مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 27/11/2009, 02:19 PM
Blue Sun Blue Sun غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 23/12/2006
المكان: المجلس العام
مشاركات: 2,495
وش ممكن يصير لو ابراهيم ذبح ولده .. ؟!





قال الله تعالى : (
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين ) الصافات[ 99 - 110]


في هذه الاية يخبرنا الله سبحانه وتعالى قصة خليله ابراهيم عليه السلام مع ابنه اسماعيل ..
وكان اسماعيل هو اول ولد ابراهيم بعد 86 سنة من عمره عليه السلام ..
فقد كبر إسماعيل.. وتعلق به قلب إبراهيم .. جاءه العقب على كبر فأحبه..
وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب .. فقد رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل .. وإبراهيم يعلم أن رؤيا الأنبياء وحي.

نشب الصراع في نفس إبراهيم .. صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية. لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه .. فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره.
فكر إبراهيم في ولده.. ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه .. الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده (
قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى). انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده، وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة .. إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ أجاب إسماعيل : هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). تأمل رد الابن .. إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده (إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). هو الصبر على أي حال وعلى كل حال .. وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله .. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر ..

نقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض، وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين .. وإذا أمر الله مطاع. ( فَلَمَّا أَسْلَمَا ) استخدم القرآن هذا التعبير .. ( فَلَمَّا أَسْلَمَا ) .عندئذ فقط .. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره.. نادى الله إبراهيم .. انتهى اختباره، وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) ...

وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون , صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين .. عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل .
.

وأصبحت الأضحية سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، سنّة للمسلمين كافة، يؤدونها أيام الحج إلى البيت العتيق الى ان تقوم الساعة ..


سبب كتابة الموضوع ..
اليوم اثناء ذبح الاضحية سال اخوي الكبير سوال : وش ممكن يصير لو ابراهيم عليه السلام ضحى بابنه اسماعيل .. ؟!

جاوب اخوي : لو صار والله ما تشوفوني بالعيد ..
رد عليه الوالد : لو صار كان جدك السابع ضحوا به قبل ما تجي انت ..
وبعد ما خلصنا من الاضحية قرأت عن القصة وحبيت انكم تشاركوني الفائدة ..
كـل عـام وانـتــم بـخـيـر وصـحـة وسـلامـة ..
واعـاده الله عليـنا وعليكم باليمـن والمـسـرات ..
اضافة رد مع اقتباس