[ حوار العقول ]
أمر عجيب .. وظاهرة غريبة
يعيشها البعض .. إن لم يكن الكل
أحداثٌ بين الأفكار تحدث .. وإذا بالواقع يصدق
قد تضن أنها مجرد صدفة .. ولكن الصدفة لا تكرر !!
وقد يقال قلوب الأحبة .. ولكن هل بين القلوب اتصال ؟
عندما يردد أحدنا بعض الكلمات في نفسه
إما آيات قرآنية مقدسة .. أو حتى مفردات أغنية
ويتفاجأ بأن من معه يردد ذات الكلمات !!
هل هي صدفة ؟!
عندما تحس الأم بما أصاب ابنها من مكروهـ
رغم بُعد المسافات .. وتباعد الأماكن
هل هي صدفة ؟!
أحداث كثيرة .. لكن المراد إيصال الفكرة
وهل هي مجرد صدفة .. متكررة ؟!!
أما أن هناك قرنا استشعار في كل إنسان ؟!!
في الحقيقة الأمور ليست مجرد توهم
بل هو حوارٌ بين الأرواح
وحديث لا تستخدم به الحواس الخمس
وقد تكون هذه هي الحاسة السادسة
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاء رجل وقد حدثته حاسته السادس بأمرٍ غريب
فقال: يا رسول الله .. أرأيت لو وَجَدَ أحدُنا امرأته على فاحشةٍ كيف يصنع؟!
إنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بأمرٍ عظيمٍ .. وإن سَكَتَ سَكَتَ على مثلِ ذلك
فَسَكَتَ النبيُّ ولم يُجِبْه .. فـ [لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ]
فلما عاد الرجل لبيته وجد ما كان يخشاهـ !!
فعاد إلى رسول الله .. وقال: إن الذي سألتُك عنه قد ابتُلِيتُ به !!
فـ هل هي صدفة أن يسأل ويجد ما سأل عنه ؟!
إذا كانت صدفة .. فما هو تفسير تصرف عمر بن الخطاب
وهو يخطب يوم الجمعة على المنبر
وفجأة يتوقف عن الخطبة .. ويصرخ :
يا سارية الجبل الجبل .. من استرعى الذئب ظلم
فتلفت الناس بعضهم إلى بعض
وكان عمر قد أرسل جيشا يقاتل المشركين وعلى رأسهم قائد يسمى (سارية)
متحصناً بجيل خشية أن يلتف الأعداء من خلفه
وما أن انتهت الصلاة حتى قال علي بن أبي طالب
ما شيء سنح لك في خطبتك ؟ قال عمر : وما هو ؟!
قال : قولك : يا سارية الجبل الجبل .. من استرعى الذئب ظلم
قال : وهل كان ذلك مني ؟! قال : نعم و جميع أهل المسجد قد سمعوه
قال : إنه وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا فركبوا أكتافه
وأنهم يمرون بجبل فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا وقد ظفروا وإن جازوا هلكوا
فخرج مني ما تزعم أنك سمعته
وبعد أن تمت منازل القمر .. ومضى على الحادثة شهر
جاءت البشارة بالفتح .. وقدم رسول الجيش وقال:
يا أمير المؤمنين هُزمنا .. فبينما نحن كذلك إذ سمعنا منادياً
يا سارية الجبل ثلاثا .. فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله !!
فهل هذه صدفة ؟!
ما هذا إلا إلهام وقراءة بما في عقل الأخر من أفكار خواطر
كما لو كان لدى البشر قرنا استشعار !!
فما يحدث شبيه بما يحدث لـ النحل [ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ]
فهو إيحاء وحوار بين العقول دون أن يخرج حديث وخطاب ألسن
وها هو الحوار بين اثني عشر رجل من الحوارين تم
ودخلوا الإسلام .. كل هذا بحوار العقول !!
[ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي
قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ]
وبالتأكيد ليس الوحي المقصود .. هو إرسال جبريل
لإنهم ليسوا أنبياء ولا رُسُل .. ولكن المقصود إيحاء العقول
وهو الإلهام والحوار فيما بينهم .. وقراءة أفكار الأخر
دون النطق بـ أي حرف وكلمة
وهو ما يفسر قوله [ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ]
فهو لم يقل أشم .. لإن المسافات كبيرة بينه وبين يوسف وقميصه
فهو احساس خاطر يعقوب .. لا شم بواسطة الأنف
خلاصة القول .. حاسة سادسة
تمكن في الشعور عن بعد .. واتصال عقل بآخر بشكل غير مقصود
