مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 29/09/2010, 02:05 PM
كل أزرق حلو كل أزرق حلو غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 01/05/2005
مشاركات: 542
Wink أنا "أثرثر" إذن أنا "ملقوف"! أصوات نشاز تغنــي لـ وأد الإنجاز..! ونجاح خطة "بط" "السكة" للانتشـار..!!

يمكنك أن تعتبر ذلك المكان كهفًا من أحد الكهوف المظلمة .. يحق لك ذلك .. لأن الضوء لا يمكن أن يخفي الحقيقة ..! الخفافيش فقط هي التي تعشق الظلام .. وتعتبره حقيقتها الأكثر وضوحًا .. ولذلك تكره الخروج إلى عالم "النور" .. ألا ترى يا عزيزي أنها تنام طوال النهار .. كي لا ترى شيئًا لا تحبه فيه ؟!

بدأت الحكاية بنشاز .. وثق تمامًا أنها لن تنتهي بسمفونية .. فالنهايات دائمًا مرهونة بمقاصد البدايات ..!

هذا النشاز .. صاغه شعبولا الساحة الرياضية المحلية .. مع الاعتذار لشعبولا .. على الأقل شعبولا أظهر وطنيته وقال : " أنا بأكره إسرائيل " ! .. أما "عفنان جنطـ ـنية !" فقد ظهر منه شيءٌ آخر تمامًا .. يخجل حقًا ..!

بدأت الحكاية عندما كان "عفنان" جالسًا يراقب " المـوج " "كعـادتـه !" فوجده ساكنًا جدًا وبحره في حالة جزرٍ شديدٍ وغريبٍ , بعد أن هاج ما يزيد عن موسمٍ كاملٍ فكان يرمي بأجمل الدرر وأثمن اللآلئ على الشاطئ! والتي كان في جوفه كثيــــرٌ منها ..! ولأن عفنان لم يكن له أي نصيب في هذه الجواهر ومعه جمعٌ كثيرٌ ممن أصبحوا "فقـراء" لأنهم لم يستطيعوا هم أيضًا أن يحصلوا على شيء من هذه المجوهرات رغم محاولاتهم حيازة شيءٍ منها منذ فتـرة "طـويـــلــة" ..! فقد كان كل هؤلاء ناقمين على هذا الموج وفرحوا كثيـرًا لتلك "الحـالـة" التي أصابته , و اعتقد "عفنان" بسذاجةٍ بالغةٍ أن الفرصة مواتية جدًا لـ "تأليف" "مقطـوعـةٍ" "بكائيةٍ" "جديدةٍ" ولو من " مـوالٍ" "قـديـمٍ" ..! واختار لها اسم " اللي اختشوا ماتوا" ..! كان يحلم من خلاله أن يصبح "بيتهوفن" "شهـار" الأكثر "شهـرةً" ..!

عندما سمع الحاضرون في المسرح هذا اللحن الجديد , تعجب منه بعضهم , ولاذ بالصمت آخرون , مكتفين برسم علامات الامتعاض والاستغراب , فقد كان رديئًا إلى درجة جعلت من تباهي هذا الـ "عفنـان " بهذا "النشـاز" محل دهشةٍ واستغرابٍ من قبل "العقلاء"..! لكن في الجانب الآخر كان هناك فئة اعتادت آذانهم على النشاز فلم يعد يطربهم إلا النشاز .. ولم يعد يشجيهم إلا الصوت الأجش.. فأصبحوا يتأففون من الطرب الأصيل والفن العريق .. للأسف انقلبت المفاهيم لديهم .. أو أنهم هم بالأحرى تعمدوا قلبها في رؤوسهم عنوة !! صفق واحدٌ من أشهرهم لهذه البكائية .. ويدعى الـ "بليـد" أبو "بـزر" ..! وقد "اعتـاد" على التصفيق لكل بكائية تظهر بمناسبة وبدون مناسبة حتى ولو كانت باللغة "الفارسية " التي "يجهلها" ..! تساءل كثيرون والدهشة تملأ رؤوسهم : لماذا يسارع هذا الرجل لإبداء إعجابه في كل "نغمة" نشـازٍ تظهر على الساحة بمناسبةٍ وبدون مناسبةٍ ..!؟ حتى لو كانت من "لونٍ" لا "يميل " "إليه" ..!

وكان من أشد من طار بتلك فرحًا , فرقـةٌ " سوقـيـ ميـة !! " أطلقت على نفسها اسم " بـ ط " السـكة " لقـد وجـدت فيهـا كثيرًا مما "تبحـث" "عنـه" .. وقررت أن تقوم بغنائها ليـلـةً كاملةً في الهواء الطلق وعلى الملأ .. ! في محاولة صرفةٍ من هذه الفرقة للفت الانتبــاه و"كسـب" "الشعبية" و"المتابعة" و"الاهتمام" وجـذب "الجمـاهيـر"..! قرر " أبـو" "زايــف! " أو " محمَّـل " "نحيـــب! " كما يقال له وهو قائد هذه الفرقـة ..! قـرر أن يـردد هو وأعضاء فرقته " أبو أرنب " و" أبو خروف" و " أبو شماغ " و " أبو بس! " هذه البكائية طوال الليل عله يواسي "آلام" "الفقـراء " الذين لم يستطيعوا "جمـع" " الـذهـب" أو الحصـول على "بعضٍ" "منه" على "الأقـل" .. ! فراحوا يضعون كل اللوم على أولئك الناس الذين استطاعوا أن يصبحوا من "أهـل" " الذهـب" بـ "جهـدهم" و"تعبهم" و"حسن" تخطيطهم" .. وحملوهم كل الأسباب فيما آل إليه حالهم .. ولذلك فمن الطبيعي أن يحتفل أولئك " المساكين" ويفرحوا لما كان عليه "حال" "المـوج" في "تلك" " الليـلة"..! هكذا كانت تقول كلمات الأغنية الغريبة التي زعـم " أبـو زايـف" ومن معه أنهـا كانت في "منتهـى" "الشفـافيـة" حين كان يدعو الآخرين إلى استماعـها ومشاهـدة رقصـات أفـراد فرقتـه على "إيقاعاتها "..!

علـق أحـد المـارة على هذا النشـاز قائـلا : " مـا هـذا الأسلــوب؟! إنه ليـس الأسلـوب الصحيـح للغنــاء .. هذا مجـرد صـراخ! ! " , فلجـأ أبـو زايـف إلى الحيـلة القديمـة المعروفـة , بأن طلب من "فرقـتـه" "رفـع " "أصـواتهم" ليـزعـم من بعـد ذلك أن صوت ذلك "المتحـدث" كـان "غيـر" " واضــح" ..! في حين كانت كل الأصوات الأخرى التي تهتف له واضحةً جـدًا ..!!؟

وحدث ما تمنـاه أبـو زايـف ..! ونجحت خطتـه في الانتشــار في أوسـاط الفقـراء الذين دغـدغ مشـاعـرهم وأحلامهـم وحتى "أوهـامهـم" بهذا النمـط من البكـائيـات ..! وكان يطلب من فرقتـه في كل مرةٍ أن تزيــد من وتيــرة "الصـراخ " كلمـا "زاد" "تصـويـت" "أولئـك " المقهوريــن " ..! حتى وصـل بهم الحـال إلى التهجـم لا على الأغنيــاء والمجتهـدين وحسـب بـل إلى اتهــأم "شاه" "بنـدر" "التجـــار" ووصفـه بأوصـاف "مشيـنة" ..! وكـان هـذا الرجـل حليـمًا جـدًا فلـم يزد على أن علـق بكلمـةٍ : " لا يصـح إلا الصحيــح..! لتواصل قافلتنا المسيــر للفـوز بالذهــب ..! "




اخر تعديل كان بواسطة » كل أزرق حلو في يوم » 29/09/2010 عند الساعة » 04:02 PM
اضافة رد مع اقتباس