مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #14938  
قديم 02/03/2010, 12:32 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ El Blanco_7
El Blanco_7 El Blanco_7 غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/01/2007
المكان: المد رابـ جدة ـغ ينة
مشاركات: 1,659

زيدان: " كرة القدم أعطتني كلَّ شيء "



عندما يكون في بعض الأحيان واقفا في محطة الوقود شمال مدريد كي يملأ سيارته ، أو يتواجد في مطعمٍ إيطاليّ أو يأتي إلى بوابة المدرسة الفرنسية ما بين طوفانٍ من الأطفال مع أطفاله لم يعد يتصرَّف كنجم ، العام الماضي في فالديبيباس بدأ اللعب قليلاً مع بعضٍ من قدامى اللاعبين في ريال مدريد ، لا يزال هناك حيرة بشأن حالته البدنيـَّـة ، " كيف قرَّرت الإعتزال ؟! لا تزال تستطيع اللعب .. " سألته ، كان رده بهمسٍ غامض وَ بحركة كتفين كالرجفة بدا عليها الإستغراب.

أخبر أصدقائي بأنَّ زين الدين زيدان يشعر بالرعب من التحدُّث أمام الجمهور ، في مثل هذه الحالة النادرة لا يمكنه أن يكذب على شعوره وَ بالتالي لا مفرّ خلال أيّ لقاء هام ، يحتفظ بارتدائه الجينز وَ نفس الأحذية الجلدية السوداء التي كان يرتديها عندما كان لاعباً ، في عمر 37 سنة لا يزال يتحدَّث قليلاً كما كان في عمر الـ 17 عاماً ، كلماته يبدو عليها القلق المصاحب له ، صوته كصوت شاب أو كطفل ، كجزءٍ من روحه يواظب على الزيارة وَ التجوال في ميدان La Castellane في مرسيليا حيث حيه القديم ، بالرغم من أنه منذ 17 عاماً يعمل على مشاريع خاصة بالأطفال وَ البالغين الذين يعانون من الإعتدائات الجسديـَّـة وَ المعنويـَّـة إلا أنَّ مجهوده يمرّ دون ملاحظة أحد بينما يرى نفسه الأمر " شيئاً مهماً ".

" شيء كبير " بحسب زيدان الذي لا يذهب كلَّ أحد إلى البيرنابيو للحوار مع نخبة رجال الأعمال الإسبان ، رغم أنَّ صديقه فلورينتينو بيريز عرض عليه منصباً يريده إلا أنه تمَّ اختياره لتمثيل ريال مدريد في حالات خاصة فقط وَ دائماً بدون مقابل مالي ، منذ أن ترك كرة القدم المحترفة أصبح يقضي وقته مع العائلة وَ الأصدقاء ، كما شكـَّـل فريقاً مع اثنين آخرين لتأسيس الرابطة الأوروبيـَّـة لمكافحة اعتلال الأعصاب ELA ، الأمراض التي تدمـِّـر الجهاز العصبيّ تصيب الأطفال في المقام الأول ، " أنا عراب ELA في فرنسا وَ هذا يسعدني " كما يقول زيزو وَ أضاف: " لقد سبق أن ساعدت العديد من الأسر ، العديد من الأطفال ، التعامل معهم وَ مساعدتهم للعيش الإعتياديّ وَ الدراسة ، هذا يشعرني أنني أفعل شيئاً هاماً ".

مُـعظــَـم اللاعبين الكبار بعد اعتزالهم وَ تحوُّلهم إلى أساطير يصبح تفكيرهم الجديد بما يلي: الأعمال التجارية ، المناصب الإدارية في الشبكات ، العمل المكتبيّ ، رئاسة نادي ، إدارة فنيـَّـة للفرق الكبيرة ، زيدان قال بأنَّ جميع هذه الأمور أقلّ من كونها هدف " ماذا يمكنني أن أقول " هزَّ كتفيه وَ ابتسم وَ أضاف: " لم أفكـِّـر أبداً بأن يحدث لي ما تقول ، لم أكن ألعب كرة القدم لكسب المال ، لقد لعبت كرة القدم لأنني كنت أعتقد بأنه لا يمكنني فعل شيءٍ آخر ، كرة القدم أعطتني كلَّ شيء وَ عندما أقول كلَّ شيء فهذا يعني كلَّ شيء ، المال وَ القيم .. وَ الآن أريد عمل شيءٍ واحد: أن أنقل إلى الجميع ما تعلــَّـمته ، هكذا على الأقلّ يمكن أن أصل إلى شيء ، لا أقول عن نفسي مثلاً لكن لا بدَّ أن نفكـٍّـر بالأطفال دائماً ، مثلي كان إنزو فرانشيسكولي ، أردت دائماً أن أكون مثل إنزو ، أنا مـُـعجـَـب بفكره النبيل وَ عمله وَ جهده ".

أحد المرات فكر باعتزال كرة القدم ، بدلاً من ذلك حاول استكشاف مغامرات جديد وَ كانت تلك رحلة زيدان للعودة ، فكـَّـر في مقابلة نجمه ذلك الوقت الأوروغوانيّ إنزو فرانسيشكولي الذي اكتشفه كمشجـِّـع في ملعب فيلودروم في مرسيليا منذ أكثر من 20 عاماً ، " تعلم ، إنزو ساعدني على كلِّ شيء " كما يتذكـَّـر زيدان وَ أضاف: " عندما كنت في الـ 14 وَ الـ 15 وَ الـ 16 كانت تلك الفترة الأسوأ ، كنت أتسائل ماذا سأفعل ، أجابني والدي بقوله عليَّ ألا أتأثر بسهولة وَ بذلك سأستطيع أن أبقي على تركيزي وَ الشيء المهمّ بالنسبة لي كان إنزو ، كنت سعيداً لكن لا أفهم بالضبط كيف ساعدني ذلك ، عندما رأيته لم يتكلــَّـم عن نفسه ، أحسست باحترامه لي ، عندما التقينا اُعجـــِـبتُ به أكثر ، في النهاية كنت على حقّ وَ حدسي تجاهه كان جيداً ".

لأسابيع ظلَّ زيدان وَ فرانشيسكولي يتحدَّثان في مشروع مشترك ، أكاديمية لنجوم كرة القدم وَ في 15 مارس سيكون هناك اجتماع في مدريد لاختيار لاعبين أكبر من 16 عاماً وَ من مختلف البلدان لاكتشاف شبان طموحين ، المشروع سيكون تلفزيونياً بنظام تلفزيون الواقع وَ في نهاية الدورة سيتمّ اختيار الفائز بالجائزة الذي سينضمَّ ابتداءً من الموسم المقبل مع فريق في الليغا.

" كرة القدم تـُـلعـَـب في الهواء " كما يقول الفرنسيّ وَ أضاف: " حينها تعلم بأنك لست وحيداً في العالم وَ أنَّ هناك آخرين يريدون أن يكونوا مثلك ، يمكنك أن تساعدهم إذا أرادوا المساعدة ، أحبّ مشاهدة التنس لكن لا يمكنني أن أصبح لاعب كرة تنس ، أحبّ أن أكون مع زملائي لتبادل الخبرات وَ التطوير ، في أكاديميـَّـة كان بعمر 14 عاماً تعلــَّـمت ذلك ، تعلــَّـمت الحدود الحقيقيـَّـة لأنَّ مدراس الشارع تجعلك تفعل ما تريد ، أما في الأكاديميـَّـة هناك قواعد ، قواعد للنوم وَ قواعد للقيام من السرير وَ قواعد لتناول الطعام ، كلُّ حياتي كانت هكذا ".

" الآن الأطفال لديهم الكثير من الضغط ، لكن كرة القدم هكذا ، أنا كنت تحت الضغط منذ أن كان عمري 15 سنة ، الضغط دائماً كان في أوجه ، ضغط من أجل الفوز ، لهذا كان عليَّ النوم جيداً ، تناول الطعام بشكلٍ جيدٍ كلَّ يوم ، كان مفروضاً عليَّ تناول طعامٍ صحيّ ، هذا ضغط جيـِّـد ، إن أردت فهناك ضغط سيء وَ هي الضغوط التي تكون عليك لتكون الأفضل في العالم ، أطفالي يقولون أنَّ بوسعهم اللعب من دون طلب أن يكونوا الأفضل ، لم أكن أفضل لكنني حاولت ".

زيدان عبـَّـر عن دهشته بخصوص كريستيانو رونالدو ، قال: " هو يريد أن يكون الأفضل ، كما يقول فعليه أن يملك القوة كي يصل إلى ما يقوله ، لذلك ينهض باكراً وَ يأتي إلى فالديبيباس عند الثامنة تماماً أي قبل ساعتين من الموعد المـُـقرَّر وَ منها يبقى ست ساعات ، الناس يقولون بأنه سيء لكنه نبيل ، هو رجلٌ جيد وَ محترف ، يلعب كلَّ ثلاثة أيام وَ لا يكترث بما يتعرَّض إليه من السخافة وَ يعرف هذه الامور ، هو دائماً تحت الضغط ، عندما تحين صافرة البداية لا يهتمّ بل على العكس ردّ فعله يكون معاكس فيجعله ذلك أفضل ".

كان مضطراً أن يتحدث عن حال ريال مدريد اليوم وَ تحليله كان متوقــَّـعاً من شخصّ حر مثله بقوله: " في وقتي كما هو الحال الآن كان الفريق مبنيّ على المهاجمين ، لماذا ؟! في فريقٍ مثل ذلك كنا نستقبل هدفاً أو هدفين في كلِّ مباراة وَ هذا لا يستطيع فريق تحمـُّـله ، لكن لأنَّ لاعبين مثل أولئك تواجدوا فقد كنا نسجـِّـل ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة وَ هذا ما كنا نفعله في وقتي ، هذا مثال ، هذه الفلسفة لا ترضي الجميع لكن ليس مـُـستغرَباً أن تقنعهم إذا تواجد مدافعون جيدون ، بتواجد بيبي وَ سيرجيو وَ غاراي وَ ألبيول وَ ميتزيلدر فدائماً المرمى محمي ، تواجد رونالدو وَ فيغو وَ راؤول وَ أنا كان ذلك حافزاً وَ هو ما يجعل كرة القدم تصبح جميلة في الوقت الغير متوقــَّـع ".


http://www.elpais.com/articulo/depor...pepidep_18/Tes