أذا كبس لك أحد بالأنوار فهناك عدة أحتمالات

الطريق الطويل دائما تختصره برفقة صاحبا عزيز ولكم قصتي مع صاحبي على طول الطريق
فحين تسافر أنت وشخص وتكون مسافة السفر اكثر من الف كيلو فأنك بلا شك وفي أول ساعة سيكون نقاشكم عن الأحوال وصحة الأهل والأخوان ومعرفة اخر أخبار الخلان حيث يكون طابع الحديث جدي ثم تأتي الساعة التي تليها ولا زال هناك نقاشات حول أمور ومواضيع قد مر عليها زمان
ثم تاتي الساعة التي تليها وتتحدث عن المستقبل وما تحب أن يكون او ماذا تريد فعله في السنين القادمة
ثم تأتي الساعة التي تليها وتتحدث عن ما تشتهيه من مأكولات وعن اروع المطاعم ولا يخلو النقاش من الأندية والبطولات
ثم تأتي الساعة التي تليها وقد أنتهت كل المواضيع
فيصبح الصمت سيد المكان تحاول في عقلك أن توجد موضوع لكن تفشل في ذلك
وبينما كنا صامتين وفي الجهة الأخرى من الطريق سيارة يكبس لنا الأنوار
فتبسم صاحبي وكأن صاحب هذه السيارة أهدى لنا موضوع نتناقش فيه

فقال صاحبي هذا الرجل كبس لنا النور لإحتمالين
فسألته ما هي
فقال إما يكون فيه حادث قدام أو فيه تفتيش
فقلت أنا سأقول أحتمال واحد فقط بشرط أن أتاكد من مدى صحة الإحتمالان الذي ذكرتهما
ومشينا مسافة ليست بالقليلة
فقلت لصحابي أعتقد أن الإحتمالان التي ذكرتهما جانبت الصحة
فهز برأسة وقال صدقت
ثم قال وما هو أحتمالك
فقلت وأنا واثق كل الثقة أن احتمالي صحيح لا خطأ فيه
أن هذا الرجل لما كبس لنا بالأنوار كان يستهبل او يستعبط
ولكن صاحبي كأنه يشك في صحة احتمالي
فأردت أن اسرد له بعض الحجج والإدلة التي تؤكد صحة احتمالي
ولكن جوال صاحبي رن فجعلني أؤخر جوابي ريثما ينتهي صاحبي من مكالمته
شعرت من كلمات صاحبي أن هناك شخص يعاتبه
فحاولت أن أعبث بجوالي حتى لا اسمع فأحرج صاحبي
لأننا صرنا في زمن الواحد يخاف يعدي عتبت البيت قبل ما يستأذن زوجته

طبعا أنتهى صاحبي من مكالمته ثم بادرني بالسؤال أنت أيش كان أحتمالك
فأعدت له أحتمالي وقلت أن صاحب السيارة كبس الأنوار لأنه يستهبل او يستعبط
فضحك وقال أسمح لي أقول أن أحتمالك طلع خطأ
لأن إللي كلمني الآن هو صاحب السيارة إللي كبس لنا الأنوار يعني الأحتمال الصحيح أن صاحب السيارة يعرفني

وصدقني هذا حال أكثر المسافرين يدورون أي موضوع يتسلون فيه

وفي الختام أنا متأكد أن إللي بيقرأ كلامي بيكون عنده احتمالين إما يقول أن هذا الإنسان فاضي او سامج
أنا بصراحة أتمنى أن تتطلع الاحتمالان إللي قلتها غلط
ويكون احتمالك في كلامي شيء ثاني

فالسؤال الذي أردت أن أصل له كيف يستطيع المسافر استثمار وقته في شيء فيه المتعة والفائدة