مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 19/07/2010, 05:06 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ C A P E L L O
C A P E L L O C A P E L L O غير متواجد حالياً
من كبار محللين العالميّة
تاريخ التسجيل: 06/10/2005
المكان: قلبها, لبا والله قلبها .. !
مشاركات: 964
Exclamation ! .. للذكريات, للماضيات لِتِلك التي كانت و نعي بأنها لن تكون .. !


ولهــــان
أنا بالحيــــل ولـهـــان .. !

\

لطالما كانت في حياة أيٍ كان ذِكرى << تُجسد لهُ صورة الماضي الجميل بأحداثه و زواياه و من عاشروه و شاركوه إياها << في زمنٍ مضى, في وقت مضى بعيداً كان أو قريب << الأكيد في هذا كُلِه و ذاك, أنهُ مضى و يعي المرء جيداً جِداً بأنَ لا مجال لهُ أن يعود .. !
تِلك المشاعر التي تتخالط بالفرح و الحُزن معاً << سعادةً غامِرَه لِمُجرَدِ التفكير و العوده سريعاً للماضي الجميل و عيش تِلك الأيام الجميله للحظات فقط يمُر من خلالِ هذه اللحظات أطياف هؤلائِك القوم و تِلك الأشياء و الأركان و الزوايا المتناثره في أرجاء المكان << كُل هذا للحظات, مُجرد ومضات سريعه تجتاحُنا دونما إستأذان فقط عِندما يمر بِنا أمر يجعلنا نستذكر الذي كان, حدث أو زاويه مُشابِهه لـ تِلك التي كانت أو ضحكة أحدهم كما كان ذلك يفعل في الماضي أو أو << كثيرةُ هي الأسباب التي تُبحِرُ بِنا في عالم الذكرى . .
/
في غمرة ما أنا بِه هذه الأيام من الأرق المستعصي و الذي لا يزول إلا قبل نصف ساعه فقط من وقت العمل, لكي يأذن للنوم بأن يجتاحني في وقتٍ فيه النوم يُعدُ مِن المُحرمات و يغلبني في مُعظمِ الأوقات << إلا اليوم عِندما هممتُ بالتغلب عليه و نجحت في سلسلة ضئيله جِداً من النجاحات التي قلما أضفرُ بِها هذه الأيام . .
خرجتُ كما إعتدت للعمل و لأنها الصيفيه وجدتُ هؤلائِك الذين يبلغُ أكبرهم الـ 8 و لرُبما تِسعُ سنواتٍ فقط يصولون و يجولون أمام منزِلهم و جُلّهم يجمعهم قاسمٌ مُشترَكٌ واحد << أنهم لا يرتدون في أرجلهم شيئاً ( حافين ) .. !
داهمتني تِلك الومضات, في ذلك الحي الذي أعلم جيداً بأنهُ لن يعود إلى قيد الحياة مهما حدث, لأن حُكم القوي قد إجتاح المكان و لأن موقع الحي القديم الذي بِه ترعرعت يقع في موقع إستراتيجي لكي توسع الشركه الحاكمه للمنطقه مُستعمراتِها المُباحه . .
لا أنسى تِلك المنازل التي متراصفه ببعضها و تِلك الأزقه التي كانت تفصل كُل ّ خمسة منازل عن الأخرى و لا ذلك الشاطيء الجميل الساحر الذي لم أرى في حياتي حتى اللحظه آخراً أجمل و أنظف و أبهى مِنهُ على الإطلاق << ذلك الذي لا يبعُدُ إلا مسافة 35 مِتراً عن باب ذلك المنزل الذي كانت أسرتي تقطنُه بسلام . .
/
للأيام الجميله و للماضيات التي كانت و أعي بحق أنها لن تكونَ بعدَ اليوم << للأصدقاء أولائِك الذين كانوا مُنذُ عهدِ الطفوله << بل للإخوه الذين كانوا بحق أكثر من اصدقاء حينها, للجيره و حقُ الجار و لهؤلائِك الذين إذا ما وقع أحدهم في مكروه لا قدرّ الله و إن كان في آخر الحي, قامَّ لهُ الجميع قومة الرجل الواحد متكاتفين ضِد المِحن << للمنازِل التي كانت طِوال اليوم أبوبُها مُشرّعه على آخِرها و ماكانت تُغلقُ إلا بالثُلُثِ الأخير من الليل . .
لكرة القدم و مزاولتِها دون إنتعال أي شيء << للجروح في كِلتا القدمين و للضحك الهستيري لمجرد أن أحدهم كان يرتدي حِذاءً يقيه من الزُجاج المترامي في أطراف المكان << لصيفِ ذلك المكان الدافيء الجميل و لذلك الشاطيء الساحر الآخاذ الذي لا يُنسى << لذلك البحر الذي لا أذكر في يومٍ أنهُ كان كما يُقال عنهُ: أنهُ خوّان .. !
للصلاة في مسجد الحي << للصفوف التي كانت في وقت الفجر مُمتلِئَه, للرياضه و الجري على تِلك الرمال الذهبيه قُبيل شروق الشمس و لغسل كُلِ ذلك التعب بماء البحر
لـ عبدالله, ذلك الصديق الصدوق الذي لن أنساه, الذي كان يُشاركني بشكل شِبه يومي تِلك الفعاليات التي كُنا نخوضها سوياً.
لـ تِلك المظلات الضخمه التي كانت مبنيَّه على ضِفافِ ذلك الشاطيء الجميل << للعشاء في مُنتصف الشهر, عِندما يكون القمر كامِلاً يُضيء السماء و أرجاء المكان و بخطٍ طولي ضيق نسبياً من الشاطيء حتى آخر البحر.
للمُتعجرفين الذين أرادوا سوءاً يوماً بأحد أبناء ذلك الحي و ما أستطاعوا << لأنهم وجدواً رِجالاً يقفون معاً ضِدَ كُل مكروه يهم بأحدهم << لهؤلائِك الذين ما جمعتهم قبيلةُ واحِده و لا نسب و حتى جنسية مُعينه, إنما جمعتهم الجيره و العِشره الحسنه التي عاشوها سوياً لسنواتٍ و سنوات.
لذلك الرجل المُسِن الذي إذا ما رأى عيباً من أحد الأولاد ضربه << لذلك المضروب الذي يبكي لأباه بأنَّ أبا سعدٍ ضربه, فيقول لهُ خيراً فعل بِك .. !
للغُرباء الذين يُعرفون إذا ما دخلوا المكان, و يُمهلون دقائق حتى تُعرف وجهتهم و إلا يُسألون << لماذا هُم هُنا و ماذا بحقٍ يُريدون, فلا مكان لشرذمه يسعون خلف خطيئه ولا لـ لصوصٍ يتربصون بأحد المنازل و لا لأبناء طريقٍ يُريدون إنشاءَ أيِ خِلاف.
للنساء اللواتي كُنَّ جُلُهُنَّ لنا إما أُمهاتٍ أو أخوات, لـِتِلك التي تسير وحدها ليلاً تُريدُ بيتَ أُخرى و لا يجرؤ أحدٌ على الإقترابِ مِنها << و لتِلكَ التي تُريدُ أمراً عاجِلاً و ما كان عِندها أحدٌ من أبناءها فما كان مِنها إلا أن أرتدت عباءتها و نظرت في طريق بيتها و وجدت أحدهم فقالت: يا فلان أبن فلان, هل لي بكذا و كذا, فتُجابَ على الفور و يأتي لها مطلبُها.
\
وصلتُ إلى مكان عملي و أنا أتنهد و لسانُ حالي يقول, ألا ليتها ليومٍ واحدٍ تعود << تِلك الأيام و تِلك الأزقه و ذلك الحي الجميل الذي جُلُّ من فيه يعرفون بعضهم بعضاً و جُلُّ من فيه يغارون على بعضِهم << ذلك المكان الذي وُلِدَ و مات شريفاً طاهِراً و لايزالُ بعض من به على رغم مِن كُلِ تِلك السنون التي إنقضت برحيلهم عن ذلك الحي و هدمه, يتواصلون بين الحين و الأخرى . .
في بعض الأوقات أقول ألا ليتها تعود << و لكن عِندما أسألُ نفسي هل حقاً جميلٌ مِنها أن تعود, تِلك الذكريات و الماضيات السابقات << لا أعلم و لا أحدَ يعلم, الأكيد بأنها فقط لن تعود << و لرُبما كانَ جمالُ الذِكرى في كونها مُجرد ذِكرى .. !
\
ألا تمتلكون ما تستذكرونه بحق و تعون جيداً بأنهُ لن يعود << صديق, قريب, حي أو مدرسه << لاتزال على وجه هذه المعمروه لكن بِكُل تأكيد تُدركون أنهُ لن يعود ؟!!
صدقوني, جمال الذكرى في كونِها ذِكرى .. !

اضافة رد مع اقتباس