الموضوع: حليمة ....
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 29/08/2010, 06:27 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ aseery
aseery aseery غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 29/03/2005
مشاركات: 520
حليمة ....

خلف تداعيات مانشر في الصحف العربية من مطالبات مكثفة من قبل شخصيات هامة وأخرى شعبية
على مواقع الانترنت والفيس بوك وغرف المحادثات في البلاك بيري وغيرها لإيقاف برنامج مسلسلات حليمة الذي تعرضه قناة ام بي سي
وتقدمه الإعلامية حليمة بولند وذلك لأسباب عدة من أهمها أنها تقدم البرنامج بلا حشمة وأنها لاتناسب قدسية الشهر العظيم واتسعت القضية وأيدها الغالبية العظمى في الشارع الخليجي لأن هذه الإعلامية تقدم برنامجها بصورة غير لائقة وتضر أعين المشاهدين في شهر له مكانته الدينية العظيمة وأصبحت بذلك هي بؤرة الفساد التي تهدم العفة والحشمة وتسمم العقول والأفكار بهذا المظهر
جرموها وتكتلوا حولها بأعين حمراء غاضبة تاركون خلف ظهورهم مايسرهم ويرضي دينهم وعاداتهم وتقاليدهم فكل مايقدم على الشاشة الفضية هو دعوة صادقة وفكرة سديدة ومبدأ مثالي
فمسلسلات الحب والهيام والقصص الغرائزية التي تتخللها القبل الساخنة والأحضان الدافئة والمشاعر الصادقة والحب العفيف التي يقف كل مشاهد مدافعا في صف البطلة رافضا ردة فعل مجتمعها المتخلف الذي يحاول معاقبتها على أسمى معاني الحياة وأهمها ألا وهو حب طاهر جميل أنبتت أرضه الخصبة حملا غير شرعي !
وأجبر السيناريو العظيم والموسيقى الحزينة الكل أن يتعاطف مع هذه ويؤيد فعلتها المنكرة حتى أصبحن فتياتنا يبحثن عن الحب ذاته فتراها تائهة في ملاحقة أوهامها في لقاء فارس أحلامها ومجلي همومها وأحزانها الذي سيحييها في كنف الحب سعيدة فرحة بأحضانه الدافئة ولمساته الهادئة رجل كريم يشابه في أوصافه بطل مسلسلها المفضل
إلى أن وجدت فارسها الذي سرق منها حياءها وشرفها وتركها مذعورة مكسورة وسط ذهول صدمتها وعلمت وقتها أن الحب الذي طالما حلمت به خانها وأنكر ذاتها وهرب
وآمنت بعدها أن ماعلمها مربي أجيالنا الجديد ماهو إلا وهم وسراب وخيالات رواة.

ويجرم مجتمعنا هذه الفتاة المفسدة - على حد زعمهم - ولايجرم ويشجب مسلسلا كوميديا ساخرا يهدف - على حد اعتقادهم - لإصلاح الأمة وهو يعرض فتاة سعودية تتزوج من أربعة رجال
وتقودهم واحدا واحدا إلى غرفة نومها بكل قلة حياء حتى أنهم وصلت بهم القباحة إلى أن يخرج الزوج من غرفة النوم مستئذنا زوجته للاستحمام والعودة إليها لاستكمال لذتهم ومتعتهم الواضحة في نظراتهم وابتساماتهم وتعرض الكاميرات صورة الزوج وهو يستحم بجسد نصف عار أمام المشاهدين
الذين اصطفوا أمام وجبتين ممالذ وطاب من طعام ومما قبح وشان على شاشة التلفاز وتكتمل الصورة المشرفة للممثلة السعودية المتحضرة بأن تحضر زوجا رابعا من خارج بلادها وتمازحه ويمازحها وتؤكله الفاكهة بيدها في فمه وهو يؤكلها
وليست هنالك أية مشكلة وليس هنالك أي ضرر ولا استنكار واستفزاز لنفس المشاهد السعودي المسلم لأن ذلك لايناقض قدسية الشهر وعظمته فالقضية هادفة والموضوع ذا قيمة فلسفية , ضاربا بالحائط كل تشريع إلهي وكل مفهوم ديني ونفسي للشخصية المسلمة الأبية ويتعذرون بعد ذلك بأن الموضوع كله تمثيل في تمثيل فلم الاستنكار أيها المشاهد.

وفي حلقة أخرى ولم أعلم هل هي سذاجة وقلة علم وإدراك , أم كانت وقاحة وتعد على حدود الدين ومسلماته اعطوا للمشاهدين صغارهم وكبارهم دروسا تربوية في التعامل مع النصارى المسيحيين وشرح عقيدتهم بكل بساطة ووضوح
لخمسة وعشرين مليون سعودي ومئات الملايين من العرب المشاهدين الذين يرون الشخصية السعودية قدوة لأنها من بلاد الإسلام والعلوم الإسلامية , فأعطونا دروسا جديدة جهلناها كبارا وصغارا ولم تعلمنا مدارسنا فيما يعلمونه لنا في مناهجنا , فعلمونا أن المسيحيين مؤمنين وليسو كفارا ولابد من موالاتهم ومحبتهم ومصادقتهم والتقرب منهم , وخالفو بذلك قرآن الله وتشريعه في أكثر من موضع ونص .
ويستمر هذا المسلسل وغيره في إضفاء الابتسامة على وجه المشاهد حينما ترى رجلا قد بلغ من العمر عتيا وهو يتمثل دور امرأة ويلبس العباءة ويضع الميك اب ويغني ويرقص بمنظر مقزز, فليس هنالك مشكلة ولا يستنكر ذلك الفعل فالمسألة كلها دعابات وفكاهات بريئة
أهميتها في أهدافها السامية ,فلامشكلة في السخرية بكبار السن ورجال الأمن ورجال الدين أصحاب اللحى وهم يعرضون الضالين منهم والمسيئين في كل مكان ومجال ويقبحون مظاهرهم ويسيئون إليهم ويضعونهم موضع التهمة ومكان الجريمة حتى كونوا صورة خاطئة عن كل من أعفى لحيته , ولم يظهرو الجانب الآخر منهم , الذين يخافون الله ويملكون العلم والتقوى والصلاح ولايخافون في الله لومة لائم .

وتخرج من هذه المادة التربوية المنقحة إلى حصة أخرى أكثر تشويقا فترى مايحبط العزيمة من عمل كوميدي لايمت للضحك بصلة قرابة , فلا ترى هدفا ولا مضمونا ولاقصة ولا قضية وتليها مقطوعة راقصة هي أتفه ماتوصلت إليه الدراما السعودية فترى هز الوسط على أصوله من الشخصيات الكرتونية
وتستمع إلى أصوات غنائية طربية . وتتابع بعد ذلك الدروس الثقافية إلى آخر السهرة .وفي خلال هذه الفترة لو تجولت بين القنوات لرأيت مايثري الصائمين في دينهم من مسلسلات لاتعد ولا تحصى ولقاءات فنية وقنوات غنائية فيها مافيها من رقص وهز.

ويخرج لنا الرأي العام من بعد كل هذا العراك ويشجب ويستنكر ويرفض بشدة ماتقوم به حليمة ويطالب بإيقاف برنامجها السافل في هذا الشهر المقدس!!

ليت الفساد يتوقف على حليمة لكنت أول المطالبين بإدانتها وإقالتها
ليتني أرى امتعاضا وغضبا ضد الأفكار المسمومة التي تربي أبناءنا وبناتنا دون أن نشعر وليتني أرى مطالبات في الصحف وصفحات النت والفيس بوك وغرف البلاك بيري بأن توقف القنوات الوطنية مهازلها في عرض
مالايطاق ومايحز في النفس في شهر جعله الله لعبادته وطاعته ويقف كل عند حده ولايستخدم الضحك والابتسامة ولا يستخدم الانسانية والشفقة عسلا يدس سمه بداخله وينشره في أبدان مجتمعه ,لكن مشكلة مجتمعنا دائما نظرته هامشية وسطحية .
فبهرجة حليمة وملابسها وميكياجها لفتت الأنظار وأوقظت غيرة السعوديين على دينهم وتقاليدهم ,فاتجهو لإصلاح شقوق جدران البناء وتجاهلوا سيلا يجري تحته يجرف أساسه كله..


بقلمي



أخوكم محمد الربعي
اضافة رد مع اقتباس