مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 28/09/2010, 02:30 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الــكــيــنــغ
الــكــيــنــغ الــكــيــنــغ غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 06/01/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 63
Thumbs up ( عش حياتك ) من كتاب كن سعيداً - لا يفووووووتكم -

السلام عليكم

ان كل مانملكه هو الحاضر.والمعيار الذي نقيس به راحة البال ومقدار الكفاءة الشخصية يتحدد حسب قدرتنا على ان نعيش اللحظة الحاضرة، بغض النظر عما حدث بالأمس ومالذي يمكن ان يحدث غدا فان اللحظة الحاضرة هي التي تحدد موقعك في هذه الحياة. ومن هذا المنطلق يتحدد المعنى الحقيقي للسعادة والرضا في تركيز تفكيرنا على هذه اللحظة التي نعيشها.

من أجمل الصفات التي يتمتع بها الاطفال انهم ينغمسون كليا في اللحظة الحاضرة التي يعيشونها. فهم ينجحون في الانشغال بما يفعلون أيا كان، سواء كان ذلك بمراقبتهم لخنفساء، أو رسم صورة، أو بناء قلعة رملية، أو أيا كان النشاط الذي يختارونه ليفرغوا فيه طاقتهم.

وعندما نكبر ، نتعلم مهارة القلق، والتفكير في عدة أشياء في نفس الوقت. فنسمح لمشكلات الماضي والخوف من المستقبل بأن يزاحموا حاضرنا، ولهذا نصبح تعساء وعاجزين عن فعل أي شي.

ونتعلم أيضا أن نؤجل سعادتنا ومتعتنا، حاملين بذلك الشعار الذي يقول انه في المستقبل قد تتحسن الأوضاع عن حالها الآن.

فطالب المرحلة الثانوية يقول في نفسه "عندما أنتهي من هذه الدراسة، فلن أكون مضطرا لأن أفعل ما يأمرونني به، وتتحسن الأمور كثيرا" وعندما تنتهي مرحلة المدرسة يكتشف فجأة أنه لن يكون سعيدا اذا لم يستقل بذاته وعندما يدخل الجامعة يقول في نفسه "عندما أحصل على شهادتي العلمية سأكون حينها سعيدا حقا" وبعدها يحصل على شهادته ولكنه يدرك أنه لن يكون سعيدا الا عندما يحصل على وظيفة. ويحصل على وظيفته ذات المرتب القليل وعليه أن يبدأ من الصفر.هل توقعت معي ماذا سيحدث بعد ذلك؟ فهو لم يتمكن من أن يصبح سعيدا بعد كل ذلك. وبمرور السنين، يمضي حياته مؤجلا لسعادته وراحة باله حتى يخطب ثم يتزوج ويحصل على منزل، ويحصل على وظيفة أفضل، وتتكون له أسرة ، ويذهب أولاده للمدرسة، هل توقعت معي ماذا سيحدث بعد ذلك؟ يتخرج الاولاد من المدرسة، ويتقاعد عن العمل... وهكذا حتى يموت دون أن يمنح نفسه هذه السعادة. فقد أضاع كل حاضره في التخطيط لمستقبل رائع لن يأتي أبدا.

هل تتشابه قصتك مع هذه القصة بعض الشيء؟ وهل تعرف شخصا ما كان يؤجل سعادته دائما لوقت ما في المستقبل؟ فمعنى أن تكون سعيدا هو أن تشعر بهذه السعادة في نفس اللحظة وليس في المستقبل. فعندما نذهب في رحلة مع بعض الاصدقاء نستمتع بجميع الوقت الذي نقضيه في الرحلة ولا نقرر تأجيل متعتنا حتى نصل الى المكان الذي نريده.

وبنفس الطريقة نؤجل قضاء أوقاتنا مع هؤلاء الذين نحبهم. المشكلة هي من منا يضمن أنه سيحيا حتى الغد. فالحاضر هو كل ما نملكه. وعندما نعيش اللحظة الحاضرة فهذا يعني أيضا اننا نقوم بكل مانفعله من أجل الاستمتاع به وليس انتظارا لنتيجة مانقوم به. فلتستمتع بكل شيء يحدث حولك.أن نعيش اللحظة يعني اتساع مداركنا لكي نجعل هذه اللحظة أكثر لذه ودون توقف. فكل منا له الحق في أن يختار أن يعيش حياته لحظة بلحظة ويعيش حياة حقيقية بمعنى الكلمة يشعر فيها بالحنان والدفء.

فعندما نعيش الحاضر نطرد الخوف من عقلنا. فالخوف في معناه الحقيقي هو القلق مما يمكن أن يحدث في المستقبل. وهذا القلق يمكن أن يشل حركتنا ويجعل من المستحيل أن نقوم بأي شيء بناء في هذه الحياة. ولكنك تشعر بهذا الخوف الشديد فقط عندما تكون سلبيا. ففي اللحظة التي تبدأ فيها بفعل شيء حقيقي يتراجع هذا الخوف. فمعنى أن نعيش اللحظة هو أن نقوم بكل شيء دون أن نخشى العواقب.وهذا يعني بذل الجهد المطلوب من أجل القيام بهذا الشيء دون القلق بشأن ما سنجني من وراء هذا الجهد.

وعلينا أن نتذكر دائما أنه لايمكننا أن نستبدل شيئا بلا شيء. فإذا كانت تجول في خاطرك أفكار مقلقة مثل: تعطل سيارتك أو فقدانك لوظيفتك، أو هجر زوجك لكي، فلن يكون أمرا سهلا أن تصفي ذهنك من كل هذا وتشعر براحة البال بكل بساطة. ولكن الطريقة الأسهل لتحصل على راحة البال هذه وتحسن من حالتك النفسية ، هي أن تشغل نفسك بالقيام بأي شيء مهما كان صغيرا.

اتصل بصديق قديم، أو و كون صداقة جديدة ، أو اذهب إلى النادي الرياضي ، أو اصطحب الأولاد إالى الحديقة ، أو ساعد جارك.

ان الوقت ماهوإلا فكرة مجردة بعقلك. واللحظة الحالية هي كل الوقت الذي تملكه. فلتستفد من هذه اللحظة كما ينبغي! علق :مارك تواين" مرة قائلا إنه تعرض لخبرات قاسية في حياته ، البعض منها حدث بالفعل على أرض الواقع . أليس هذا حقيقيا؟ فان تفكيرنا في : ماذا قد يحدث غدا وكيف يمكن أن نتغلب على ما سيأتي من صعاب؟ قد يلقينا في التهلكة، ولكن اذا حصرنا تفكيرنا في اللحظة التي نعيشها، والتي لانملك الا سواها فلن تكون هناك مشكلة على الاطلاق. اغتنموا اللحظة الحاضرة.

من كتاب كن سعيدا
اضافة رد مع اقتباس