مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 26/06/2004, 01:27 PM
صالح ابراهيم الطريقي صالح ابراهيم الطريقي غير متواجد حالياً
كاتب رياضي
تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
سياسة (أخبار جمهورية) .. تفشل البطولات

[ALIGN=RIGHT]ومازلنا نمارس الكذب على أنفسنا ، في كل بطولة عربية نؤكد أن ما حدث من شغب وضرب وشتائم ، ما هي إلا حالة نادرة ، فنحن نظل أخوة يربطنا الدم ، فيما الدم يهدر .
يقول معلق المباراة الأولى بين الهلال السعودي والإسماعيلي المصري : إن الشوط الأول من المباراة لم يسجل أي حالة (تسلل) ، وهذا لم يحدث في البطولة الأوربية التي تقام متزامنة من البطولة العربية .
لا أدري هل هو يحاول خداعنا ، أم أنه يريد أن يقول لنا ما نريد أن نسمعه ، ولو قال عكس ذلك لفقد عمله ؟
مضت المباراة الأولى غير مأسوف عليها فنيا ، وقلنا ربما نخسر المستوى الفني ، كما يحدث دائما ، ولا بأس أن يحدث هذا فنحن بعد كل 4 سنوات حين نذهب لكأس العالم نرى ما الفروقات الفنية بيننا وبين الآخر ، ونصمت على أمل أن يأتي معلق جديد يكذب علينا ، ويقول : إننا رائعون .
في المباراة الثانية بين الصفاقسي التونسي والزمالك المصري ، خسرنا وكالعادة الأخلاق ، وظهر العنف .
عنف في الملعب ، وعنف خارج الملعب ، أو كما يقال في علم النفس عنف جسدي وعنف لفظي ، شتائم متطايرة من الجماهير ضد الخصوم ، لست أدري لماذا لم نتعلم الفرح من خلال منجزنا ، لا من خلال غضب الآخر ؟
ثم أليست هذه هي ثقافة (عاوزين أيه ما تؤموا تروحوا) ، هذه الثقافة التي توغل في حقد ونفي الآخر ؟
فيما بعد أكد معلق المباراة الثانية أن الأخ يضرب أخاه وهذا أمر عادي علينا ألا نقف أمامه ، ولكن نقف أمام ماذا إذن ؟
بعد المباراة وفي إستديوا التحليل ، بدأ علي داود وبفهلوة وذكاء حديثه عن (الجن) ، هل كان يسخر مما حدث أم كان يريد إخفاء ما حدث ، أم تراه هو مثل المعلق الأول يخاف أن يقول لنا حقيقتنا ، فيحرم من عمله ؟
وليد الفراج يطمئننا أن هذه البطولة حدث بها عنف ، لكن البطولة الثانية سيكون أقل ، ثم وعدنا بأنه في البطولة الثالثة سيختفي العنف ، لماذا يختفي ؟
لأنه يقول ما يريد المعنيون سماعه ، وربما هو خائف كما كان خائفا المعلق الأول .
لم يدهشني هذا العنف ، فهو ليس جديدا ، ولا هذا المستوى الفني ، فنحن نعرفه منذ زمن بعيدا ، بل وربما ومع قيام بطولة الأمم الأوربية بدا المستوى واضحا .. ما أثار دهشتي أن القطاع الخاص أثبت فشله كما القطاع العام ، وبدت لي فكرة الخصخصة لا قيمة لها إن كانت ستدار بنفس طريقة الشركة الراعية ، التي لم تنتبه أن نهائيها سيقام مع بطولة أوربا ، فهل تظن الشركة الخاصة أنها ستنافس بطولة أوربا ؟
أتمنى أن يستفيد القطاع الخاص من حكاية قد تبدو (نكته) غير حقيقية ، لكن الدعابة قد تكون كوميديا سوداء مبالغ بها ، ومع هذا تدل على شيء ما .
هذه الحكاية يرويها أنيس منصور نكتته قائلا : هناك حكاية تقول إن مصري ولبناني ذهبا إلى فرنسا من أجل البحث عن فرصة عمل وحياة اقتصادية أفضل ، وعملا الاثنين بائعي جرائد .
بعد خمسة عشرة عاما ، أصبح اللبناني رئيس تحرير الجريدة التي كان يسوقها في الشوراع ، فيما المصري مازال ينادي (لوموند ليبراسيون) ، على وزن (أخبار جمهورية) .
أخيرا .. هل نكف عن الكذب على أنفسنا ، وألا تهرب الكاميرات بعيدا عن الحدث ، لتخفي حقيقة ما يحدث ، فيتم الإصلاح ، فبدون النقد لن يحدث شيئا ، ولن نتطور ، فالتطور لا يأتي بالكذب ؟[/ALIGN]