مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 29/08/2004, 01:07 PM
الماسه الزرقاء الماسه الزرقاء غير متواجد حالياً
ميسو
تاريخ التسجيل: 22/06/2002
المكان: حيث أنا ..
مشاركات: 7,243
Red face دارفور.. حينما يتباكى الجاني على الضحية ,,

[ALIGN=CENTER]




دارفور .. أسم ظهر فجأة في الأخبار في تلك الأيام
وأصبحت القنوات الفضائية تتسابق لنشر أخبار هذا الإقليم الذي لم نكن نسمعه في السابق
والذي له ارتباط بالطبع بالسودان ..
لم أكن أعلم شيئا عن هذه القضية ولم استوعب ما يدور فيها
فمرة نسمع بمجلس الأمن يتحدث عنها وأخرى نسمع بأن لأمريكا وفرنسا علاقة بها ..
ظهرت هذه القضية بعد مشكلة العراق التي لم تنتهي إلى الآن ,
وأثارت جدلاً كبيراً وأسئلة عديدة في أذهان الناس لم تجد الإجابات الكافية لها ..





أحببت أن أنقل لكم ما قرأته عن هذا الإقليم في إحدى المجلات وعن أصل المشكلة فيها ,
فربما هناك من هو مثلي لم يفهم أبعاد القضية جيداً.

وسيكون الموضوع على جزأين بإذن الله وسأتطرق في هذا الجزء عن إقليم دارفور
وطبيعة القبلية الموجودة فيها وبعض الأمور الأخرى ,
وأتمنى أن لا أثقل عليكم ولكن ينبغي لنا أن نعرف ماذا يدور في أوطاننا العربية
.




إقليم في حجم دولة

يقع إقليم دارفور في أقصى الغرب والشمال الغربي للسودان وتصل مساحته إلى ما يقارب 200 ألف
ميل مربع وهو بهذا يمثل خمس مساحة السودان وهو أكبر من مساحة مصر وأكبر من فرنسا ,
ويشكل دارفور الحدود السياسية لدولة السودان مع 3 دول مجاورة هي ليبيا وتشاد وافريقيا
الوسطى وهو بهذا يعتبر بوابة السودان من الجهة الغربية التي تفتح مباشرة مع هذه البلدان الثلاث
من دون أي عوائق أو موانع طبيعية مما جعل التدفقات السكانية والقبلية مستمرة عبر القرون
بصورة لا تبدو فيها فواصل ثقافية أو عرقية .




مملكة الفور 1445 م

يحتفظ هذا الإقليم – برغم فقر وبؤس الواقع – بتاريخ حضاري طويل , يمكن أن نختصر مسافته في
هذه القراءة بحيث نبدأ بتأسيس ( مملكة الفور) التي تكونت على يد ( سليمان صولونج ) في عام
1445م..
تقول كتب التاريخ التي أرخت لهذا الرجل : إنه ينحدر من " أصل عباسي " جاء إلى الإقليم
من "تونس" وتزوج من ملكة الفور ومنه انحدرت سلالة ( ملوك الفور ) ومن هنا فإن واقع التاريخ
يشهد بقدم عروبة مملكة الفور , وواقع الحال يشهد بأنه أكثر أقاليم السودان – وربما العالم – حفظاً
للقرآن ( الأطفال الصغار والرجال والنساء معظمهم أو جميعهم يحفظون القرآن ) ومن ملبسهم
وثقافتهم وتقاليدهم فإن كل ذلك يشهد على فضح الأكاذيب والادعاءات التي تتحدث صباح مساء
عن " التطهير العرقي للفور ! " أي أن العرب يسحقون الفور .
فهل هناك أإشكال وصراع حضاري على هذا النحو الذي تتناقله دوائر الإعلام الغربية وتقتات منه
بقية القنوات ؟.




متى انضمت للسودان ؟

تتحدث الكثير من الجهات التي تُغذي الرأي العام العالمي عن (تعسف ) في ضم إقليم دارفور للسودان
وان المركز الخرطوم يمارس القوة في الإبقاء على هذا الإقليم وهذه أيضاً ( أضحوكة ) مفضوحة من
عدة جوانب.
أولاً : لم يكن هناك قبل ( اتفاقية سايكس بيكو ) خرائط سياسية للدول العربية والإسلامية على هذا
النحو .. والسودان واحد منها .. بمعنى أنه لم يكن في الوجود بلد اسمه ( السودان ) بهذا الشكل
الموجود حالياً ... إنما كانت لفظة " السودان " عبارة عن تسمية تمتد حتى السنغال ..
فكيف يقال إن هذا الإقليم يحتفظ به المركز عنوة ؟ وهل هنالك إقليم من أقاليم السودان انضم إلى
السودان باختياره ؟ هذه أيضاً مغالطات للجغرافيا والتاريخ صنعها ( الغرب ) والآن يريد أن ينقض
غزله بيديه لكن تنقصه الصراحة!




سلطنة علي دينار

كانت مملكة الفور التي تأسست في عام 1445م كما سبقت الإشارة مستقلة مثلها مثل أي إقليم أو
مملكة أخرى قبل أن تظهر الدولة القطرية الحالية واستمرت مستقلة حتى جاءت معركة شهيرة اسمها
معركة منواشي في عام 1774 م لتنضم بها مملكة دارفور لــ ( كيان ) السودان في شكله القائم
وقتذاك ودانت كذلك لدولة محمد علي باشا في مصر إلى عام 1884م حيث أعلنت انضمامها لدولة
المهدية وبقيت تحت حكم المهدية ثم استقلت بعد العام 1898 م إلى العام 1916 م وأصبحت ( سلطنة
الفور ) تحت حكم السلطان علي دينار الذي يعتبر من أقوى وأشهر رجال الحكم في تاريخ السودان
حيث كان يُرسل كسوة الكعبة المشرفة ويهتم بالحج والحجيج وكانت له أملاك بالحجاز – ولا تزال
باسمه ملكاً للحكومة السودانية بمدينة جدة – وحفر آباراً للحجيج المتدفقين من المدينة المنورة عند
ميقاتهم المكاني " ذو الحليفة " وتعرف حتى الآن ب " آبار علي " وكانت فترة سلطنته حوالي 18
عاماً فقط حيث كان له موقف واضح في تأييد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى الأمر الذي
أغضب الإنجليز فأنهوا سلطنته وضموها إلى الحكومة المركزية في الخرطوم عام 1916 م.




تداخل قبلي كثيف

تعتبر منطقة (دارفور ) من أكثر بقاع الأرض تعدداً في القبائل وتداخلاً بين هذه القبائل .. عدد سكان
الإقليم –داخل السودان- يصل إلى 6 ملايين نسمة (وهو نفس عدد سكان دولة تشاد المجاورة )
وسكان إقليم دارفور في جذورهم الثقافية والحضارية يمثلون امتداداً لقبائل في تشاد والكاميرون
ونيجيريا وإفريقيا الوسطى وغيرها لتكون (دارفور الكبرى ) على غرار ( الشرق الأوسط الكبير ) !
يقول الأستاذ علي إسماعيل العتباني ( رئيس مجلس إدارة صحيفة الرأي العام السودانية ) : "رغم
إن منطقة دارفور أصبحت منطقة طاردة منذ بداية الفتن القبلية الجفاف في الثمانينات إلا أنها ظلت
تستقبل يوميا عشرات الآلاف من دول غرب إفريقيا .. ونتيجة التحولات المناخية – انعدام الأمطار في
بعض السنين – ونتيجة للحروب التي حدثت , الحرب (الليبية التشادية ) والحرب ( التشادية
التشادية ) و حرب إفريقيا الوسطى فإنها في السنين التي خلت ظلت تستقبل قرابة المليون لاجئ
أصبحوا الآن ( دارفوريين ) ..حينما لجأ الآلاف من إريتريا وإثيوبيا للسودان سميناهم لاجئين , لكن
الذين لجأوا إلى دارفور أصبحوا من صميم نسيجها الاجتماعي .. العابر للحدود (اتوماتيكياً ) يصير
دارفورياً بعد أن يلبس العمامة السودانية فيأخذ الجنسية .. وهؤلاء المليون لاجئ معهم مليون قطعة
سلاح غير مرخصة .. إننا حينما نتكلم عن دارفور لا نتحدث عن حي من أحياء العاصمة يسهل ضبطه
إننا نتحدث عن رقعة جغرافية توازي مساحتها مساحة " كينيا وأوغندا و بورندي ورواندا " ورغم
ذلك فإن التدخل الخارجي الدولي هو السبب في الأزمة الحالية بتسليح الخارجين عن القانون .
ومن حديث الأستاذ العتباني يتضح حجم معاناة المركز مع هذا الإقليم وليس العكس




التشكيلة السكانية

إذن عرفنا أن دول الجوار من غرب إفريقيا (تفتح) معظمها على دارفور, فإن تشاد وحدها التي تئن
بـ 150 قبيلة تتداخل مع (دارفور) بـ 13 قبيلة , ففي دارفور توجد القبائل الرئيسية الثابتة بانتمائها
الأصلي للإقليم لكن هذه القبائل يرقد بعضها في جزئين جزء في السودان والآخر بتشاد ! مثل قبيلة
( الزغاوة ) كبرى قبائل دارفور , وفي ذات الوقت هي قبيلة رئيس دولة تشاد الرئيس الحالي "
إدريس دبي" ويتوزع سكان دارفور – بالتقريب إلى 75% هم سكان الريف و 15% من المتنقلين و
10% فقط يسكنون المدن .. وهذا يعطي أيضاً مؤشراً واضحاً على بعد السكان عن التمدن والتحضر
ومواكبة تطورات العصر العلمية والتقنية ..
ومن أشهر قبائل الإقليم : ( الزغاوة – الفور – التنجر – البرتي – البني هلبة – الهبانية – الزيادية
– الرزيقات – الماليت – المعاليا – التعايشة – الميدوب – البرقو – الداجو – البني حسلين –
التاما – الماهرية – المجانين- السلامات – المسيرية- العريقات – العطيفات – المحاميد – التعاليا-
المراريت- الفلاته- بني منصور – وروق- الصليحاب – الميما- الترجم – الهوارة – الجوامعة –
البرنو-.. إلخ )




مسلسل نزاع القبائل

قد يظن الناس أن دارفور كانت – عبر التاريخ – تعيش حياتها الطبيعية بلا مكدرات أو نزاعات
قبلية .. وعكس ذلك هو الصحيح .. لكن في السابق لم يكن شيء اسمه ( النظام العالمي الجديد )
الذي نعيشه الآن .. كانت القبائل تتقابل وتتصالح بنظام "الجودية" المعروف قبلياً هناك حيث يجلس
الخيرون من المتخاصمين ويقومون بإصلاح ذات البين .. لكن الآن تغذى النزاعات القبلية بالأسلحة
الحديثة وبمعسكرات التدريب العسكرية !
النظام العالمي الجديد يفعل ذلك ويمدهم بالسلاح ثم يقيم المآتم على الضحايا! كانت دارفور في
السابق وإلى اليوم لا تعرف استقراراً بسبب توزيع السكان بين مهنتين وحرفتين أساسيتين
( الزراعة ) و ( الرعي ) وهذه احتكاكات طبيعية تحدث في أي مجموعات إنسانية .. كثيراً ما تهجم
المواشي والأبقار على مزارع المزارعين بقصد أو بغير قصد وتحدث حينها النزاعات .. أو تحدث
لأي أسباب أخرى تتعلق بالاحتكاك المعيشي بين المجموعات السكانية المختلفة .. ففي بداية
السبعينات حدثت سلسلة نزاعات في معظم الإقليم بين ( المعاليا والزريقات ) و ( الزريقات
والمسيرية ) وفي أواخر السبعينات بين ( التعايشة والسلامات ) أما في بداية الثمانينات فقد حدثت
النزاعات بين ( الزغاوة والفور ) المتحالفين الآن ضد ( العرب) ! كان ذلك عام 1982 م .. وفي
عام 1989م حدث النزاع بين ( الفور والعرب ) وتمت معالجته بمؤتمر صلح في الفاشر برعاية
الرئيس البشير الذي كان في أيامه الأولى للحكم .
ثم حدثت منازعات بين ( الفلاته والقمر ) عام 1996 م والآن تحالفت ( المساليت والفور
والزغاوة ) ضد ما يعرف بــ ( العرب )





حقيقة اضطهاد العرب لغيرهم

هل يوجد بالفعل تطهير عرقي في دارفور؟ هذا هو السؤال الأكثر إزعاجاً من جملة الأسئلة التي تظهر
على السطح الآن ..
أولاً : يعرف السودانيون أنفسهم والناس من حولهم أنه لا يوجد (نقاء عرقي ) حتى في شمال
السودان يجعل القبيلة أو الفرد منها يعتز بأصله ( العربي النقي الصافي )! ليس من شيء كهذا في
السودان أصلاً .. الجميع يعرف أنهم خليط من دماء عربية وأخرى أفريقية .. قد تزيد نسبة العربية
هنا أو تزيد نسبة الإفريقية هناك .. ولا أحد يشعر بانزعاج أو دونية لسبب بسيط جدا وهو أن الذي
خلق الخلق و أوجدهم هو الله وحده وهذه مسائل لا خيار فيها ومن هنا فإن خلع صفات " التطهير
العرقي " على نزاعات دارفور لا يقترب من الحقيقة أو يدانيها .. لو كان الأمر في الشمال لكان
الأقرب إلى التصديق - حيث تزيد النسبة العربية على الإفريقية – لكن في الغرب والكل يكتسي
بالسواد فإن أمر غلبة العنصر العربي وممارسته للتطهير لا يمكن أن يصدقه العقل .




حقيقة الأحداث الأخيرة

يقول الفريق الركن آدم حامد موسى – الوالي السابق لولاية جنوب دارفور – الذي واكب تطورات
الأحداث الأخيرة : ( هذه الأحداث بدايتها ليست جديدة .. نحن نعرف ذلك وأهل دارفور يعرفون ذلك
إنها تعود " في شكلها الحالي " إلى مطلع السبعينات وتبلورت أكثر في الثمانينات وذلك بسبب
الحراك القبلي حيث تنزح القبائل الشمالية جنوبا بحثا عن المراعي لأن الزراعة في الأجزاء الشمالية
مع انعدام الأمطار أصبحت لا تنتج ومن هنا تحدث الاحتكاكات مع أهل الجنوب في قراهم الثابتة
وأرضهم الغنية .. وإلى هنا فإنها نزاعات قبلية ثم تطورت إلى " جهوية " تمثلها الولاءات العرقية
والثقافية والحزبية وتدخل العامل الخارجي لتصبح اكثر فظاعة لأننا قلنا إن التدخل الخارجي أغرى
فئات أخرى بالاستثمار في هذه الأجواء ففتحوا معسكرات تدريب بالإضافة لمعسكراتهم في دولة (
إريتريا ) التي تتبرع دائما بسخاء لكل من يريد إيذاء السودان .. وبعد ذلك تطورت الأمور لتصبح (
حرباً عسكرية ) "




إلى هنا ونكتفي بهذا القدر والبقية سأسردها في الجزء الثاني من الموضوع والذي سيحتوي على ..
قصة الجنجويد !

التورط الألماني والفرنسي !

هل لإسرائيل دول في صراعات السودان ؟

لماذا هذا التمرد أصلا!

شكوك حول حقيقة الوضع الإنساني في دارفور..

لماذا نقلت أمريكا القضية إلى مجلس الأمن بعد مرور عشرين يوماً فقط
رغم أن التعهدات كانت مدتها ثلاثة أشهر ؟




تقبلوا تحياتي
الماسه الزرقاء



[/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس