[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;][CELL=filter:;][ALIGN=center]انتهت مشاركة الأخضر الآسيوية، والنهاية بالتأكيد مؤلمة ومن الطبيعي أن يكون الهولندي فاندرليم هو كبش الفداء، لأخطائه الفادحة، ولكن لب المشكلة التي يعانيها الأخضر منذ عدة سنوات لن تنتهي برحيل فاندرليم، لأن معاناة الفريق السعودي بدأت قبل مجيء فاندرليم، وهذه حقيقة لا يمكن أن تغيب عن المتابع للكرة السعودية.
مشكلة الأخضر أكبر من حجم أخطاء مدرب أو الاتيان بمدرب جديد، فهذه الأوراق تم تجريبها في المرحلة الماضية وتحديدا بعد المشاركة في مونديال 2002م، وأثبتت هذه الأوراق أنها غير مجدية وغير فعالة، بل أنها زادت من الأوجاع والضربات.
نعم كان بالإمكان أفضل مما كان بالنسبة لمشاركة الأخضر في الصين، لو أحسن فاندرليم التعامل الجيد مع المباريات والتشكيل الذي لعب به، ولكن في الوقت نفسه يبقى الشق أكبر من الرقعة أما لماذا وكيف؟ فهذا هو السؤال المنطقي الذي يجب أن يطرح؟؟
المشكلة من وجهة نظري ان الضعف المحلي يؤدي في نهاية المطاف إلى ضعف خارجي، وهي عملية حسابية متوازنة، فعندما كان الدوري المحلي أقوى دوري عربي وآسيوي (قول وفعل) كانت الانجازات الخضراء متناثرة هنا وهناك، وعندما انخفض مستوى الدوري والأندية جاءت النتيجة الفعلية والواقعية وهي تذبذب مستوى المنتخب ككل، وانخفاض مستوى اللاعب السعودي بشكل أكثر خصوصية.
** هذه هي لب المشكلة، فالفرق السعودية أصبحت فقيرة من حيث المواهب، وتغذيتها للمنتخبات الوطنية أصبحت ضعيفة جدا، ولعل هذه النقطة واضحة للعيان ليس فقط على مستوى المنتخب الأول، بل هي متوغلة في جميع المنتخبات السنية الناشئين والشباب والأولمبي.
وبالرجوع قليلا الى الوراء، خاصة في شؤون الأندية الكبيرة التي كانت تغذي المنتخبات بالنجوم والمواهب نجد أن الفيصل في توقف تلك الأندية عن تفريخ النجوم هو اعتمادها بصورة كبيرة على الطيور المهاجرة، دون العمل على تقوية قاعدتها والاهتمام بالنشء، وجاءت لوائح وأنظمة الاحتراف بالسماح لتلك الأندية بضم أي لاعب دون تحديد سقف محدد لضم اللاعبين تشجيعا لتلك الأندية في اهمال القاعدة مما أفرز ضعفا واضحا في تفريخ النجوم مقارنة بزمن الثمانينات وبداية التسعينات، ولعل هذه النقطة هي بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
المطلوب اعادة النظر في تلك اللوائح وعدم التقليد الأعمى الذي ينادي بأخذ الفرق الأوروبية وانتقالاتها مثالا يحتذى به، لأن البيئة والظروف هنا مختلفة تماما عن الكرة الأوروبية وأنظمتها ولوائحها، لأن هناك يعتمد على الأكاديميات الى جانب حرب الانتقالات، أما هنا فأخذنا جانبا وهو المكمل، وتركنا الجانب الأهم وهي الأكاديميات لتفريخ النجوم والمواهب، وهذا موطن الخلل.
وكدليل على هذه العشرائية فإننا لم نجد أحدا من اللاعبين الذين انتقلوا من أنديتهم بالملايين عنصرا مؤثرا على خارطة الأخضر، ولم نجد ممن حظوا بالهالة الاعلامية اليومية لبقائهم أو رحيلهم من أنديتهم نجوما داخل المستطيل الأخضر.. لسبب بسيط انهم عاشوا الوهم وصدقوه..!!
واذا أردنا التعمق أكثر في لب المشكلة بالدليل القاطع، فإن الكرة السعودية كانت تتربع على القمة الآسيوية عندما كانت هناك سبع فرق تنافس على لقب الدوري، أما في الوقت الراهن، فالأمر لا يعدو كونه أكثر من فريق أو فريقين، والسبب راجع للأنظمة واللوائح، لأن الفرق ذات الدخل المحدود لا تستطيع أن تنافس في ظل عشوائية الانتقالات، وسياسة تنافس فريق أو فريقين على الأكثر في ضم النجوم وتكديسهم..!!
قبل عشر سنوات لا تستطيع قبل بداية الدوري أن ترشح ثلاث فرق لنيل اللقب، وحاليا الأمور معروفة سلفا قبل بدء المنافسات..!!
ألم أقل لك إن المشكلة أكبر من مجرد إقالة فاندرليم؟[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]