مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 18/10/2004, 05:29 PM
الصدر الحنون الصدر الحنون غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 31/05/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 944
Exclamation الذئب الثلاثيني يصرخ: لم أفقد نواجذي بعد

الذئب الثلاثيني يصرخ: لم أفقد نواجذي بعد


نايف الثقيل (الاقتصادية) من الرياض

قبل المباراة لم يكن في قائمة المرشحين الـ 20 لنجوميتها، وبعدها كان هو سيدها ونجمها وعريسها وقابض تاجها ومالك كنوزها.

هذا هو سامي الجابر يغيب حتى تظن أنه لن يعود، ويعود كأنه لم يغب رمشة واحدة.

هذا الثلاثيني الماكر، لم يعرف للفرح طعمآ منذ عام ونيف، إصابات وخلافات واتهامات، وتصريحات متوترة ومؤامرات. كان يحنق كثيرآ، ويبتسم قليلا إبان تلك الفترة، كان ينتظر، كأنه يحسب الخطوات إلى فريسته ليغافلها بعد أن كبر على مطاردتها. البارحة الأولى، انشقت الأرض وأخرجت سامي جابر العثرات، وكريم السمات، مسيل المآقي ومحرض الآهات على الإفلات.

لم تكن ليلة للهلال أبدآ، فهذا الأخير ما زال يتكئ على تاريخ مليء بكل ما تحب النفس أن تنظر إليه، وهذا الأخير ما زال يرضخ تحت حاضر سلب منه كل شيء إلا اسمه وزرقته وقلوب عشاقه، وهذا الأخير أصبح يترنح أمام الحضور كملاكم عجوز، يتلقى لكمة خطافية موجعة من منافسه فيدير جنبه الآخر ليتلقى اللكمة الثانية، وهذا الأخير رغم كل شيء ما زال يتنفس، ويأمل ويتمنى ويطمح، لكن للأمنيات الفاتنات مهر يدفع ليركعن ولا تغريهن كلمات الغزل فقط.

هذا الأخير قبل موقعة منافسه التقليدي، كان يتمنى أقل الضرر، وأخف الألم، فهو يواجه منافسا مكشرا، به من جروح الماضي ما يجعله يفترس مقابله قبل الصافرة.

هكذا كان الهلال قبل موقعة الرياض الرمضانية، وهكذا كان يفكر العاقل من عشاقه ويحدث نفسه.

مع البداية، مزق الذئب في واحدة من هرولاته غير العابثة الخوف، وفي ثانية أخرى مزق كل شيء، وصرخ في آذان الهلاليين من جديد: أنا الذئب لم أفقد نواجذي بعد. أنا سامي الجابر حتى وإن شارفت على منتصف العقد الثالث. هذا الثلاثيني الماكر، هرول قليلآ البارحة الأولى، ونزف عرقا أقل عن ذي قبل، راوغ دون جندلة، وعزف دون نوتة، لكنه سجل مثل كل مرة، سجل لأنه وإن تغير فيه كل شيء، إلا أنه ما زال سامي الجابر، جابر انكسارات الهلال، وما أحوج الهلال إلى من يجبر عثراته وانكساراته الآن، وليس لها إلا سامي حتى وإن تبدل سواد الرأس ببياض.


تحياتي لكم

الصدر الحنون