|
نستاهلك ( ياكاسنا ) .. حنا هلك ..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالمنطق وكل الأرقام دفاعا وهجوما ولعباً نظيفاً وتهديفاً وأفضلية مطلقة .. بالعاطفة الجياشة بأي لون
بالحب والكراهية .. بفنون المؤامرة والتباكي والعمل في الظلام .. بالولاء والجد والعمل الدؤوب .. بالسكوت على الحماقة
بالتفاني والصبر والحزم والمساواة .. بالإدارة الناجحة والجماهير الغفيرة .. بالأمير الصابر واللجان الانتقائية
تفجّرت المُزن درعاً متوشحا بالزُرقة .. لتزف الرسُ الهلالَ بطلاً للموسم ورمزاً لجماله !
شريط طويل .. ذكريات جميلة بين صعوبات وأفواهٍ ناقمة .. تمر صور النمسا الكثيرة
لاعبون تحت الشمس يبذلون فحصدوا .. وإدارة قدّمت الغالي والنفيس فربحت ..
وجماهير صبرت فنالت ثم تغنّت وتراقصت وضحكت كثيرا وأخيرا على لحن ( أجيبه يعني أجيبه ) !
من سرّه زمنٌ ساءته أزمانُ .. فبعد ليلة حزينة العام الماضي انقلب السحر على الساحر
وتمخّض الصبرُ بطلاً لايرحم أحداً فاستولى على كل نجوميات الموسم من أولها لآخرها
وأثبت شبيه الريح حكمته أن أكثر الناس صراخاً أقلهم عملاً .. والهلالُ أثبت ذلك اليوم !
مررنا بلحظات كثيرة .. خرجنا من عنق الزجاجة في أولى مباريات الموسم بصعوبة بالغة
ثم تعادلنا مع النصر .. وبعدها خيبة أمل وشكوك بعد التعادل الغريب مع الشباب
ثم الخسارة من النصر .. لكن الهلال لم يتأثر وواصل بنفس الرتم ونفس القوة حتى أنهى الموسم بطلاً
وأجمل مافي الموسم تقلباته الكثيرة .. من مراحل الفرح والحزن والضغط النفسيّ !
باقات وردٍ معطرة بعبق البطولات والتتويج إلي كل من شجع وكل من صرخ وكل من حضر
وكل من عمل وكل من تعب وكل من اجتهد وأخطأ وكل من تحمل الضغوط وكل من ظُلم
مبروك لكل من تشرّبت شرايينه زرقة الهلال .. وكل من نادى ( ياهلال ) وكل من تباهى بهلاله !
نادى الدرع فلبّى الهلال سريعا محطما رقما قياسياً جديداً كما هي عادته .. ونادت جماهيره
فأمطرها بالماء العذب الزلال المُروي وسخط على خصومه بما زاد عن خمسين هدفاً
فشكراً لله أن أنعم علينا بالهلال .. وأعان الله من كان خصما للهلال وعوضه خيرا بالمراكز التالية للأول !
انتهى الدوري بتوقيع الهلال .. الذي كتب قصيدة تفوق جمالية معلقة عنترة فخراً
مستعملاً سلاسته المعتادة وقدرته ( الأدبية ) الفريدة من نوعها وقريحته التي لا تنضب
شكرا لهذه السليقة التي حققت في خمسين عاما رقماً بطولياً زاحم سنواته الطويلة !
كتبت العام الماضي ( هاهنا .. سيموت من قهر الهلال ) واليوم ماتوا وشبعوا موتاً
قتلناهم بأسرع الأساليب تطورا وأنهينا التنافس المدعوّ وقهرنا المتباهي بصوته
ونغّصنا عليه فرحه ولغة الغاب .. كسبنا الرهان وضحكنا أخيرا .. أتمنى أن أراه ( بعد الحدث ) !
اللهم لك الحمد حتى ترضي ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى
أيها المنجل السابح في فسحة الفضاء .. أسعدت هلالاً وعمت زعيماً
{النمر15}
 | 