مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 18/12/2009, 04:06 PM
سامي صعب يتكرر سامي صعب يتكرر غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الانبياء (10)

ثم أثنى على رسوله، الذي جاء بالقرآن فقال‏:‏ ‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ‏}‏ فهو رحمته المهداة لعباده، فالمؤمنون به، قبلوا هذه الرحمة، وشكروها، وقاموا بها، وغيرهم كفرها، وبدلوا نعمة الله كفرا، وأبوا رحمة الله ونعمته‏.‏
‏{‏قُلْ‏}‏ يا محمد ‏{‏إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ‏}‏ الذي لا يستحق العبادة إلا هو، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‏}‏ أي‏:‏ منقادون لعبوديته مستسلمون لألوهيته، فإن فعلوا فليحمدوا ربهم على ما منَّ عليهم بهذه النعمة التي فاقت المنن‏.‏
‏{‏فَإِنْ تَوَلَّوْا‏}‏ عن الانقياد لعبودية ربهم، فحذرهم حلول المثلات، ونزول العقوبة‏.‏
‏{‏فَقُلْ آذَنْتُكُمْ‏}‏ أي‏:‏ أعلمتكم بالعقوبة ‏{‏عَلَى سَوَاءٍ‏}‏ أي علمي وعلمكم بذلك مستو، فلا تقولوا ـ إذا أنزل بكم العذاب‏:‏ ‏{‏مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ‏}‏ بل الآن، استوى علمي وعلمكم، لما أنذرتكم، وحذرتكم، وأعلمتكم بمآل الكفر، ولم أكتم عنكم شيئا‏.‏
‏{‏وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ‏}‏ أي‏:‏ من العذاب لأن علمه عند الله، وهو بيده، ليس لي من الأمر شيء‏.‏
‏{‏وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ‏}‏ أي‏:‏ لعل تأخير العذاب الذي استعجلتموه شر لكم، وأن تتمتعوا في الدنيا إلى حين، ثم يكون أعظم لعقوبتكم‏.‏
‏{‏قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ‏}‏ أي‏:‏ بيننا وبين القوم الكافرين، فاستجاب الله هذا الدعاء، وحكم بينهم في الدنيا قبل الآخرة، بما عاقب الله به الكافرين من وقعة ‏"‏ بدر ‏"‏ وغيرها‏.‏
‏{‏وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ‏}‏ أي‏:‏ نسأل ربنا الرحمن، ونستعين به على ما تصفون، من قولكم سنظهر عليكم، وسيضمحل دينكم، فنحن في هذا، لا نعجب بأنفسنا، ولا نتكل على حولنا وقوتنا، وإنما نستعين بالرحمن، الذي
ناصية كل مخلوق بيده، ونرجوه أن يتم ما استعناه به من رحمته، وقد فعل، ولله الحمد‏.‏





تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)

استغفر الله وأتوب اليه
اضافة رد مع اقتباس