مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 01/09/2010, 05:04 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عطـــارد
عطـــارد عطـــارد غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 07/02/2009
المكان: في الـ ماضي ..
مشاركات: 441
Unhappy مدينة ذات ملامح مقززة !!





كنت وحيداً أتجولْ ..
كـ السحب تسبح في الفضاء ..
فوق الهضْبة فوق الجبال ..
لفتت أنظاري جمهرةٌ ..
وجدت أوركيد أبيض ..
وجدت بساتين و أوراق يانعة ..
تهتزًّ وترقص مع الأنسام ...

:

تتلألأ بـ الإشراق ..
كـ أنجم في مجرة لم تمسسها أيد عابثة ..
تنتشر في أراضي خضراء ..
فيافي بعيدة جداً عن هنا ..

:

كـ الأحلام حين تمتد ..
بلا نهاية ..
تتمايل راقصة حُبلى ...

:

لكن الأقدار تتماوج ..
لم أبلغ مبلغ الفرح المكتمل ..
لم يفرح الشاعر بتلك المشاعر ..
لم يعد يملك حتى الفرح ..
ولا متعة النظر ..
لم ايقن بكم هذا الفرح ..
الا بعد فقدي له ..
بعد كم المنتظر من هذا المنظرْ ...

:

وحين أعود ..
بـ مزاج آسٍ أو غير آسٍ ..
تلوح أمامي كل تلك الأحزان ..
فـ أجرب أن لا أعود ..
أفضل تلك الوحدة ..
النعمةِ من نعمِ الوحدةْ ..
لتملأ جسدي بالبهجةْ ..
فيبدأ بـ إستجداء فرح النرجسْ ..
ولا نرجس ..
لا أزهار متبقية في تلك الحديقة ..
لا أشجار ..
لا خضرة ..
قامت حروب في داخل مدينة صغيرة ..
حروب متدينة و مدنية ..
اختلافات في عصر مختلف جداً ..
تستهدف الإنسان ..
وغالب الإنسان هذا إستسلام ..
لأنه أسلم و آمن السلم ..
أمتهن و أرتهن بـ لا سلام ..
أصبح العالم مدينة صغيرة ..
تعاظم فيها رأس تبختر و مال فـ غُلف بـ حرية ..
زُرع الجنودُ فيما بيننا ..
فـ سهلت مهمة الإيقاع بنا ..

:

قرميد خفيف يغطي سقوفنا ..
ينمو فوقه الطحالب ..
وعبر أنابيب المداخن تتسرّب روائحهم ..
عطور مزيفة !
ورائحة رجال مستهلكين ..
نتنة كرائحة مجزرة!
أجساد النساء مقززة تحت فساتينهن!
ياااه ..
يا مدينة اصبحت تحت الأرض!
عطور مستهلكة !
مقززة الأنفاس ..
كـ بخور شمس مسترجع ..
مثير للـ شك ..
مدائن تحتضن الأوساخ ..
أوساخها فوق قمامات لا أُسس لها ..
الملاجىء ..
تصطرخ من شدة الألم ..
وبعض أحياء مدينتي ..
تفوح من مدافئهم رائحة النبيذ الأحمـر ..
في حي الـ مُهمين ..
هناك ساحة منتحبة ..
و بيوتهم يسكنها تماثيل حجرية ..
جدران منخورة ..
وتنتشر حول أحيائهم كلاب ضالة ..
وفي أقصى المدينة ..
يقطن ملجأ ..
وهناك في الملجأ صبي صغير ..
لم يفهم بعد تلك اللعبة ..
يـ صفر بفمه ..
و يكمل لعبته التي بدأ ..
وهناك متسول بيديه المرتجفتين ..
وخديه الغائرين ..
غيبه حزنه عن إكماله قضيته ..
هناك قطة مريضة ..
نحيبها لا يسمعه الا هي ..
أبخرة بشر تفوح منها رائحة الذل والفقر ..
يهبط عليهم سواد المساء ..
لا فرح ..
لا شيء ..
لا شيء يهبط مع المساء ..
مدينتي خلال النهار ..
تسير في إتجاه البحر ..
ملوحة أمراض ..
و فقر مدقع ..
كـ جرب منتشر...
كـ قطعة جسد مبتور !
في ذلك المساء بالقرب من شمال تلك المدينة ..
تقطن أدوات الحرب المزروعة في خاصرتنا ..
سـ يأتي المساء من السماء لـ مدائح البحر ..
لما البحر ..!
وهو من جرع الأبرياء والأطفال ..
ملوحة الأمراض و فقرهم المدقع ..
و الصمت ..
سـ تتكاثر النجوم المتعجبة و المتوحّدة ..
هل ستنزل الستائر مرة أخرى ..
ولا يشتعل الضوء ..
إنه المساء فوق مدينتي ومن حولها، هنا وهناك ..
في كل مكان من مدينتي ..
حيث ينسكب حوض البحر إنسكاب تام ..
لـ يلَون الجفون و صمتنا ..
ذلك الصمت المنسوج من سماء وبحر ..
الجميعُ مالح ، الكل يملئه اللزوجة الثقيلة ..
كـ دماء حية ..
الطيور تحوم في ريشها حول أحلام زيتية ..
ثمار منخورة تتساقط من مياه الأنهار المزيفة ..
تبحث عن ضحيتها ..
ومن ورائها تتدافع الـ حشرات ..
العالم كله مدينة واحدة ..
ومدينتي غافية في خليج من بحار تائهة ..
الناس غرقى في تيارات حارة ..
ذكور من السمك تتآلف مع الأوحال المتغطرسة. ..
تحت الشجيرات الإستوائية المتشابكة ..
المتسعة ..
مدينتي تغفو فوق براكين نائمة ..
أسماك بطيئة كالزواحف ..
تسهر الليل كـ الأوحال الـ مُلقحة ..
أسمع تصادم الحيوات الجوفية ..
في قواقعها ..
هناك فوق طرف من الجبال الشمالية ..
في بقعة خضراء ..
هناك دخان يتحرك ..
إنها أسراب مرتبكة من البعوض و الجراد ..
تحت أوراق و أغصان الغابة ..
يتنادى بـ خفوت ..
يخاف صحوة الفقراء في أطراف المدينة ..
ترتبك حين تفيق العذوبة ..
ترتبك حين تكون يقظى في المساء ..
ترتبك حين تغني غناء أصفى من تباشير المطر ..

:

تلك هي اللآلئ في أصدافها ..
حين تُفيق ..
حين تترنم بـ حنجرتها الذهبية. .
صرخة تبعث فينا أمل العودة ..
صرخات تنبعث من دوامات المياه المالحة!
صحوة تعود بنا ..
ثم تنتشر!
إنها أزاهير تُريد الحراك ..
تُريد الحراك الصحيح ..
ترغب السفر الصحيح ..
ترجو أزاهير تحيى الى الأبد..
ولن تتوقف عن النمو عبر العالم ..
تُريد أن تكون نسائم دوارة فوق المياه المالحة ..
لـ تجعل منها آسن , حلو مذاقه ..
لـ تُصافح سعفات النخيل التي تخفق!
لـ تمحو نباح كلب يدُل على دخان و أكواخ مزيفة ..
لـ تُحرك المساء من جديد ..
وتُزيح الصخرات السوداء القابعة فوق شذى الـ فُل ..
لـ تُعيد الفرح!
لـ تصرخ أيها الفرح الناحل في ارتفاعات النسائم!
كـ أوركيد أبيض !
أنت هنا ووجهك إشارات ليل متبسم..

:

حينها فقط ..
يكون قلمي قد إنكسر ..
وحبره أصبح دم على الورق ..
تنزل معه دموع قلب احترق ..
فقط أنتظر تلك الليلة ..
لـ يعود كل الشهداء ..
وذاك الحنين ..
و تلك الوعود الكثيرة ..
و ذلك النقش بـ كفي ..
وذاك النداء ..
تعال و أنظر الى كم شهيد في هذا العصر ..
وأعود لأصلي ..
وأدعي بـ النصر ..
عالمنا أصبح كله ضيق ..
و حراس الفضيلة نهشوا فينا تلك الفضيلة ..
أحبارنا أصبحت دماء على الورق ..
وكثر الشهداء ..
سكوتنا على الألم قوة ..
ربنا نعرف من هو ؟
وسـ تصدق الوعود يوماً ما ..
سـ تصدق حتماً ..
منقوش كل ذلك في قلوينا ..
سـ تصدق يوماً ..
قريباً , بعيداً ..
سـ تصدق ..

:


لـ عل شهر الخير فرصة في حدوث ذلك كله ..

:


اخر تعديل كان بواسطة » عطـــارد في يوم » 01/09/2010 عند الساعة » 05:05 AM السبب: خطأ
اضافة رد مع اقتباس