|
" الأقنعة " .. والمسرح الكبير !!
" الأقنعة " .. والمسرح الكبير !!
خانقة هي تلك اللحظات التي يصاحبها الوداع
" تذرف معها العين لا شعوريا ً "
ويقبض القلب .. حسرة وتأوهات لا يشعر بها إلا الذات ..
تجاربي مع الوداع كثيرة ..! بكثرة دموعي مع كل وداع ..
إحداها مع غالي اغتاله الموت فجأة ..
وأخرى مع قريب غيبته ظروف القدر وأخذته إلى ما وراء البحار ..
وغيرها الكثير ...!
تذكرتها وأنا أطوي صفحة أمسي عندما هممت أن أنعم بنوم هانئ في ليلة أصبح صخب الدموع عنوان لها ..
عرفت بعد هذا أننا كضيوف شرف والدنيا كالمسرح الكبير ..
وكل ً منا توشح بقناع يمثل دوره في الحياة .. وقد يواري خلفه حقيقته ..
فمنا من أختار قناع سوداوي اللون ليمثل السوداوية بكل أبجدياتها ..
ومنا من يحبذ الأبيض فيتو شحه ليعكس لنا بياض السريرة ونقاء القلب ..
ومنا من يختار لون الدم والغضب لنعرف معه الشخصية المتهورة .. والنفس الوثابة والأعين التي تقدح بالشرر ..
وهكذا ! يؤدي كل ً منا الدور المناط به وينتهي دوره وهلماجرا ..
حتى ينقضي آخر فصول المسرحية ويغلق الستار ..!
قد لا أكون حكيما ً ولا أمثل هنا دور الناصح ..
ولكن مجرد إنسان مجرب عاش ما تسنى له من العمر في بحر هذه الدنيا تتقاذفه أمواجها العاتية ..
ونال من نكالها ما يكفي لأن يهد جبل فما بالكم بمثلي ضعيف ..!
فأيقنت أن الدنيا لا تصفو مشاربها .. وإن صفت لحظة ستعكر شهور وإن أضحكتك ساعة أبكتك دهور ..
فلنعشها بالحب .. ونغلفها بالصدق .. ونجاريها بالصفاء .. والوفاء ..
ولنجعل لنا ذكر طيبا ً يخلده الزمن ضمن سطوره المشعة !! ..
ونسمو بأنفسنا بعيدا ًعن الصغائر ..
وعلى دروب الخير نلتقي أحبة    | 