كُنت أكره الأعياد و المُناسبات و إجتماع حفنه مِن مَن يُطلقُ عليهم "رِجال" << يضحكون و كأنما هم أولائِك الذين يُقال عنهم "إخوه" .. ! << ليسوا كذلك و لم يكونوا يوماً كذلك إلا قِلَّه قليله مِن من لا يتجاوزون أصابع اليد الواحِده << مع مرور الأيام إتضح لي ماكان يخفى علينا في الماضي . .
كان والدي حَفِظَهُ الله صاحب منصب حكومي في إحدى القطاعات << في محافظه تُعتبر صغيره نسبياً, قسماً بالله و بِلا فخر نسبه كبيره من أهل تِلك المحافظه فُتِحَ بابُ رِزقٍ لهم بفضل الخالق سُبحانه ثم بفضل والدي (بِلا فخر)
عِندما يدخل العيد, يكون فرحه للجميع إلا أنا << بحكم أني ولدُهُ الوحيد فكنت أقف من بعد صلاة العيد و حتى آذان الظهر و الحمدُ لله المجلس عامر بالزوار و المُهنئين << والله ماعُدت أحسب كم دلة قهوة أو شاي تم إستبدالها لنفاذها . .
هل تعلم ماذا حصل في أول عيد لنا بعد تقاعُد والدي ؟!!
أنا و هوَ في المجلس فقط << و دلة القهوه ما تجددت و ما نفذت و كما هيَّ بقيت << نظَرَ إليّ نظرةً لن أنساها ما حييت و قال لي بعد أن بلع ريقه:
" الحمُدُ لله الحين إرتحت, بس يا عسانا تجملنا "
بقي من أولائك و كما أسلفت قله قليله من أهل الوفاء حتى اليوم يُبادلون بعضهم بعض التهاني بعد إنتقالنا و إنتقالهم من نفس المحافظه << و بقيت الذكريات الجميله مع أصحاب القلوب البيضاء . .
\\
هونّ على صاحبك و نفسك, والله أنني صُدِمتُ في أناسٍ كانوا أقرب لي من أعمامي ما عُدتُ أراهم بعد ذلك اليوم و حتى اليوم << الحمدُ لِله حمداً كثيراً عِندما ألتقي أحد أبناء تِلك المحافظه فيقول: الله يذكر أبوك بالخير و يجزاه الخير << هذه عِندي تكفي رغم الألم و الصدمه في قلبي على هؤلائِك .. !
قد حاول صاحِبُكَ قدر المُستطاع و جزاه الله كُل الخير << من لم يتفهم و أنهى العلاقه معه, فوالله لا حُزن على فراقه, بل هيَّ غنيمه و لله الحمد . .
مع الأيام و مرورها << صدقني لا يبقى من حولنا إلا قِلَّه قليله << هُم بحقٍ الأوفياء << فليبحث عنهم و يدخِرهُم للزمن كما سيدخِرونه . .