مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 02/12/2009, 12:06 PM
المنتدى الاستشاري المنتدى الاستشاري غير متواجد حالياً
المجلس العام
تاريخ التسجيل: 28/04/2003
المكان: المجلس العام
مشاركات: 2,104
Icon26 ◄ مـُسعِـر الحـرب ؟! ► .. بقلم المتميز : مرور الكرام .. ◄ من سير أعلام النبلاء ►





فكرة :: سهـل

اعداد ومتابعة :: هلالي من ارض اليمن

تصميم :: Mighty & عسيرية






بقلم المتميز عضو مجموعة أقلام زرقاء

مرور الكرام



إنه من تخلى عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فهو من رُد إلى الشرك بعد أن هداه الله ، حيث أتاه الأمر النبوي بالعودة إلى المشركين ! رجل كان من الشدة و البأس ذائع الصيت ، رجل جاهد في سبيل الله دون أن يؤمر ، رجل أخرج المستضعفين في مكة منها ، رجل أجبر قريش على الخضوع و الخنوع و التنازل عن أهم شروطها ، إنه " مـُسعِـر الحـرب " ، إنه أبو بصير عتبه بن أسيد بن جاريه ، صحابيٌ جليل ، ذو شدة و بأس و دهـاء ، من مَن شهد لهم بالبطولة و الهمـة .

أسلم أبو بصير في مكة و ضـُيق الخناق عليه حتى حُـبس و عُـذب ، و كان من مَن لهم الحظوة الأكبر من التعذيب و التنكيل الذين طالا كل من وحّـد الرب جل و عـلا ، حتى استطاع الهرب من حبسه و انطلق تلهثاً للقيا الحبيب ، محمد بن عبد الله صلوات الله و سلامه عليه ، طاوياً القفار والآلام شوقاً إلى حبيب عينيه ، و عندما وصل إلى هناك ، دخل إلى المسجد على النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم و هو جالس مع أصحابه ظاهراً عليه وعثاء السفر و أثر العذاب ، أشعث أغبر لقي من المآسي ما لقي ، جُـل ذلك في سبيل لحظة يقضيها بصحبة رسول الله صلى الله عليه و سلم .




:: ويل أمه مسعر حرب لو كان معه رجال ::

ربما كان اختبارا من الله عز وجـل ، حيث أنه من سوء حظ أبو بصير أنه هرب و التقى بالنبي عليه الصلاة و السلام من بعد صلح الحديبية ، و هو الصلح الذي حدث بين النبي صلى الله عليه و سلم و المشركين و الذي ورد فيه [ لا يخرج مسلم من مكة إلى المدينة إلا و يرد إليها ، أما مَن خرج من المدينة إلى مكة مرتداً إلى الكفر فيقبل بها ] ، و كان هذا الاتفاق كفيلاً بأن لا يُـقبل أبو بصير بين إخوانه المسلمين .

فلم يلبث أبو بصير في المسجد حتى دخل إليه رجلان من كفار قريش يصيحان : ( يا محمد ، رده إلينا بالعهد الذي جعلت لنا ) ، فما كان من أبو بصير إلا أن تعود إليه صوَر العذاب و التنكيل ، فقال صلى الله عليه و سلم : ( يا أبا بصير ، إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد عملت ، و إنا لا نغدر ، فالحق بقومك ) ، فقال أبا بصير : ( يا رسول الله ، تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني ؟ ) ، فقال رسول الحق : ( اصبر يا أبا بصير و احتسب ، فإن لك و المستضعفين من المؤمنين فرجاً و مخرجاً ) .

فخرج معهما أبو بصير ، حتى إذ أرادا أن يستطعما فنزلا و هو معهما ، فلما ذهب أحدهما ليقضي حاجته ، أخذ الآخر يفخر عند أبا بصير بقوله : ( لأضربن في سيفي هذا يوماً الأوس و الخزرج إلى الليل ) ، فقال أبا بصير : ( و الله إني لأرى سيفك هذا جيداً ) ، فقال : ( نعم ) ، فقال أبو بصير : ( أرني إياه ) ، فلما ناوله أخذه و ضرب عنقه و قطـّعه ، فلما عاد صاحبه وجد الآخر مقطعاً ممزقها فزع و هرب إلى المدينة ، فدخل المسجد يعدو ، فلما رآه صلى الله عليه وسلم مقبلا فزعاً قال : ( لقد رأى هذا ذعرا ) ، فلما وقف بين يديه صلى الله عليه و سلم صاح من شدة الفزع قائلا : ( قُتل والله صاحبي وإني لمقتول ) ، فلم يلبث أن دخل عليهم أبو بصير تتطاير عيناه شررا و السيف في يده يقطر دما ، فقال : ( يا نبي الله ، قد أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم ، فضمني إليكم ) ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا ) ،
فصاح أبو بصير بأعلى صوته : ( يا رسول الله ، أعطني رجالا أفتح لك مكة ) ، فالتفت صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه و قال: ( ويل أمه مسعر حرب لو كان معه رجال ) ، ثم أمر أبا بصير بالخروج من المدينة فسمع أبو بصير وأطاع وما حمل في نفسه على الدين ، راجياً ما عند العزيز الكريم .




:: البطولـة والوفـاة ::

لما بلغ الذين احتبسوا في مكة ما قاله صلى الله عليه و سلم عن أبا بصير ، [ ويـل أمـه مسعـر حـرب ] ، انطلقوا إليه ، حيث كان يتربص بقوافل قـريش على طريق الشام ، حتى انضم إليه ما يزيد عن الثلاثمائة رجل من المسلمين ، فما مرت عـيـر من قريش إلا قتلوا أصحابها و اغتنموا عيرها ، حتى ذُلت قريش و كتبت للنبي عليه الصلاة و السلام تسأله بأرحامها أن يؤويهم ، فلا حاجة لهم بهم ، فأرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقدموا إليه و يلحقوا به و أهليهم ، و عندما وصل كتاب رسوله الله صلى الله عليه و سلم إلى أبو بصير ، كان قد أعيته الجراح على فراش الموت ، فأخذ الكتاب ليقرأ دعوة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى جواره ، فلما رأى أن حلمه قد تحقق بصحبة قـرة عينـه ، قبض الله روحـه الطيبة الطاهرة و كتاب سيد الهدى في يـده يقرأه على فراشه ، فدفن في مكانه ، و بُـنيَ بجوار قبره مسجداً ، رضي الله عن الصحابي الجليل أبا بصير و أرضاه .




إلى أن نلقاكم مع عدد آخر و شخصية أخرى
تقبلوا أرق التحايا وأطيبها
من

مشرفي و استشاريي

المجلس العام


اخر تعديل كان بواسطة » المنتدى الاستشاري في يوم » 03/12/2009 عند الساعة » 02:50 AM