منذ أن كانوا صغاراً وهم مع بعضهم البعض , يلعبون ويسرحون ويمرحون , منال وياسر أبناء عمومة وعلاقة عائلتيهما أكثر من رائعة ! كبر ياسر ومنال وبدأ الحب بينهما يكبر وكلما كبرا أكثر كبر حبهما أكثر وأكثر .. ها هو ياسر يتخرج من الجامعة وها هي منال تتخرج من الثانوية العامة لم يصبر ياسر كثيراً بعد التخرج فجعل فرحة أهله فرحتين فرحة التخرج وفرحة عندما أعلن أنه يريد إكمال نصف دينه ويتزوج ! لم يعطي أهله فرصة البحث فمن يحبها بانتظاره , وتوقع أهله أنه يريد ابنة عمه منال فهم يعرفون أنه يحبها منذ صغره وهي كذلك .
فرح أبو ياسر باختيار ابنه بحكم أنه لن يجد أفضل من ابنة أخيه وفرح أبو منال كذلك عندما طلب أبو ياسر يد ابنته منال لابنه ياسر بحجة أنه أيضاً لن يجد أفضل من ابن أخيه ليحفظ ويصون ابنته. لم يتوانى ياسر عندما أخذ الموافقة المبدئية من أبي منال بأن يقوم بإجراء فحص الزواج ففحص ياسر وفحصت منال وكانت النتيجة سلبية ! أي لا أمراض قد تكون متوارثة بإذن الله .
لم يتحمل ياسر فرحة الخبر عندما سمعه من أمه فخر ساجداً لله فرحاً بقرب موعد لقائه بمنال .
تم تحديد موعد الرؤية الشرعية فاستعد ياسر أيما استعداد , لبس الثوب الذي فصله خصيصاً لهذا اليوم وتعطر من العطر الذي اشتراه خصيصاً لهذه المناسبة لأن هذا اليوم سيشاهد فيه منال حبيبة الطفولة , منال التي لم يرها منذ أكثر من خمس سنوات بحكم أنها كبرت وتغطت عنه , وصل ياسر إلى بيت عمه وانتظر في المجلس قدوم منال , انتظر اللحظة التاريخية بالنسبة له , انتظر لحظة فتح الستار , لحظات وإذا بمنال تدخل , منال تلك الطفلة الصغيرة أصبحت الآن فتاة شابة جميلة نظر خالد إلى عينيها وإذا بها ترمي سهام الحب إليه , تدفق الدم إلى قلب ياسر وبدأ قلبه ينبض بسرعة ! قدمت له كأسين من العصير أحدهما برتقال والآخر فراولة رفع يده وهي ترتجف واختار الفراولة اختار اللون الأحمر اختار لون الحب اختار الفراولة لأنه يعرف أنها تحب الفراولة , جلست منال مقابل ياسر, كان منظرهما كالنجمة والقمر عندما يتقابلان , حاول أن يتكلم ولكنه لم يعد يعرف ماذا يقول وبعد معركة بين الفم واللسان نطق لسان ياسر وقال : منال شلونك ؟ قالت منال على استحياء وشعرها يغطي جزء من وجهها : أنا بخير , ثم اكتفوا بعدها بتبادل النظرات , نظرات الذكريات القديمة ونظرات الحب القديم نهضت منال ثم قالت : أنا ماشية تامر شي قال ياسر : سلامتك .
غادر ياسر إلى منزلهم وهو يعيد لحظات دخول منال عليه لحظة بلحظة ومنال منذ أن دخلت غرفتها وهي تسترجع ذكريات الطفولة إلى لحظة رؤيتها لياسر هذا اليوم ولكن هذه المرة لم يكن ياسر الطفل كان ياسر الرجل !
كان يعتقد ياسر بأن لا شيء يمكنه أن يبعده عن منال ولكن حدث ما لم يكن يتوقعه أحد وأولهم ياسر ! فبعد الخطبة حدث هناك اجتماع للتباحث حول مستقبل ياسر ومنال بين العائلتين وهل هناك شروط من هنا أو هناك فقال ياسر بأن لديه شرط واحد فقط ولما سئل عنه قال بأنه لن يترك أبويه ويريد أن تسكن منال معه في المنزل خصوصاً لأنه الولد الوحيد بين أبويه وليس لديه سوى أخت أصغر منه فمنال بذلك ستأخذ راحتها في الدخول والخروج بحكم أن ليس لدى ياسر إخوة ذكور! ولكن لاقى ذاك الشرط رفضاً تاماً من عمه بحجة أنه يريد أن تعيش ابنته لوحدها حتى ولو في شقة مما حدا بياسر أن يرفض عندها قال عمه إذاً ليس هنالك زواج عندها انهار ياسر وانهمرت دمعته تلك الدمعة التي خرجت من أجل منال اتصل بأمه وطلب منها أن تسأل منال عن رأيها بالسكن معهم في المنزل فسألتها فقالت منال : (هم شي أكون مع ياسر وبس حتى لو بكوخ عندها انفرجت أساريره ظناً منه بأن موافقة منال ستكون هي الفيصل في الموضوع لم يعلم بأن عمه سيرد عليه رداً أشبه بالصفعة حيث قال عمه : ( مو بكيفها الرأي عندنا واحنا نعرف مصلحتها أكثر منها من الحين ناوية تقدم تنازلات ! )
فاتصل ياسر وهو يجهش بالبكاء بأمه وطلب منها أن تقنع زوجة عمه لعلها تستطيع إقناع عمه ولكنه لم يكن يعلم بأن زوجة عمه هي الأخرى رافضة لفكرة أن تسكن منال معهم في المنزل عندها خرج ياسر وأمه وذهبا للمنزل فدخل ياسر غرفته وأغلق الباب وهو غير مصدق لما حدث فلم يكن يتوقع أن يكون أحد أسباب عدم ارتباطه بمنال مثل هذا السبب !
ياسر يبكي من هنا ومنال تبكي من هناك وأهل ياسر يحاولون إقناع أهل منال بالموضوع ولكن دون جدوى وكان الفراق من البداية هو الحـل !
انفطر قلب منال بحكم أن ليس لها يد في الموضوع وتشتت ياسر بين عقله وقلبه أيرضخ لطلب عمه وزوجة عمه أم يرضي والديه ؟
ولكن ياسر اختار الثانية وقرر أن يرضي والديه , ولـكـن ! ما ذنب ياسر ومنال بأن يتم التفرقة بينهم وبين حبهم لأجل أعراف اجتماعية ؟

انتهـت ..

- بانتظار رأيكم الهادف البناء المحبب إلى النفـس