وجهت اندونيسيا ضربة شبه قاضية لقطر بفوزها عليها 2-1 على ملعب استاد العمال في بكين أمس في أولى مباريات المنتخبين ضمن المجموعة الاولى من كأس الأمم الآسيوية الثالثة عشرة لكرة القدم، وسجل بودي سودارسونو وبوناريو استامان في الدقيقتين 26 و48 هدفي اندونيسيا، وماجد امام في الدقيقة 85 هدف قطر، وتصدرت اندونيسيا التي حققت فوزها الاول في النهائيات، ترتيب المجموعة برصيد ثلاث نقاط بفارق نقطتين امام الصين والبحرين اللتين تعادلتا 2-2 امس الأول في مباراة الافتتاح.

باتت فرصة قطر في التأهل الى ربع النهائي صعبة لانها ستواجه البحرين في 21 الحالي ثم الصين في 25 منه، وستعجل الخسارة كثيرا برحيل المدرب الفرنسي فيليب تروسييه الذي تولى مهمة الاشراف على المنتخب القطري في تموز/يوليو الماضي في عقد كان من المتوقع ان يستمر حتى ايلول/سبتمبر 2005 إذ اعلن انه سيتخلى عن منصبه بعد البطولة، وكان قد اعتبر انه من الضروري حصد ثلاث نقاط في المباراة الاولى مع اندونيسيا قبل المواجهتين الاخيرتين مع البحرين والصين.

رغم السيطرة الميدانية لقطر على معظم فترات المباراة، عرفت اندونيسيا كيف تستفيد من الفرص القليلة التي سنحت لها وتسجل هدفين مهمين عانى بعدهما القطريون للعودة الى المجريات واكتفوا بهدف تقليص الفارق قبل النهاية بخمس دقائق، وعموما لم يقدم المنتخب القطري العرض المتوقع منه وافتقد العديد من لاعبيه الى الخبرة المطلوبة في ترجمة الفرص الى اهداف خصوصا في اللحظات الاخيرة من المباراة.

بدأ المنتخب القطري المباراة مهاجما سعيا الى تسجيل هدف مبكر واعتمد بشكل اساسي على الاختراق عبر الجهتين اليمنى واليسرى مع تمرير الكرة بعرض الملعب ثم نوع في هجماته تدريجيا وحاصر الاندونيسيين في منطقتهم فلم تكن لهم سوى محاولة تقدم واحدة الى المنقطة القطرية في الدقائق العشرين الاولى، وكان تصميم القطريين واضحا على التسجيل فتوالت هجماتهم، واخطر الفرص كانت في الدقيقة الحادية عشرة عندما تابع وليد حمزة كرة من الجهة اليمنى برأسه على يسار المرمى، ثم ناب القائم الايسر عن الحارس هندرو كارتيكو في ابعاد كرة مررها معمر عبد الرب الى محمد غلام فأكملها الاخير برأسه في الدقيقة 17.

نفذ غلام ركلة حرة على بعد نحو 25 مترا ارتطمت بالحائط البشري وسقطت على الشبكة من الاعلى في الدقيقة ،19 وسدد وليد حمزة كرة مرت على يمين المرمى في الدقيقة ،20 ثم اوقف الحارس الاندونيسي مفعول كرة قوية اطلقها عزت جدوع في الدقيقة ،21 وانطلق الاندونيسيون بإحدى المحاولات النادرة وباغتوا القطريين بهدف السبق عندما تلقى بودي سودارسونو كرة بينية بين المدافعين فوضعها على يسار الحارس عبد العزيز علي الذي خرج للتصدي له في الدقيقة 26.

بدا التأثر على القطريين نتيجة الهدف الذي دخل مرماهم والذي اعطى في الوقت ذاته دفعة معنوية للاندونيسيين فازدادت جرأتهم في بناء الهجمات، لكن “العنابي” عاد الى سيطرته في الدقائق الاخيرة من الشوط سعيا الى التعادل على الاقل، وسدد عبد العزيز كريم كرة قوية عالية عن المرمى في الدقيقة ،28 ثم ارتمى الحارس هندرو على واحدة لمحمد غلام في الدقيقة ،35 وأبعد هندرو بعد دقيقتين كرة قوية من عبد العزيز كريم على دفعتين.

اجرى الفرنسي فيليب تروسييه الذي سيترك المنتخب القطري على ما يبدو بعد نهاية البطولة تبديلا مبكرا فاشرك سعد سطام الشمري بدلا من معمر عبد الرب في الدقيقة ،33 وسنحت فرصة خطرة لقطر لادراك التعادل قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الاول عندما تلقى كرة من محمد غلام في الجهة اليمنى للمرمى الاندونيسي لكنه اطاح بها بعيدا عن المرمى.

تلقى المنتخب القطري الضربة القاضية بعد مرور ثلاث دقائق على بداية الشوط الثاني فقط عندما اطلق بوناريو استامان “قذيفة” انفجرت في الزاوية اليمنى للحارس عبد العزيز العلي الذي طار لها من دون جدوى، وحاول القطريون جاهدين لهز الشباك فحصلوا على عدد من الفرص منها كرة سهلة ارسلها نايف الخاطر بين يدي الحارس، وواحدة من علي مجبل سيطر عليها هندرو أيضا في الدقيقتين 54 و58 على التوالي.

هبطت معنويات لاعبي المنتخب القطري وغلب على هجماتهم البطء ما سمح للإندونيسيين بتشكيل خطورة على مرماهم في بعض الفترات حيث لم يكن الهدف الثالث بعيدا في ظل الخلل الدفاعي، واثمرت الهجمات القطرية في الدقائق الاخيرة عن هدف تقليص الفارق عندما مرر ماجد امام بديل جمال جوهر كرة من الجهة اليسرى الى سعد سطام الشمري فأعادها له برأسه وتابعها ماجد داخل المرمى في الدقيقة ،85 وسنحت لقطر فرصة اخيرة عبر عزت جدوع الذي تلقى كرة من الجهة اليمنى اثر ركلة حرة لكنه أطاح بها عاليا مهدرا آخر المحاولات لإدراك التعادل.