كيف نكون مصدرًا كبيرًا للأفكار؟



الإجابة: أيمن وأيسر!

بعد دراسات جرت في الستينات والسبعينات الميلادية على العقل، خرج العلماء إلى نتيجة خلاصتها أن العقل ينقسم إلى نصفين: أيمن و أيسر.

الأيسر مسئول عن:
الحساب
الأرقام
الكلمات
الحل المنطقي للمسائل
وحركة الجزء الأيمن من الجسد

الأيمن مسئول عن:
الخيال
الشِّعر
الرسم
الموسيقى
الروحانيات
وحركة الجزء الأيسر من الجسد



انطباع سائد ... انطباع خاطئ!

كثيرٌ من الناس يرى (غير حاملين لأدلة علمية) أن على المهندس ألا يقرأ إلا الهندسة، وأن على الطبيب ألا يقرأ إلا كتب الطب، وأن على الإداري ألا يطلع إلا على جديد الإدارة والاقتصاد...
وهذا خاطئ بحسب دراسات العقل التي خرج بها توني بوزان أحد الباحثين في العقل وصاحب "الخريطة الذهنية" حيث يرى أن على القائد والمفكر والمبدع أن يمرن عضلات مخه بكافة أنواعها.

لتكون مهندسًا ناجحا؛ عليك أن تقرأ الشعر
لتكون عالما مبدعًا؛ عليك أن تولي الخيال حيزا كبيرا من وقتك
ولتكون رسامًا فذًّاك؛ أعط الحساب والمنطق واللغة جهدًا ووقتًا

هل هذا الكلام مبنيٌّ على رأي بحت أم هو مدروس؟

فضلا عن الدارسات التي قام بها بوزان على عمل العقل، يقدم في كتابه "قوة التفكير الإبداعي" أمثلة تثبت هذا الكلام:

آينشتاين صاحب النظرية النسبية وأعظم علماء القرن الماضي، كان قارئًا نهمًا للروايات البوليسية وعاشقًا لألعاب التخيل
ليوناردو دافنشي، رسام الموناليزا، والمهندس المعماري الفذ، والموغل في علوم الأرقام والشفرات
نيوتن استخدم مخيلته في اكتشاف الكثير من القوانين
الكثير من رؤساء الدول يلعبون ألعابًا كالشطرنج والمونوبولي

ولنا في تراثنا الإسلامي أمثلة رائعة
الإمام الشافعي، فقيه وشاعر وعالم في الفراسة
أبو نصر الفارابي، فيلسوف وعالم في الرياضيات والمنطق والموسيقى
أبو حامد الغزالي، حجة الإسلام عالم في الدين والفلسفة والتصوف
وغيرهم الكثير الكثير


لكن... كيف نطوّر قدرات عقلنا؟
لكي نستطيع أن نوصل عقلنا إلى كفاءته القصوى، فإن علينا أن نمرّن نصفيه معًا
فنوازن بين الأعمال المختلفة
كتابة الشعر والأدب، والقراءة لهما
إطلاق العنان للخيال
لعب الألعاب الحسابية كالسودوكو
رفع مستوى المحصول اللغوي (العربي أو من اللغات الأخرى)
محاولة تنويع مهام نصفي الجسد، والعمل على تشغيل الجزئين الأيمن والأيسر معا

والنتيجة:
عقول كبيرة مبدعة تتفجر منها الأفكار وتنهال،
لنتحول من أمة اتكالية حتى في التفكير إلى أمة مفكّرة

يتبع