الموضوع: كلاكما محسن
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #3  
قديم 25/06/2010, 06:52 PM
صقر فيصل صقر فيصل غير متواجد حالياً
كاتب مفكر بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 22/11/2005
المكان: في زمنٍ حياديّ
مشاركات: 1,847
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو لارا@

هَؤُلَاء جِبَال عِلْم ، يُؤْخَذ مِن رَأْيِهِم ، فَالشَّيْخ ابْن بَاز هَرِم كَبِيْر أَتَّفِق عَلَيْه الْنَّاس بِقُوَّة حُجَّتُه، وَهُدُوّءْه مَع الْمُخَالِف ، حَتَّى أَنَّه اخْتُلِف مَع شَيْخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِيَّة رَحِمَه الْلَّه .

فَالْعُلَمَاء وَإِن اخْتَلَفُوَا تَضِل الْمَحَبَّة قَائِمَة مَعَهُم ، وَلَكِن الْتَّسْفِيه بِآَرَائِهِم انْتِقَاص مِن الْشَّخْص الَّذِي سَفِه رَأْي الْعَالَم .

الْعُلَمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء ، اجْتَهَادَاتُهُم تَضِل مَقْبُوْل مَالَم يَكُوْن الِاجْتِهَاد مُعَرَّضَا لِنَص قَرَأَني أَو حَدِيْث نَبَوِي .

لَكِن هَذَا يَمْنَع أَن تَسْفَه قَوْلُهُم ، وَتقَلَل مَن قِيْمَتُهُم ، وَتجْعَل مِن الْنَّاس تَقْذِف بِهِم ، فَهَؤُلَاء اجْتَهِدُوْا فِي مُخَالَفَة الْحَدِيْث ، فَكَم مِن عَالِم خَالَف الْدَّلِيل وَأَجْتَهِد ، وَنُقُوش عَلَى مُخَالِفَتِه لِلْحَدِيْث بِأَدَب وَاحْتِرَام .


لَكِن سَأَتَكَلَّم عَن الْشَيْخ الْكَلْبَانِي .. فَكَلَامُه مُخَالِف لِلِدَّلِيل ، وَإِن إِجْتَهَد ، لَكِنَّه نَعْت مُخَالِفِي الْغِنَاء وَالْمَعَازِف بِكَلَام لايَقَولِه شَيْخ قَارِئ عُرِف عَنْه الْهُدُوء وَالإِتِّزَان بِالْرَّأْي ، وَعَدَم الإِنْجِرَاف حَوْل الْأَهْوَاء

فَكَلَام الْشَّيْخ الْكَلْبَانِي خَرَج الْكَلَام مِن سِيَاق الِاجْتِهَاد إِلَى سِيَاق آَخَر غَيْر مُحَبَّب ( وَهُو قَوْلُه : أَن مَن يُحَرِّم الْغِنَاء مُصَاب بِجُرْثُوْمَة الْتَّحْرِيْم )

فَهَذَا الْكَلَام جَعَل مِن الْعُلَمَاء يُرَدُّوْن عَلَيْه بِأَقْصَى عِبَارَات الْرَّد ، ويُجَرَدُون مِنْه الْإِفْتَاء رَغْم أَن الْشَّيْخ الْكَلْبَانِي لَيْس مُفْتِيا بَل قَارِئ .. !!

إِلَى الْمُلْتَقَى صَقْر فَيْصَل ..



أخي أبو لارا ... أولا أشكرك على رقي طرحك، وحسن أسلوبك هنا، وهو ما أقول إن الكثير افتقدوها لدى اختلافهم مع الكلباني، وغير الكلباني.

بالنسبة للغناء، وحاله كحال أمور أخرى كثيرة، فقد سبق أناس كثيرون الكلباني في تحليله لآراء لهم في تفسير الآية أعلاه، وفي الحديث. والشيخ القرضاوي يعرض في فتواه كل تلك الآراء، التي جعلته يفتي بجواز الأغاني بثمانية شروط - واختلف معها الشيخ بن باز لكنه لم يسئ له، بل فسح لكتابه.

عن نفسي وددت لو أن الشيخ الكلباني وضع ضوابط كالتي وضعها القرضاوي. مع العلم أنني أرى أن اجتهاده جيدا، وقد قرأت رسالة الكلباني كاملة، ويبدو أن بذل جهدا كبيرًا ليخرج بهذه الفتوى التي لا أدعى أنني أتفق معها كلية.

تمنىت لو أنهم جادلوه بالتي هي أحسن، وتركوا عنهم التنابز بالألقاب والكلمات التي لا تليق بهم قبل ألا تليق به.

ونحن لا نريد الكلباني فقط بهذا، بل كل شيخ نختلف في رأي له أو فتوى، ولعلي أطرح سؤالا: لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم بيننا، ورأى فتوى الكلباني، واختلف معها، فهل ستلحق الكلباني منه إساءة أو سبًّا؟

وبالنسبة لقولك أخي الحبيب أن الكلباني قال: أَن مَن يُحَرِّم الْغِنَاء مُصَاب بِجُرْثُوْمَة الْتَّحْرِيْم .. فأرى أن من حق الكلباني أن نعرض حديثه في هذا الجانب كاملاً هنا، حتى لا نكون ممن يقولون "لا تقربوا الصلاة" ويسكتون.

والكلباني في معرض هذا يقول:

فبهذا يتبين لك أنه حين كثر الجدل في هذه الأيام حول ما أبديته من رأي في حل الغناء ، أني لم آت بما لم تأت به الأوائل ، بل إن الحدث قد كشف عوار أمة تحمل لواء النص ، وتزعم اتباعه ، وتنهى عن التقليد المقيت ، ثم هي تقلد أئمتها دون بحث أو تمحيص ، وتقف من النص موقف المخصص ، والمتحكم ، لأنه لم يوافق هواها !

وكشف الحدث أيضا أن هناك فئة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم منا مصابون بجرثومة التحريم ، فلا يرتاح لهم بال إلا إذا أغلقوا باب الحلال ، وأوصدوه بكل رأي شديد ، يعجز عن فكه كل مفاتيح الصلب والحديد ، لأنه يغلق العقول فلا تقبل إلا ما وافقها ، ولا تدخل رأيا مهما كان واضحا جليا ، ومهما كان معه من نصوص الوحيين ، لأنها اعتقدت واقتنعت بما رأت ، ولست أسعى في هذا المقال إلى أن أقنعهم برأيي ، ولكني أريد أن أثبت للمنصف أني لم أقل ما قلت عن هوى ، ولم أبح حراما كما زعم المخالفون ، ولست مبتدعا قولا أخالف به إجماع الأئمة والعلماء !


شكرًا لك يا عزيزي مرة أخرى أدب طرحك ورقيه ... وبارك الله فيك
اضافة رد مع اقتباس