بسم لله الرحمن الرحيم


مع قدوم العام الدراسي الجديد أرى الحزن مرسوم على وجوهـ الأطفال .. وكأن شيئ ما " ممل " و " تعيس " ينتظرهم !
حتى إذا سألت أحدهم عن سبب حزنه يجاوبك بكل وضوح : (( قرّبت المدرسه )) !

واذا عدت بالذاكرة الى المراحل الإبتدائية وواقع الحال .. أتذكر أحوالنا مع المدرسة ونفس الشعور لم يتغير فينا ولا في الأجيال التي أتت من بعدنا ..

لا أعلم لماذا يكون هذا التشائم والشعور السلبي موجود في استقبال العام الدراسي ..
هل هو شعور طبيعي وسيزول مع بدء العام الدراسي والمضي قدما !
أم أنه ملازم للطفل طوال العام الدراسي .. حتى لو عرضت عليه الغياب في أحد الأيام لقبل رأسك !

أريد التفصيل قليلا عن حال المدارس الإبتدائية ..

فلنبدأ الحديث عن ..

* المباني الدراسية ويشمل (( المظهر الخارجي ، الساحات والمرافق ، الفصول الدراسية )) ..

أولا .. يجب أن تكون المرافق نظيفة بالكامل وملائمة لإستقبال الطلاب ..
ثانيا .. تزيين المرافق بالرسومات والعبارات المشجعة والمحفزة للطلاب .. بالعامي شي يفتح النفس !
ثالثا .. وجود المرافق المحببة و المنوعة للطلاب .. كالملاعب والمعامل الدراسية والمكتبة ..
واقع الحال يقول .. الكثير من مدارسنا مظهرها الخارجي مخيف .. حيث يذكرنا ببيت الأشباح أو حتى البيوت المهجوره .. فغرفة النوم ! قصدي فصل ثاني ألف .. الشباك المطل على الشارع شبكه مقطوع وملوث !
والفصول الأخرى ضيقه ولا يوجد فيها متنفس .. حيث يتقاسم أبنائنا ثاني أكسيد الكربون وأهلا بالأمراض بينهم !
الممرات لاتحتوي الا على عباره واحده منذ افتتاح المدرسة " من جد وجد ومن زرع حصد " وكذلك توجد عبارة ترحيبيه بأولياء الأمور لإجتماع أولياء الأمور قبل خمس سنوات !
أما الفصول حدث ولا حرج .. الكراسي في أسوء وضع والطاولات تحوي العديد من الذكريات والشخاميط !
والأرضيه اما موكيت منتهي الصلاحيه ولاينفع للإستخدام أو سيراميك مكسر خطر على الأطفال وربك يستر !


* الطاقم الإداري ويشمل .. (( المدير ، الوكيل ، المرشد الطلابي ، المدرسين )) ..

من المفترض أن يكون الإستقبال حافلا ومميزا .. ويشعر الطالب بالحب ومشاعر الأبوه والايادي الممتده له لمساعدته في كل أمر ولتحفيزه وتشجيعه للأمام ..
سواء بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنهـ المحفزة أو على الأفل يكفي خيره شره !
واقع الحال .. أن مدير المدرسة يبدأ الكلمة الترحيبية ومن ثم التهديد والوعيد لكل من يخالف القوانين !
ويشعر الطفل بشعور سيء اتجاه الادارة وتصبح محل شكوك وريبهـ وخوف ..


* طاقم التدريس ..

يجب أن يشرف على المرحلة الإبتدائية من هو أهل لذلك .. حيث يكون مربي فاضل ومعلم ماهر .. يجمع مابين العلم والتأثير والبناء ..
الواقع وللأسف أن أهم مراحل البناء يشرف عليها كل من هب ودب ..
في هذه المرحلة يحتاج الطالب الى معاملة خاصة وأسلوب ساحر في التعليم والبناء والتأثير ..
ولكن المخرجات تدل على غير ذلك !


* المناهج ..

حينما توضع المناهج لمرحلة عمرية من المفترض أنها تناسب العمر وتكون جاذبة ومؤثرة في عقلية الطفل ..
بحيث تُعرض بشكل مميز ومثير لعقلية الطفل وبشرح المعلم تحصل الفائدة ..
ولكن الواقع يقول غير ذلك وفتشوا في مناهج الطلاب سوف ترون العجب العجاب !



في النهاية أتمنى من الجميع المشاركة بأرائهم سواء بالانتقاد والحلول أو الملاحظات ..
كذلك الموضوع يعبر عن رؤية متواضعة مني .. إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..