مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #9  
قديم 21/03/2010, 09:47 AM
نديم الهوى نديم الهوى غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 07/04/2006
مشاركات: 49
مدمن النت، شكرا لك بكمل ولا يهمك، موج الخليج الأزرق، سوف أكمل هنا أكثر من الحلقة 18 التي وصلتها في ذلك الموقع،،،، بالنسبة للنشر شروطهم لا توافقني في الوقت الحالي وسوف أتابع سرد القصة حتى تكون شروطي هي التي تقبل، أبو حمدان، شكراً للمشاركة وابشر يا ولد عمي بالحلقة التاليه عشانك، W.H 50حياك الله، بكملها عند الزعيم.




الحلقة الرابعة
بعد أن قحش والدي الملايين والخيرات من مدينة الدمام حتى نهاية حرب الخليج الثانية، أي غزو صدام الكويت، بدأت بوصلة الدراهم أو الحنين تشير له بالتوجه نحو المنطقة الغربية، ومدينة جدة تحديداً،خاصة عندما تقدم به العمر، وفعلا تخلص من النقليات والمقاولات في عز ذروتها بعد تحرير الكويت بأقل من سنة، حيث ما لبثت أن تدهورت بعد ذلك ووصلت للحضيض. لكن أمكنه التخلص منها في الوقت المناسب وجمع أكبر قدر من الأموال الكاش وذهب إلى مدينة جدة وأستقر بها بشكل نهائي. في تلك الفترة غادر السعودية الكثير من الجالية اليمنية وتركوا خلفهم الكثير من المحلات التجارية ومن ضمنها عمائر سكنية وتجارية، فقام بشراء العديد من العمائر والعقار بأسعار متهاودة، فالعمارة التي قيمتها 6 ملايين كانت تعرض ب 3 ملايين ولا تجد من يشتريها. فكانت مرة أخرى نقلة نوعية ونهائية على ما أعتقد في مسيرة أبي في النجاح في التجارة. والآن ولله الحمد هو جالس في جدة يسبح بحمد الله ويأتيه خراج تلك العمائر وهو يتابع محطة الجزيرة أو يلعب مع أحفاده وزوراه الذين لا ينقطعون بعد أن خرج طفلاً عمره نحو 9 سنوات مشيا على الأقدام لمسافة 400 كلم بحثا عن لقمة العيش. بقي شيء واحد لم أذكره لكم، فأبي يطبق بحرفية على ثروته مبدأ (ما لقيصر لقيصر) يعني access denied to his treasure

أعود بكم إلى لندن، فقد غادر أبي وأخي الكبير والصغير وبقيت أنا وأخي المريض لوحدنا في الشقة، وبدأت في العناية به بشكل مكثف فقد كنت أختار له بحرص شديد أفضل الوجبات المغذية والصحية وأحاول أن تكون السلطات والفواكة والأغذية كلها معقمة لأن مناعته كانت أقل من المستوى المطلوب بعد أن قام بعملية نقل نخاع من أخي الصغير إليه. كنت أعمل له إفطار الصباح كورن فلكس محلى بالعسل من أجود أنواع العسل من هارودز وحليب طازج يوميا يصل إلى عتبة العمارة كل صباح كعادة وهو تقليد بريطاني بدأ عام 1880 بعربات تجرها الخيل، قبل ذلك كان العربات تجر خزان حليب كبير وتعبى في دلال أصحاب المنازل، وأذهب بعد ذلك إلى Link School of English لتعلم الإنجليزية، والمدرسة لحسن الحظ على بعد خطوات من السكن، في شارع Westbourne grove أي أنه أثناء السير في الكوينز واي، يكون مركز الوايت ليز على الشمال، وعندما ينتهي المركز يكون في نهاية الشارع PUP، تتجه لليسار وهنالك بعد حوالي خمس محلات تجارية توجد المدرسة، وهي في الدور الثاني. بعد المدرسة أعود فأشتري له من محلات الحلال الموجودة تحت المدرسة، الدجاج، أو لحم الخراف الطازجة، وهي لذيذه جدا أكثر لذة من اللحوم الموجودة في السعودية، فتخيل خرفان تتغذى على الأعشاب الطبيعة الممتدة على مدى البصر وتشرب من مياه الأنهار أو الأمطار التي لا تنقطع، لا شعير مجفف ولا كيماوي ولا حرارة تقطع أنفاسها أو أحواش ضيقة تؤثر على طراوة لحومها, فكان الفرق كبير في الطعم، حتى لو لم يستخدم سوى الملح والفلفل الأسود أثناء شيها، يكون لها طعم غاية في اللذة. وبعد أن أشتري اللحوم أعرج على بائع خضار في مدخل نهاية شارع الكوينز واي، وهم عائلة يهودية لا تزال إلى الآن تمتهن نفس العمل وصداقتي مستمرة معهم وأزورهم كلما نزلت إلى لندن حتى يومنا هذا، فكنت أبتاع منهم مقدار طبخة ليوم أو يومين فقط، حرصا أن يكون الطعام طازج قدر الإمكان. ومن ثم أعمل له غداء وعادة يكون غداء وعشاء. وكالعادة الأخوة الجزائرين لا زالو يأتون زرافات ووحدانا وكنت أعمل حسابهم يوما بعد يوم، حتى أصبحت طباخ رسمي لحضراتهم. بدل الدجاجة صرت أضع دجاجتين أو ثلاث، أو فخذ خروف كامل، بل أن بعضهم أصبح يقترح بقوة عين أن أتعلم الكسكسي، عشان أرضي جميع الأذواق ولا أكون "متعصب لأكل السعودية على قولته". كان أخي يعتبر مرشدا عاما "للإخوان الجزائريين" بينما أنا "الطباخ العام" لهم، فإزداد حنقي علي ما آلت إليه الأوضاع فأخبرت أحد زملائي في المعهد واسمه حمدي المصري وآخر اسمه فارس وهو ايراني الأصل، حمدي كان يشتغل في مطعم رمضان في شارع الكوينز واي، وكان يدرس في المعهد فقط للحصول على الاقامة والغرض من وجوده في لندن هو العمل فقط وليس اللغة، فارس كان من أبناء اللاجئين السياسين الإيرانيين. أخبرني حمدي المصري بأن الحل لديه، وبما أن أخي لن يأكل إلا طعام المسلمين فهو متبرع أن يعمل له الطعام يوميا من المطعم مقابل مبلغ بسيط، هو نفس المبلغ الذي يكلفني ثمن المقاضي، ولكن لكمية تكفي 2 أو 3 أشخاص على الأكثر، وبهذا قطعنا التموين عن "الإخوة" أو "تجفيف منابع الدجاج" مما نتج عنه أن خفت حركة الرجل عن الشقة 41 Ralph Court. فأصبح لدي وقت أكبر للحركة والخروج في شوارع لندن وزيارة متاحفها وحدائقها والسينما وما إلى ذلك. ومع مرور الأيام بدأت أتقن اللغة الإنجليزية بسرعة رهيبة لأن الجو العام وطريقة التدريس جعلت تعلمها سهل جدا بالنسبة لي، وقد كنت أعاني كثيرا قبل ذلك من الصف الأول متوسط وحتى الثالث ثانوي لم أستطيع أن أنجح إلا بالغش واللف والدوران في هذه المادة. حتى مظهري العام قد تغير 180 درجة، فقد انتظرت إلى أن أتى مناسبة Guy Fawkes وهي عيد يقوم في البريطانيين باشعال الحرائق في المنتزهات العامة وفي الساحات، احتفالا بنجاة الملك جمس الأول في العام 1570 عندما قام بعض رجال الدين بمحاولة نسف البرلمان عليه لإعتقادهم بأنه لا يطبق التعاليم الدينية المسيحية كما يجب، أي أنه كان ليبراليا أكثر مما يجب، ولكن المؤامرة كشفت بالصدفة وتم حرق رجل الدين Guy Fawkesـ وأصبح ذلك اليوم يحتفل فيه كل سنة باحراق الأشجار والألعاب النارية. قمت باستغلال هذا الحفل الكبير وحرقت بها جميل الملابس التي أتيت بها من الدمام من سوق عيال ناصر وسوق الخميس بالقطيف وعلى رأسها بالطو هتلر عديم اللون، كريه الرائحة. كما قمت بقصة شعري لدى Andrew Jose وبسبب توفر السيولة المالية، صرت ألبس أجمل الملابس من Top man و Selfridges وغيرها من المحلات التي كانت مشهورة تلك الأيام. فأصبح شكلي مقبول، أي مقبول يا عمي، كنت والله وسيم لدرجة كانت الفتيات هن اللائي يتحرشن بي، وأنا أتهرب خجلا وكذلك لعدم وجود الثقة الكاملة بأني أستطيع أن أعبر عن نفسي كما يجب، فأقول يا ولد خلهم يحسون إنك ثقيل ولا تتورط بسوالف منت قدها.

وفي أحد الأيام وعند بداية فصل الخريف كنت سائراً بجوار بحيرة السربنتاين في وسط الهايدبارك وحفيف الأشجار حولها يصدح في إذناي، والرياح الباردة تتلاعب في الأوراق الذهبية المتساقطة من فروع الأشجار فتأخذها بعيدأ نحو المجهول. وقد أصبح اليوم قصيرا جدا والمساء يأتي بسرعة، والأشجار التي كانت خضراء باسقة أصحبت الآن جرداء موحشة وفروعها كأنها أشباح تحيط بي من كل اتجاه. فجلست خارج أحد الأكواخ التي الواقعة قبالة البحيرة وتستخدم كمقهى ،وكانت الاضاءة خافته كأنها تزيد المكان وحشة. طلبت كوبا من القهوة لعلها تبعث الدفء في داخلي وجلست بالقرب مني فتاة جميلة تضع مساحيق براقة يعكسها الضوء في العتمة. ابتسمت لي وأخذت تتحدث معي عن الجو وكيف أنه موحش ويزيد الشعور من الوحدة، وافقتها الرأي وتحدثنا قليلا، وبدون مقدمات طويلة طلبت مني أن أرافقها للسهر سويا في أحد النوادي الليلية في الجهة المقابلة من الهايدبارك، يسمى sombrero، وافقت مترددا فهذه أول تجربة لي أن أواعد فتاة، ولكن في تلك الأيام كنت شابا غرا فقررت أن أخوض التجربة، فأخذت منها العنوان ووعدتها أن أكون هنالك بعد أن أطمأن على أخي وأتأكد أنه قد تناول عشاءه.

عددت للشقة وأعددت العشاء لأخي وأخبرته أنني سوف أتأخر بعض الشيء فدعى للي بالتوفيق وأن يحفظني الله من كل سوء وخرجت وركبت الاندر قراوند من Bayswater station إلى High street kingston station، بحثت عن النادي الليلي ووجده دون عناء وكان في الطابق السفلي، أي تحت الأرض. عندما دخلت وجدت أحد لاعبي الخليج المشهورين يلبس ثوب عماني (جنسيته ليست عمانية، لكنه كان أحد هدافي دورات الخليج) وجالس في النادي وكأنه في قهوة أبو حمدان (أول مرة أدخل نادي ليلي) جلست في أحد الطاولات والناس من حولي سكارى وهم سكارى وحثالة كذلك وعبق الدخان يتكم الأنفاس في جميع أرجاء المكان وصوت الموسيقى الصاخب يخترق الأذان. وصلت الفتاة التي كنت في معيتها في حديقة الهايدبارك، ولم أتبين ملامحها مرة أخرى لأن المكان لا تضيئة سوى الأنوار التي تتراقص مع الموسيقى، رحبت بها وطلبت لها قهوة سكر زيادة، لأني رفضت أن أطلب لها خمرا، وطلبت لي عصير برتقال. ضحك الجرسون من طلبي ولكنها سرعان ما عاد وقدم لنا الطلبات. أثناء الحديث معها طلبت مني أن نرقص سويا خاصة عندما أتت أغنية مشهورة تلك الأيام وهي أغنية Careless Whisper، عندما هممت بالوقوف رأيت زميل قد تعرفت عليه من قبل اسمه أحمد الحبتور من الإمارات العربية، كان يدرس في لندن، فنظر لي نظرة غريبة وكأنها متضايق من شيء. ابتسمت له وتقدمت وسلمت عليه وقلت ما بك يا أحمد تنظر إلي هكذا، رد علي بضيق شديد، نديم هل تعلم مع من تجلس الآن، رددت لا، فتاة تعرفت عليها عشية هذا المساء في الهايدبارك، ودعتني الليلة، لا أعرف سوى اسمها الأول. قال يا حبيبي هذيه الفتاة الآن كانت رجلاً حتى السنة الماضية وهي معروفة في هذا المكان وقد عملت عملية وتحولت إلى فتاة، ولا أظن أنك ترضى بالوضع المهين هذا. لم ينهي كلامه إلا وتذكرت ذنب السوداني الذي قابلته في الحلقة الأولى وأصبت مثله بشحنة كهرباء 200 ألف فولط، وذهبت مسرعاً نحو الحمام، كرمتم، وأفرغت ما في جوفي وأحسست كأني في سجن أو في قبر وذنوب الدنيا قد اقترفتها وحلت مصيبة كبيرة فوق رأسي. صعدت السلالم هربا من هذا الماخور ولحق بي أحمد ليطمئن علي، وكان لديه سيارة زد أكس حمرا اللون وقال أركب معي، سأخذك لمقهى ترتاح فيه أو إلى السكن لتنام، قلت لا ، لا تأخذني للسكن خذني للمسجد الرئيسي في لندن في green park ، وسرعان ما وصلت هنالك قبل صلاة الفجر فصليت ركعتين استغفرت فيها رب العباد وطلبت المغفرة وفتحت المصحف وقرأت، بسم الله الرحمن الرحيم (طه، ماأنزلنا عليك القرآن لتشقى،إلا تذكرة لمن يخشى، تنزيلا ممن خلقالأرض والسماوات العلا، الرحمن على العرشاستوى،له ما في السماواتوما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى،وإن تجهر بالقولفإنه يعلم السر وأخفى،الله لا إله إلا هوله الأسماء الحسنى)
يتبع
اضافة رد مع اقتباس