الموضوع: قصائد "ممنوعة"..
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 09/02/2010, 04:50 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ دوق فليد
دوق فليد دوق فليد غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/04/2006
المكان: بلجرشي الوطن والروح
مشاركات: 2,746
قصائد "ممنوعة"..

هذه قصائد مُنعت بعضها من النشر والبعض الآخر لا يعرف الكثيرون السبب الذي قيلت فيها..

نبدأ مع قصيدة شاعر أحبه.
نبدأ مع غازي..

×××

هذه القصيدة كتبها في بداية عهد الملك فهد رحمه عندما كان غازي وزيراً للصحة..
كان هناك نوع من الجفاء بينه وبين الملك في أواخر تلك الفترة إضافة إلى المشاكل التي واجهها كوزير للصحة فكانت هذه القصيدة والتي بسببها أقيل من منصبه وأصبح سفيراً في بريطانيا..

رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة

بيني وبينك ألف واش ينعب
...................................فعلام أسهب في الغناء وأطنب
صوتي يضيع ولاتحس برجعه
...................................ولقد عهدتك حين أنشد تطرب
واراك مابين الجموع فلا أرى
...................................تلك البشاشة في الملامح تعشب
وتمر عينك بي وتهرع مثلما
...................................عبر الغريب مروعاً يتوثب
بيني وبينك ألف واش يكذب
...................................وتظل تسمعه .. ولست تكذب
خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن
...................................من قبل بالزيف المعطر تعجب
سبحان من جعل القلوب خزائنا
...................................لمشاعر لما تزل تتقلب
قل للوشاة أتيت أرفع رايتي
...................................البيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا
هذي المعارك لست أحسن خوضها
...................................من ذا يحارب والغريم الثعلب
ومن المناضل والسلاح دسيسة
...................................ومن المكافح والعدو العقرب
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها
...................................قد يغلب المقدام ساعة يغلب
في الفجر تحتضن القفار رواحلي
...................................والحر حين يرى الملالة يهرب
والقفر أكرم لايفيض عطاؤه
...................................حينا .. ويصغي للوشاة فينضب
والقفر أصدق من خليل وده
...................................متغير .. متلون .. متذبذب
سأصب في سمع الرياح قصائدي
...................................لا أرتجي غنماً ... ولا اتكسب
وأصوغ في شفة السراب ملاحمي
...................................إن السراب مع الكرامة يشرب
أزف الفراق ... فهل أودع صامتاً
...................................أم أنت مصغ للعتاب فأعتب
هيهات ما أحيا العتاب مودة
...................................تغتال ... أوصد الصدود تقرب
ياسيدي ! في القلب جرح مثقل
...................................بالحب ... يلمسه الحنين فيسكب
ياسيدي ! والظلم غير محبب
...................................أما وقد أرضاك فهو محبب
ستقال فيك قصائد مأجورة
...................................فالمادحون الجائعون تأهبوا
دعوى الوداد تجول فوق شفاههم
...................................أما القلوب فجال فيها أشعب
لا يستوي قلم يباع ويشترى
...................................ويراعة بدم المحاجر تكتب
أنا شاعر الدنيا ... تبطن ظهرها
...................................شعري ... يشرق عبرها ويغرب
أنا شاعر الأفلاك كل كليمة
...................................مني ... على شفق الخلود تلهب


×××

القصيدة التالية لأمل دنقل والتي قالها على خلفية الهزائم العربية..


البكاء بين يدي زرقاء اليمامة..

أيتها العرافة المقدَّسةْ ..

جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ

أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة

منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.

أسأل يا زرقاءْ ..

عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء

عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة

عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء

عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..

فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !

عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!

أسأل يا زرقاء ..

عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !

عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟

كيف حملتُ العار..

ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !

ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !

تكلَّمي أيتها النبية المقدسة

تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ

لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..

تلعق من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !

تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان

لا اللَّيل يُخفي عورتي .. كلا ولا الجدران !

ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..

ولا احتمائي في سحائب الدخان !

.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة

( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق

فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ

وحين مات عَطَشاً في الصحَراء المشمسة ..

رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..

وارتخت العينان !)

فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟

والضحكةَ الطروب : ضحكتهُ..

والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟

* * *

أيتها النبية المقدسة ..

لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..

لكي أنال فضلة الأمانْ

قيل ليَ "اخرسْ .."

فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !

ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان

أجتزُّ صوفَها ..

أردُّ نوقها ..

أنام في حظائر النسيان

طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .

وها أنا في ساعة الطعانْ

ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ

دُعيت للميدان !

أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..

أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..

أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،

أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!

تكلمي أيتها النبية المقدسة

تكلمي .. تكلمي ..

فها أنا على التراب سائلٌ دمي

وهو ظمئُ .. يطلب المزيدا .

أسائل الصمتَ الذي يخنقني :

" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"

فمن تُرى يصدُقْني ؟

أسائل الركَّع والسجودا

أسائل القيودا :

" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

أيتها العَّرافة المقدسة ..

ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟

قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..

فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !

قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..

فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !

وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..

والتمسوا النجاةَ والفرار !

ونحن جرحى القلبِ ،

جرحى الروحِ والفم .

لم يبق إلا الموتُ ..

والحطامُ ..

والدمارْ ..

وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ

ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،

وفي ثياب العارْ

مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !

ها أنت يا زرقاءْ

وحيدةٌ ... عمياءْ !

وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ

والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !

فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها

كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.

في أعين الرجال والنساءْ !؟

وأنت يا زرقاء ..

وحيدة .. عمياء !

وحيدة .. عمياء !

اضافة رد مع اقتباس