بطولة مسبقة الاحتفال
لا غرو أن متابعة الرياضة لاسيما كرة القدم تعد متنفساً من متنفسات المتعة وضرباً من ضروب الترفيه, و أجزم أن أعظم متنفس في هذه المتعة كان ولا يزال الهلال, وأعظم من تنفس هذه المتعة هم الزعماء بنو زعيم جيلاً بعد جيل وكل من يميل للعلو سماءً وللعمق بحراً, متعةً بزرقة, وزرقةً بمتعة!!
فالهلال لمن ينشدون الفن مطرب حد السكر الذي لا حد فيه, فالميادين تستعذب قبل الجماهير وقع أقدامهم, ومهاراتهم, وجملهم التكتيكية, والمناولات العشرين قبل الهدف, والهلال كذلك لمن ينشدون المنجز رقم ضخم يصنع الفارق بين الحقيقة والوهم, والهلال لمن ينشدون الفرح هو صانع الابتسامة الدائمة.
لذا أكره أن أشجع الهلال فأتنفس كمداً وبكائاً أو أن أرى أحداً على هكذا حال حتى و الهلال يخسر المباراة أو يخسر بطولة كبطولة كأس الأمير فيصل يوم أمس أمام الشباب لأني أعلم أن أسوء حالات الهلال إذا لم يكن بطلاً متوجاً أن يكون بطلاً غير متوج, و لأني أعلم كذلك أن خسارة الهلال تختلف في معانيها عن الخسارة إذ هي تعني: 10 خطوات للأمام إذا كانت الخسارة خطوة للوراء, الايجابية والاستدراك, تحقيق بطولات موسمية اخرى, والفرح بوجود منافس!!
كل ما أراه الآن 48 ساعة تفصلنا عن منجز جديد راقي لا يليق إلا بالزعيم وهو بطولة الدوري, واسطة البطولات إن كان للبطولات عقد, وتاج يزين رأس الزعيم يوم أن ترك لتابعيه الفرح بالأساور والخواتم, ولمناوئيه الحسرة والمآتم, فهلموا معشر الزعماء لنفرح "ببطولة مسبقة الاحتفال" من الهلال, أما من كان منكم متردداً من مخافة أو لعارض اعتراض فليقم بأداء بروفة احتفال لأنه سيحتاجها بإذن الله يوم الأحد.
مخرج من قولي: إن الهلال زعيم العز والشرف
صنو البطولات مذ كان في الأزل
غلاب أندية كسار ألوية
بعاث املة والند في وجل
شوس لميادين إن ثم بارقة
على المنصات تغريه بالغزل
محمد آل داود
