مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #10  
قديم 02/09/2004, 12:39 AM
شيروكي شيروكي غير متواجد حالياً
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
[ALIGN=CENTER]سابعًا: أدِّب نفسك... [/ALIGN]

في كثير من الأحيان نتناسى أنفسنا لننضم إلى أخطر صنف من البشر وهم الغافلين، فننسى أننا سنظل في كل لحظة من حياتنا في حملة تقويم وتهذيب لنفوسنا، فلا يصح أن نتركها وشأنها بل علينا في كل لحظة مراقبتها وسؤالها، فبهذا فقط تتم النجاة..

إن شابًّا أغوته امرأة، وتمادى معها بعض الوقت إلى أن أوصِد عليهما الباب فلما هم بالمعصية وجد شمعة.. فوضع إصبعه عليها وهو يقول لنفسه: إذا صبرتِ على هذه النار الضعيفة تركتك وشأنك، وإن لم تصبري فكيف تقوين على نار وقودها الناس والحجارة؟!. فهذا شاب تحركت نفسه، لكنه زجرها وأعادها بقوة؛ لا لشيء إلا لأنه يملك ز مامها فاستطاع أن يقودها.

وسيدنا أبو ذر الغفاري الذي أخطأ وعيَّر بلالاً الحبشي ذات يوم بأمِّه قائلاً له: يا ابن السوداء. فلما عاتبه النبي عاد إلى رشده، ووضع خده على الأرض،وأصَرَّ على أن يطأ بلال -رضي الله عنه- خَدَّه الآخر بقدمه .. فهو أصر أن يقمع نفسه تلك التي سمحت للسانه أن يتحرك بسوء ..

وعلى العكس إن رأيت من نفسك امتثالا لله ولأوامره فكافئها وأكرمها حتى تتوق دومًا للزوم الصواب..

[ALIGN=CENTER]ثامنًا: أن يخاف على نفسه من الخروج من الدين... [/ALIGN]

فإن اتباع الهوى يوشك بالمرء أن يشرك والعياذ بالله، وقد يقبل المسلم المفَرِّط أن يعصى الله لكنه أبدًا لا يقبل أن يكفر به، وربما لا يدرك العاصي أنه بفعله هذا قد يصل إلى هذه الهاوية، فالله –سبحانه- شدد في هذا الأمر: { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا } [الفرقان:43] فإن الهوى معبود العصاة والمذنبين.. وصدق الحسن المطوعي حين قال: (صنم كل إنسان هواه)... وهذا منحى صعب وخطير، فمن ذا يرضى بالوثن من دون الله.. فلنحطم أصنامنا .. ولنكسر أوثاننا…

والرسول يقرع الأسماع في هذه الجزئية بالذات فيقول: "المقيم على الزنا كعابد وثن"، ولا تتعجب فقد أصبح من السهل جدًّا الآن أن يقول شاب لفتاة: "أعبدك "..

والأقبح الذي أرويه -والنفس تشفق على أي مسلم من هذا المصير المزري- أن شابًّا عربيًّا مسلمًا ذهب في رحلة سياحية إلى إحدى الدول غير المسلمة، واتفق على شيء من الحرام مع فتاة، فلما صعدت إليه في غرفته بكامل زينتها، أعجب بجمالها حتى سجد لها المسكين إمعانًا في الترحيب بها لكنه -كما يروي الثقات من مرافقيه في هذه الرحلة- قُبض على هذه الحال!! وتاب أصحابه بعد ما رأوه لكن أين هو الآن؟! وما مصيره؟!! الله أعلم بحاله .

انزع أغلالك يا أخي فلا يريدك الإسلام شخصًا ضعيفًا متهافتًا إن مُنعت عنه "سيجارة" مثلا.. طاف يصارع نفسه، ويسُبُّ ويلعن كأنه طفل قد غابت عنه رضعته، وإن لم يظفر بها غامت الدنيا في عينيه.. الإسلام يريدك عزيزًا لا تخضع لشيء في هذه الدنيا.. شامخ الجبهة إلا لله.. الإسلام جعلك في هذه الدنيا لتحكمها، فأي حاكم هذا الضعيف الذليل لشهوة؟!.. ملَّكه الله العالم وهو يسعى لأحقر ما فيه !!.

[ALIGN=CENTER]تاسعًا: إدراك طبيعة الصراع مع الشيطان : [/ALIGN]

فلا بد وأن يعي المرء أن الشيطان يريد أن يخدعه بهذه الشهوة ويفوز بمعركته، وفائدة هذا الإدراك أن يظل الإنسان متنبهًا واعيًا ي قظًا كالجندي على برج المراقبة، لأن الشيطان لا يأتي للإنسان ويقول له: هيا إلى الزنا، ولكنه يفعل ذلك من خلال عملية متواصلة وصراع لا ينقطع وخطوات مرتبة ومنظمة، وبالتالي فلا تتصور أنك تستطيع أن تقهره دون ترتيبات وتحصينات.
فالأمر أمر "جهاد".. والجهاد لا يأتي بزِرٍّ تضغط عليه فينتهي الأمر لكنه عملية مستمرة من المجاهدة والتعبد والتعب والبذل..كما لا بد أن نعي طبيعة هذا الجهاد ..

فيمكن مثلا في هذه المعركة أن يتقهقر الشاب قليلاً إلى الوراء لكنه لا ييأس بل يعاود الكَرَّة ويهجم، ولا مشكلة أبدًا إن أصابته بعض الجروح من أثر التدافع والطعان، لكن الأهم ألا نستسلم ونبكي على جرحنا؛ لأن هذا هو ما يريده العدو، وأعني بهذا ألا يهول لنا الشيطان ما نقترفه من أعمال لا ترضي الله فنظن أننا قد هلكنا إلى الأبد.. فتضعف نفوسنا فيسهل على الشيطان اختراقها.

ومن مداخل الشيطان في الأمر كذلك أنه يلجأ أحيانا إلى تهوين الامر في عينيك فتتصور أنه لا معركة ولا شيء من هذا القبيل، وهو ما فطن إليه بعض السلف فنبهوا : "الغالب لهواه أشد ممن يفتح مدينة وحده"... إذن فالانتصار فيها نصر عظيم وفتح من الله.. كما أن الأمر ليس بالسهولة التي يهيئها لنا الشيطان.

[ALIGN=CENTER]عاشرًا: معرفة عِظَم الأجر الذي ينتظر المنتصرين :[/ALIGN]
ويكفيك أخي الكريم أنك ستنال مرتبة من الجهاد؛ فالجهاد الذي يُعَرِّفه الرسول : "المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله"، فأيًّا ما كان تعبك وضيقك وإحساسك بأن الدنيا قد أُغلقت في وجهك، فلا تبتئس واعلم أن كل ما تعاني منه هو نفس ما يعاني منه المقاتل في الميدان من جهاده لنفسه وإلزامها بالبذل والعطاء..
بل إن مجاهدة نفسك تصل بك إلى مرتبة من أقصى درجات الجهاد.. وهذا ما أكده الحسن البصري حين سُئل: أي الجهاد أفضل؟ قال: جهادك هواك.. وليس الأمر أمر تهويل منه أو كذا ولكنها كلمة أحد المصلحين حين قال: إن ميدانكم الأول أنفسكم... فإن انتصرتم فيه كنتم على غيره أقدر... فمن جاهد هواه سهل بعد ذلك أن يجاهد عدوه...

ويكفيك أخي أن تعلم أن الله معك .. إذن النصر مضمون إن شاء الله.. وليس أدل على ذلك من أن الله في الحديث القدسي يقول للشاب التارك شهوته من أجل الله: "أنت عندي كبعض ملائكتي" .
اضافة رد مع اقتباس