بعقلي دون نقلي ، وأبديت وختمت بالله أعلم ، إلا أن ماردني عن طرحك وحملني على معارضتك ، هو قلّة علمك الواضحة من قلة تأدبك سواءً مع العلماء أو حتى الأعضاء هنا أو هناك وبساطة تفسيرك لقول العظيم الأعظم ، وسطوة هواك على عقلك ، فصرت ترد معنى كل كلمة إلى الوسوسة أو الكرامة أو تتجاهل الرد أو بعضه ، أو الحديث في خارج البخاري ومسلم وهذا شرط مبتدع إذ العبرة في صحة الحديث .
كما أني والله يعلم بالنوايا ، لا أحمل عليك سوءً ولا كرهاً ، وليست من طبيعتي المحاورة للإفحام ، بل أحاور للوصول إلى الحقيقة ، وأرى أن الحديقة المهجورة قد أورد بالكم أكثر مما أستطيع ايراده ، وعلى ذلك كلي أمل أن يجد قوله في نفسك طريقاً للإقناع أو على الأقل لإحترام الخلاف في المسألة دون تسفيه أو قدح في ذمم الأعلام

*****

والله أعلم وهو من وراء القصد

اخر تعديل كان بواسطة » أبو سواج في يوم » 01/10/2010 عند الساعة » 06:29 AM