مشااااااااهد متناااقضة في فصول الحياة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مشااااااااهد متناااقضة تمر بوتيرة متعارضة وباأتجهات مختلفة ..
اليمين يسير بأتجاه اليسار و السيار بأتجاه اليمين ..
الصادق يكذب و الكذاب يصدق
كل شي مختلف متحول ..
فسبحان الله.
1
يدخل الصباح لمقر عمله ..
تسبقه رائحة العطر الفرنسي الى مكتبه..
يدخل للمكتب متغطرسا بتلك النظارة العاكسة للضوء ..
يجلس و قبل الجلوس يضع سجادة على ذالك الكرسي خوفا على ثوبة ذا اللمعة البارقة ..
يتناول قهوته بكأس فضية جميلة اشترها خصيصا لنفسه و لقهوته كل صباح ..
بعد عدة ساعات على الدوام يخرج علبة حديدة من جيبة ..
يخرج منه سيجارة من النوع الفاخر ويخرج من داخل العلبة ولاعة نحيفة لها مظهر جذاب ..
يدخن و بعد التدخين يخرج ذالك العطر من درج مكتبه و ويتعطر به
يأتي وقت الغداء ..
يرسل العامل لكنتاكي و يأخذ افخم وجبة و يبلع العافية ..
بعد نهاية الدوام يركب تلك السيارة الجديدة و يرفع صوت الاغاني و يذهب موليا الى بيته ...
مشهد أخر :
يدخل لمقر عمله و تسمع صوت جزمته البالية قبل دخوله لمكتبه ..
تعرف انه هو ..
يدخل حاملا تلك الشنطة الكبيرة كشنط أطفال المدارس..
يجلس مباشرة الى مكتبه دون تنظيف و دون نفض الغبار عنها ..
ملابسه كما هي لم يغيره الا أنه مغسولة و مكوية داخل البيت ..
بعد صلاة الظهر يخرج من شنطته ذالك الكيس الاسود ..
يخرج منه قطعة خبز مملوة ببعض الحشو المنزلي (طعمية ومخلفاتها ) يطلب شاهي مجانا من العمل و ياتيه الشاهي و يشررب ..
ينتهي وقت الدوام ويركب تلك السيارة البسطة بلا مكيف ولا مسجل و يمضي موليا الى بيته ..
المشهد الاول : سعودي متخرج من الثانوي و عنده دبلوم حاسب 3 شهور ويعمل موظف استقبال براتب 2300ريال مخصوما منه التامينات الاجتماعية .!!!!
المشهد الثاني : مصري بروفسور كيمياء و لديه خبرة طويلة بالمانيا يعمل مدير الجودة و يتقاضى راتب 25 الف ريال ..!!!
ثقافة المجتمع و تأثيره على الاثنين معا ...
2
المشهد الاول :
يرن جواله بتلك النغمة الرومنسية التي تحمل في طياتها كلمات الحب و الاشواق ..
يتسارع الى الجوال بسرعة البرق ..
يفتح الاتصال و يطرب بأرواع الاشعار ..
يبتسم بكلامه و ينعم صوته و تبداء ملامح الفرح تغزو جبينه ..
يطول بالمكالمات و يفتح الموضوع تلو الموضوع ..
يختار "أحلى العبارات و أرقها عذوبة ..
ينهي الاتصال بشكرا على الاتصال و سوف أشتاق اليك ..
يقفل الجوال يضعها بجيبه و كله فرح وسرور ..
المشهد الثاني :
يتصل رقم أخر يحمل رنه نوكيا المعروفة ..
يخرج الجوال من جيبه ببطئ شديد لعل وعسى يمل المتصل و يقفل ..
ينظر الى الرقم و لا تتحرك مشاعره ..
يرد بصوت خشن ..
نعم ؟؟
طيب الان مشغول انا بعمل خلاص فهمت ..
و يقفل بلا سلام و لا كلام ...
يدخل الجوال بجيبه وكأنه هم و انزاح من على ظهره ..
المشهد الاول : فتاه (لعوب) كل يوم مع شاب ..تستمر معه شهر وتمل وترحل الى غيره تعرف عليه بسوق عام ..
المشهد الثاني: زوجته أم أبنأه الاربعة مستمرة معها طواااااال هذه السنين و طواااااال المستقبل ان شاء الله أخذها بشرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
عندما تخف العقووووووووول .
3
المشهد الاول :
تدخل الفتاه الى بيته تخرج جهاز الجوال و تكلم معشوقه الذي تعرفت عليه للتوا ..
تواعده بعد غد لمقابلته بمكان عااااام ..
تعود الى بيتها و تدخل غرفته لتصفح الانترنت و مواقع الشات ..
بالمقابل أخوه مغلق الباب على نفسه و يقلب بالقنوات من قناة هابطة الى قناه اكثر هبوطا ..
ينوع بالذنوب من ذنب الى اخر..
و من جريمة الى اخرى ..
يخرج علبة الدخان من أسفل سريره و (يشفط ) بكل (روقان ) و (اريحيه) على سريره الخاص ..
المشهد الثاني :
تدخل الفتاه و تدخل لغرفتها و تتناول المصحف ..
تراجع ما تم حفظه بالامس ..
تخرج و تذهب الى حلقة التحفيظ المجاورة ...
تدرس كتاب الله حتى أذن المغرب ..
تعود للبيت و تذهب لتقبل يد والديها ..
تصلي العشاء و تنام ..
بالمقابل أخوه بداخل غرفته ..
يستمع الى محاضرة لا أحد الدعاة ..
يرفع الصوت قليلا ليسمع كل من في البيت ..
ينزل المحاضرات و يوزعها على الايميلات ..
ينادي بدين الله بكل مكاااااااان ..
المشهد الاول : فتاة وولد من أب صالح و امام مسجد فاضل و من ام صالحة وربة بيت صالحة !!
المشهد الثاني : ولد وفتاه من أب لا يعرف الصلاة الا الجمعة و من ام لا تعرف بالبيت الا المسلسلات ..!!
القلوب و الهداية بيد الله وليست بأيدينا
4
المشهد الأول :
شاب عاطل ينتقد الحكومة بكل ميدان و يلقي عليها التهم بكل مجلس ..
يتحجج بالبترول وصرفه في غير أهله ..
يحمل العداء للدوله بسبب فقره ..
يتمثل بالدول المجاورة و يتمنى لو كان أحد أبناها ..
يتهم الوزراء بخيانة الامانة و أكل المال بدون حق ..
يلعن الواسطة و انها سبب في عدم وجود مكان شاغر له ..
يتبراء من الوطنية و يتمنى من يبادل بالجنسية ...
المشهد الثاني:
شاب موظف يثني على الحكومة بكل مجلس و جمع ..
يدافع عن الدولة و ينتقد كل من يتطاول عليها ..
يحمدالله انه من هذا الشعب الكريم ..
ينزعج من يبتجح بالعطالة و من يعتقد ان البلد تبعثر المال بغير محلها ..
يحمل العاطلين مسوالية وضعهم ..
يتهمهم بالكسل وحب المكاتب ...
يجعل توقيعه بكل منتدى و موقع بصورة البلد و انها يفداها بروحه ..
المشهدين لنفس الشخص الاول وقت العطالة و الفقر و الثانية و قت الوظيفة و الغنى ...
مبادي تتغير و تتحول حسب الحاجة و المنفعة ..
5
يدخل الى بيته و يفتش جوال ابنته يتأكد من كل الارقام و الرسائل ..
يفتش الغرفة بحثا عن شريحة أخرى يمكن تستخدم للعبث ..
يذهب الى جهاز التلفاز يقفل كل القنوات و يشفرها ..
لا يركب الا المجد و المجد للقران ..
حتى بعض القنوات الدينية يحجبها بحجة وجود شباب غير ملتزم فيها ...
يمنع زوجته من الخروج مطلقا ..
لا تذهب الا عند أهلها أو برفقته ..
كل عنصر نسائي ببيته يلزم بلبس عباية الرأس و القفاز ..
حتى طفلته الصغيرة التي لم تترك الابتدائية تتحجب بالكامل ..
ممنوع مطاعم ..
ممنوع حدائق ..
ممنوع اسواق ..
ممنوع اعراس ..
ممنوع الخروج خارج البيت ..
ممنوع أصحاب ..
يترك البيت بالصباح الباكر يتوجه الى مقر عمله بتلك الصحيفة الحكومية ..
ياخذ قلمه و يحد شفرته ..
اختصاصاته الارهاب و التطرف و حقوق المراءة ..!!
ينادي بحقوق المراءة و اخذها للحرية الكاملة ..!!
يطالب بقيادتهن للمركبة ..!!
يهاجم المتخلفين الذي يمنعون ذالك او حتى يعارضون مجرد معارضة ..!!
يتهمهم بالانغلاق و الشك و الهواجيس!!
العمل و اكل الرزق و مالك الصحيفة و طويل العمر عايوزين كذا أطروحات حتى لو لم تقتنع بها ..
6
المشهد الأول:
يجلس على مكتبه ..
تاتيه الطلبات و يتقدم اليه المواطنون جميعا ..
لا يعرف أحدن منهم
كلن يحمل هم المعاملة و هم الحاجة ..
يوقع لهذا و يتشفع لهذا ..
ويجري لمصلحة هذا ..
يخدم الجميع يستعمل التلفون فقط و يعطي الاوامر ..
ساعدوا فلان و انهوا معملة فلان ..
تنفذ الاومر و تحل الازمات .
يخرج الجميع من عنده وكلهم يرفع يده لله داعيا له و شاكر له و مثني على كرم اخلقه ..
مشهد اخر :
يجلس على مكتب مجاور لمكتب صاحبنا بالمشهد الاول ..
كل من اتاه يتعذر له بعد الاستطاعة و بعدم قدرته على تخليص المعاملات و تسريعها ..
يغلق المكتب ساعات طويلة و يفتحها ساعة واحده ..
لا يساعد و لا يقدم يد العون للغير بحجة عدم المقدرة و النظام فوقي وفوق الجميع ..
المشهد الاول : سكرتير المدير العام يخدم بأسم المدير العام
المشهد الثاني : المدير العام بشحمه ولحمه ..
عندما يستشعر الأنسان عظمة خدمة النااااااااس عند الله و عندما لا يستشعر هذه النعمة عند الله ..
بعض المشاهد المعاكسة التي قدرت أن أحصرها .. المجال مفتوح للجميع ..
