|
كلّ ماوصلت اليه الكره الانجليزيه الان .. هو بسبب 96 شخص من جمهور ليفربول لقوا حتفهم !
.
.
هو ذلك اليوم المشؤوم .. يوم الخامس عشر من نيسان من عام 1989 م .. يوم كارثة ملعب هيلزبوره ملعب نادي شيفلد وينسداي .. في مباره بين ليفربول وبين نوتنغهام بنصف نهائي كأس الاتحاد الانجليزي .. مبارة راح ضحيتها 96 مشجع ومحب ليفربولي بسبب التدافع عن بوابة الملعب .. وهي قصه تتداولها الاجيال الى يومنا هذا .. وجعلت الانجليز يعيدون النظر بكل ماهو متعلق بالكره والملاعب والمنشئات الرياضيه .. نبدأ هنا وهنا نتنهي .. 96 مشجع ليفربولي لقوا حتفهم مقابل تطوير الكره الانقليزيه .. نبدأ الحكايه المأساويه ..
كان فريقي ليفربول ونوتنغهام اصحاب شعبيه كبيره في ذلك الوقت وفي لقاء " اكون او لا اكون " مثل هذا اللقاء فالحضور الجماهير كان اضعاف الاضعاف الا ملعب هيلزبروه الذي يسع لـثلاثين الف متفرج فقط وكان اكبر الملاعب الانجليزيه في ذلك الوقت ، وكان عدد جمهور ليفربول في تلك المباره مايقارب الـ24000 واما جمهور نوتنغهام كان كثيف ولكن لا يصل لعدد جمهور ليفربول ، جمهور ليفربول كان سيئ الحظ في تلك المره ، لأن المدرج الذي اختير لهم هو المدرج الايمن وبوابات المدرج الايمن كان صغيره مما سبب تدافع الجماهير خارج الملعب .. كلنّ منهم يريد ان يرى معشوقه .. فتدافع الجماهير بمداخل الملعب وبدأ اصحاب الحظ السيئ بالسقوط تحت اقدام المشجعين واحد تلوا الاخر .. مات منهم 96 شخص ونقل 400 شخص للمستشفيات وجرح 700 مشجع .. ياله من يوم مشؤوم .. هذا اليوم يّكره كل عشاق ليفربول خاصه والانقليز عامه .. هي احد الكوارث التي كانت تصيب الملاعب الانجليزيه ولكنها اول الحوداث التي يذهب ضحيّتها " ارواح " ...
" الصوره تعبّر  .. " ، لم تكف الجماهير بعد ذلك ... استمر التدافع خارج الملعب وحتى صار المدرج يتحمل " ما لا يحتمل " .. فبعضهم سقط من الاسطح .. وبعض سقط عليه السياج فلقى حتفه .. وبعضهم سقط وانقطع نفسه تحت اقدام المشجعين .. فعلاً هو يوم مأساوي لدى جميع الانجليز .. وبالاخص جمهور ليفربول الذين مازالوا يحيون ذكرى الحادثه الا يومنا هذا .. يحكي الاسطورة ستيفين جيرارد ذلك اليوم " شعرت بصدمة كبيرة وحزن عميق عندما رأيت المشاهد الحية لتلك الكارثة".
وأضاف: "كانت الصدمة كبيرة وظللت أفكر إذا ما كان هناك أي شخص نعرفه بشكل شخصي موجوداً في هذه المباراة. ولسوء الحظ بالنسبة لي ولأسرتي أننا تلقينا الخبر المفزع في الصباح التالي عندما قيل لنا أن أحد أفراد العائلة كان موجوداً في الإستاد ولقي حتفه بشكل مأساوي " .. والذي مات هو جون ابن عم جيرارد الذي كان بالعاشره من عمره فبي ذلك الوقت
غضب المجتمع الانجليزي وقام بمظاهرات امام مقر الحكومه البريطانية .. وعيّن القاضي " تايلور " للتحقيق بالقضيه بالعدل والنظر بالامر .. عيّن القاضي فريق حول الحادثه واتته المعلومات بما حدث فوجه كللمات لرجال الاتحاد الانجليزي وهي سبب العهد التي تعيشه الكره الانجليزيه بوقتنا الحالي .. رأئ القاضي حال الملاعب الانجليزيه التي كانت السياج تحيط بالمدرج وكأنه قفص يحبس الانفاس عن المشجعين .. وقلة المقاعد بالملاعب وكان معظم الجماهير يشاهدون المباريات وقوفاً ، وكان حكم القاضي تايلور صارماً بالقضيه ووضع اسس مازال مسؤولي الاتحاد الانجليزي يسيرون عليها الا الان ..
" كفى لقد وضعنا توجيهات صارمة لكم، يجب أن تعيدوا ترتيب كل شئ قبل عام 1994، يجب أن توسعوا الملاعب، وان تزيلوا الفواصل الحديدة التي تفصل الجماهير عن أرض الملعب، يجب أن يشعر الجماهير بالراحة والسعادة أكثر من ذلك وهم يتابعون المباريات الرياضية، فقد جاءوا إلى المباريات ودفعوا الأموال لكم ليستمتعوا بكرة قدم حقيقة، لا ليعاملوا كمساجين أو كحيوانات "
ولم يكتفي القاضي بهذا وحسب .. بل وضع لجنة مراقبين لتراقب اعمال تطوير وبناء الملاعب وفضح اي تقصير ومحاسبة المقّصر .. فأعاد الاتحاد الانقليزي النظر بذلك وقام بهدم ملعب ويمبلي واعادة بنائه واصلاح ملاعب اولدترافورد وستامفورد بريدج وهدم ملعب الهايبري وبناء ملعب الارسنال الجديد " الامارات " .. وظهر فجوة اصلاحات في تلك الفتره داخل الملاعب .. كل هذا بسبب 96 مشجع دفعوا حياتهم لأصلاح حال الملاعب والكره .. فالكثير من الانقليز مازالو يحتفلون بهذا اليوم كونه اليوم الذي بدأ فيه العمل لكرة قدم اقضل
تحياتي .. محسن الخزاعي   | 